العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الذرية فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الثالوث فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطبع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رقص و قذارة سفيرة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخنق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 20-07-2009, 07:43 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

العمل الذي بين أيدينا عمل إنساني من الدرجة الأولى ، تتضح فيه بساطة الفكرة وكيفية التعبير عنها دون استخدام مسرف للمجاز باستثناء هذه الصورة الوحيدة :
يبتل قميصك بدموع السنين التي طالما تمنيت ان تذرفه هناك

إن الفقد فقد المحبوب يعد من الأفكار التي تناولتها الكثير من الكتابات على مر الدهور وستظل ، ولكن يختلف التناول من عمل لعمل ، والملاحظ على هذا العلم الجميل أن الخطاب يتوجه من الكاتب للقارئ رغبة منه في استبطان المشاعر المكنونة داخله وكذلك توجيعًا له حتى يدرك القيمة الإنسانية للشيء المفقود ، وهذا إلإيلام ربما يكون له غرض اجتماعي يهدف الكاتب من ورائه إلى حث المتلقي على الاحتفاظ بما لديه من نفائس بشرية قبل أن تتسرب إليه وتفر من خزانة قلبه .. بل وبيته .

الذي كان بارزًا بشدة في هذا العمل هو المواقف المنتقاة بعناية والتي تؤدي إلى تقليب القارئ ذهنه فيما بين يديه من أفكار تتوارى خلف هموم الحياة المادية وسطوتها .
وهنا نجد المواقف كلها ليست إنسانية فحسب وإنما تتنوع بين طبائع المرح والحزن والعمل والراحة والمادي والمعنوي ...إلخ

وإلى ذلك فثمة أشياء منها كان يمكن إسقاطها على الأم أو الابنة مثل :

لن تودعك نظراتها بالامل او تستقبلك باللهفة

و لن تستمع الي صوتها ثانية يوشوشك في الهاتف و انت في اجتماع مع مديرك

للأم
بينما للابنة :

ولن تمتد اليك شفتاها تلتقم حبات الدواء الصغيرة من بين يديك


غير أن كل هذه الأحزان مقبولة ويمكن للإنسان تجاوزها على اعتبار أن سنة الحياة أن يكون الفقد والموت ملازمًا وجوده .
إلا أن المفاجأة الأعنف تكمن عند النهاية التي تؤكد معنى ليس الفقد بل السلب وهو :


سيمزقك الحنين عندما تعلم انه شخص غيرك ... و قلب غيرك سينال من السعادة اكثر مما يحتمل ...

وهنا تكون الضربة المؤلمة عندما يكون مصير هذه الأفراح كلها إلى دولاب الذكريات ، وهذا يطرح تساؤلات في ذهن القارئ عن الأسباب وكان من الأفضل أن يتركها المبدع ولا يذكرها وهذا لم يكن في صالح النص إلا من باب استبطان المشاعر لدى الآخرين :

كيف كنا والي ماذا انتهينا...

ولن تستطيع الاجابة


إلا أن العمل تميز بهذه النزعة التي تجعل ذهن القارئ ذاهبًا كيفما يشاء في تصور حالة الحزن المحيطة به ويجعل لمفهوم الزيادة في (سينال من السعادة أكثر مما يحتمل ) عبئًا إضافيًا إذ أنه اتكاء على مفهوم الذات والذي يعني أن الفرد ينظر إلى نفسه من خلال الآخرين وحالة كتلك تشعر بها المحبوبة بالسعادة تجعل الفرد آسفًا على نفسه إذ لو لم تنجح معه لكان ذلك دليلاً على خطأ منها ، ولكنها المصيبة الكبرى حينما يرتد الإحباط إلى الذات ويعيش الفرد في دوامة من جلدها والبكاء -دون طائل - على اللبن المسكوب .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-07-2009, 05:07 PM   #2
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : لن ..
(من خارج منتدى الخيمة)

عندها ...
تدرك انك لن تحتوي يديها ... لن تمسد شعرها ... لن يبتل قميصك بدموع السنين التي طالما تمنيت ان تذرفه هناك ... فوق كتفك .
لن تكون ابتسامتها لك و همسها لن يكون ...
و سيحرقك الحنين ...
لن تستطيع ان تصعد في السماء لتلتقط لها النجوم ... فهي ابعد عنك من السماء ...
لن تشاكسك في الصباح و هي توقظك ...
لن تكون انت من يدفيء قدميها في الشتاء البارد ولن تمتد اليك شفتيها تلتقم حبات الدواء الصغيرة من بين يديك .
لن تشعر بالخوف عليها مرة اخري بينما هي بجوارك هادئة مطمئنة ... نائمة كقطة صغيرة ...
لن يساورك القلق من اجلها ثانية وسط ضجة العمل ... و لن تستمع الي صوتها ثانية يوشوشك في الهاتف و انت في اجتماع مع مديرك ...
فلا تخشي منه ...
لن تتناول طعامك مرتبكا من عينيها ... تراقبك ...
لن تجد من تحمل همه راضيا في قلبك ...
لن تودعك نظراتها بالامل او تستقبلك باللهفة ...
و سيمزقك الحنين عندما تعلم انه شخص غيرك ... و قلب غيرك سينال من السعادة اكثر مما يحتمل ...
وستحاول ان تنسي ولن تستطع ... ويذكرك الحنين و نبضات قلب لا تستطيع ان تغض السمع عنها ... و ستقف ذاهلا مصدوما ... تتسائل كيف كنا والي ماذا انتهينا...

