تسلل لص الى احدى الشقق واخذ يلملم كل ما خف وزنـــه وغلا ثمنــــه
وبينما هـــو قائم يسعى بين الغرف بحثا عن مبتغاه
وقعت عيناه على صورة كبيرة لفاتنة صغيرة ترفل فى كامل زينتهـــــا
توقف صاحبنا امام الصورة فاغـــرا فاه اعجابا بصاحبة الصورة
تيبست اطرافـــه الماهرة وتعلقت عيناه بالصورة فقط
وراح ينظر اليها ويطيل النظر حتى انه احضر مقعدا وجلس عليه
وراح يتأمــــــل معشوقة من ورق
بدا اللص الرومانسى عاشقا مدلهــــا احكمت الصورة السيطرة على عقله واعصابــــه
فظل بلا حراك لبعض الوقت
اللص العاشق لم يمهل نفسه طويلا وقفزت فكرة الوصال بهذه الجميلة النادرة الى عقله
وتمنت نفسه الاقتران بها
عاد اللص من رحلة الهيام بالصورة المعلقة على الحائط
وراح يعيد المسروقات الى اماكنها بعد ان حزم امـــره على الارتباط بصاحبة هذه الصورة
فى لمح البصر تسلل اللص خارجـــــــا دون ان يحمل شيئا
حتى صورة فتاتــــــه المعشوقة تركها كما هـــــى فوق الحائط
بعد ايام عاد ابن السادسة والعشرين الذى احترف السرقة منذ نعومة اظفاره
الى نفس الشقة وهو فى كامل هيئته طالبا يد معشوقته التى لم ير الا صورتها !!!!
استقبله اهل البيت بالترحاب واستعموا اليه بكل اهتمام ثم فاجئوه برفض طلبه
بعد ان لمحوا ما فى عقله من خبال
استشاط اللص الشاب غضبا وعلت وجهه علامات حرص ان تظل خبيئة نفسه الشريرة
وراح يتوعد اهل البيت جميعهم بالانتقام حتى الفتاة المسكينة
التى وقع فى حب صورتها منذ ايام فقط
دخل القلق قلب الفتاة واهلها فذهبوا الى الشرطة بحثا عن الامان والسلامــــــة
انطلق رجال الشرطة يبحثون عن اللص الرومانسى
وما ان وقع فى ايديهم حتى خر باكيا وبدلا من توقيعه على اقرار بعدم التعدى
راح يحكى لهم قصته مع الصورة التى وقع فى حب صاحبتها من اول نظرة
رق قلب رجال الشرطة كثيرا وبدلا من توقيفـــه بتهمة واحدة
وجهوا اليه تهمتين حتى يبقى اطول مدة ممكنة بعيدا عن خلق الله
المهم
هل تراه انت لصا محترفا ام شخصا مخبولا ؟
وهل يمكن ان يقع انسان سوى فى حب صورة الى هذا الحـــد ؟
وهل يمكن ان يكون الحب سبيلا الى الخلاص من الانحراف ؟
اخيرا
لا اعرف لماذا اتعاطف مع هذا المسكين
يبدو اننى مسكين انــــا الآخـــــــــر
احمد الحلواتـــــــى .. الاسكندرية