معاكم اخوكم عادل الغلبان: الراجى عفو ورضا الرحمن :صلاة وشفاعة المختار العدنان
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا.. وانت تجعل الحزن إن شئت سهلا..
إخوانى واخواتى اعزكم واحبكم الله::
اليوم سوف اكمل معكم كما وعدتكم المعنى الخاص للكريم..
المعنى الخاص:
لمن هذا الكرم الخاص؟
لك أنت، فأنت أغلى مخلوق، قال تعالى:
" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..." (الاسراء:70)، فقد كرمك بأن سوَّاك، وقال: "يا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ" (الانفطار:6)
فعدل جسدك وجعله غير منحني كبقية المخلوقات ..
لذلك فنحن نقول ( ربنا ولك الحمد) عند الرفع من الركوع..
فلولا أن الله عدل لك ظهرك، لكنت تشرب اللبن والماء كالقطة فتكوين مفاصلك وتكوين يديك يسمح لك بالاعتدال وأن تمسك بكوب الماء بيديك فقد خُلقت على أحسن صورة.
لذلك جعلك آخر المخلوقات فقد خلق القلم أولا ثم باقي المخلوقات..
وعندما أُعدت الأرض لاستقبالك خلقك لتخلفه فيها وتصلح فأنت غالٍ عند الله، فلا تُهن نفسك
فقد قال تعالى على لسان الملائكة:
"... أتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 30)
فقال تعالى: "... إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ "
فالعبرة ليست بالكَمّ - كم المؤمنين- ولكن بالكيف....
فالأنبياء ومن يريدون التقرب إلى الله والشباب الذي يريد الإصلاح مهما كانوا قلة ففيهم الخير فهم أغلى وأكرم البرية ...
ولما أهان نفسه " ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ".
لأننا خلفاء الله في الأرض، لابد أن نكون مترفعين عن الصغائر والشهوات. هل وصل المعنى؟
هل تحب الكريم الذي غرز فيك تقدير الذات؟
أقول لك ذلك لأنك عندما تقع في الخطأ تسقط نفسك من عينيك، لذلك سُميت الكبائر...
كذلك في بعض الأقوال لأنها أكثر الأشياء فيها إهانة لنفسك..
فمثلا عندما كنت في أوروبا كان كل الناس في أيام السبت سكارى فترى من يتقيأ في الشارع،
فهذا الوضع مهين، من هنا تشعر أن الكريم قد كرمك بألا تفعل هذه الكبيرة حتى لا تهين نفسك.
فبالله عليكم، أقسمت عليكم أن من يعيش على إهانة يوقفها فورا..
فلا تقبل إهانة نفسك لأنك محترم يا عبد الكريم...
هذا هو هدفى من موضوعى لكم...
لا تُهن نفسك بمعصية أو نفاق حتى لو لم يعلم أحد بمعصيتك فكفى بك عليك شهيدا، فتسقط من نظر نفسك، فتقع أسير التشكك في أي نظرة من الآخرين خوفا من الفضيحة فيصدق عليك قوله تعالى واصفا المنافقين:
وأحتنكن جاءت من الحنك أي أن الشيطان سيلجمك ويسوقك كالبهائم ..
وبالتالي ستهان أمام نفسك، فقد كرمك الله بإخلافك إياه في الأرض والإصلاح فيها وأنت لا تُصلح ولكن تهين نفسك أيضا!
فأنت عندما تعصي بمجرد إشارة من الشيطان لتفعل، فيقول تعالى:
" وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" (سـبأ:20)
أترضى ذلك لنفسك؟
فعندما تنظر لشيء محرّم تذكر اسم الله الكريم.
أريد أن أنبهك بألا تهين نفسك ولا تهين غيرك..
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( من عيَّرَ أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يفعل)
استروا الناس حتى لا يفقدوا كرامتهم أمام أنفسهم وأمامكم، فمن يُهين نفسه له عذاب مهين..
فقد حكى عنهم النبي صلى الله عليه وسلمأنهم ( يحشرون في أمثال الذر أي النمل يدوسهم الناس بأقدامهم يوم القيامة)
فهو أهان نفسه في الدنيا فأهانه الله يوم القيامة.
فكل أسماء الله الحسنى من كرمه.
لا تُهن نفسك – -
تُرى هل سيصدق عليك قول إبليس أم خلعت اللجام؟
واخيرا وصيتى لك لا تُهن نفسك.. أكرِم الناس بالعطاء والكرم.
انتظرونى ونورانيات ايمانيه اخرى.... ولو مت فى الفردوس الاعلى ان شاء الله