ولن تستطيع الاجابة

http://www.anteka.net/ipb/index.php?showtopic=284
الله كم اعحبنى هذا الواقع الأليم
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-07-2009, 07:06 PM   #3
ريّا
عضوة شرف
 
الصورة الرمزية لـ ريّا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: amman
المشاركات: 4,238
إفتراضي

مااروع ماتاتينا به أخي الكريم
بارك الله بك
__________________
ريّا غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-07-2009, 08:28 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : عباءة الحزن
(خارج منتدى الخيمة)
(14)

شققت عباءة حزني نصفين

نصف احرقته ونثرت رماده على مرآة الذكرى التي كانت نظيفة يوما ما

ونصف اخر احتفظت به ليس كذكرى بقايا حزن عشته بوهم الحقيقة

ولكن

كي اعلن اني قوية كفاية ان احتفظ بك نصف حزن بلا دموع


74.86.7.224/~alyemen/vb/showthread.php?t=340349
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 12:17 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-07-2009, 08:36 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

شققت عباءة حزني نصفين

تشبيه الحزن بالعباءة جاء ليؤدي معنى التغطية أي أن الحزن يتلبس الكاتبة أو من تتحدث على لسانه ويغطيها كاملاً وهذا تعبير جيد للغاية

نصف احرقته ونثرت رماده على مرآة الذكرى التي كانت نظيفة يوما ما

هنا تتكامل بيئة التشبيه إذ يكون العمل فيه تواصل لعملية الشق وهي ربما تأتي كناية عن التمرد ، كأن تقول شق عصا الطاعة مثلاً ، إحراق نصف الحزن ونثره على الذكرى كان هذا توضيحًا لحالة التغير السيء والذي تحولت الذكرى فيه من مرآة نظيفة إلى مرآة ملوثة وتعبير مرآة الذكرى كان جيدًا في التعبير عن الحالة إذ أن الأحداث هي الرماد الذي لوث الذكرى والذكرى مرآة لأن الفرد يرى فيها أحلام القلب وما شابهه .

ونصف اخر احتفظت به ليس كذكرى بقايا حزن عشته بوهم الحقيقة

ولكن

كي اعلن اني قوية كفاية ان احتفظ بك نصف حزن بلا دموع

التعبير عن حالة الكبرياء كان قويًا وإن كان السطر الثالث فيه صياغة تحتاج إلى بعض القوة .
إن فلسفة الحزن بهذه الطريقة تنبئ عن كبرياء لا حدود له إذ الفرد بمحض إرادته يتذكر ما يريد وينسى ما يريد وهو بذلك يخبر المخاطَب بأنه لا شيء ، إذ أن نصف الحزن لإثبات الشماتة والنصف الآخر يحترق وينسى ..
كان التناول جميلاً ولكن أضعفه فقط التعبيرات ليس كذكرى والأصح لو أن التعبير كان لا لأحتفظ به ذكرى ثم التعبير الثاني أعلن أني قوية .. كان تعبيرًا مباشرًا يحتاج إلى بعض التعبيرات التي فيها إسقاط لسمات القوة لأن كلمة قوة بهذا الشكل أدت إلى إضعاف قوة العمل نوعًا ما .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-07-2009, 11:04 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :حالة -عيش- سريري أو إعلان وفاة
اسم الكاتب : أسامة الذاري(خارج منتدى الخيمة)
(15)
حالة ما تتسلق إلى ذهني وأنا أحاول فك الأرتباط بكل ماهو حولي لأبقى أنا ..البدايات دائما ما تكون متعبة هكذا مثلي..على حلم جمعت مصائري وعلى حلم أقمت وحدي دون أن يزعجني هذا الأنقسام النفسي إلا مرة تبدو وحيدة رغم كثرتها..ويالي من متحاذق!..أدعي الكثير من كينونتي لأخرج من داخلي بوجه واحد وبشخصيات متعددة!!منذ حزنين ونصف وأنا أتعاقب على مخيلتي أفتش في الواقع عن ماذا أفرزت فأجد قصائد لم تكتمل,ورواية مرتعشة تحت جلدي ..وأصدقاء لاأعرفهم!!,ليس من دواعي سروري أن أبقى على قيد الحياة لذا قررت أن أموت ,وأعرف أني سأموت دون أن يلتفت لذلك أحد سوى زوجتي التي ستضيع دون جواز سفرها,سأموت لكي يجد البعض الشجاعة الكافيةلممارسة أخطائهم بإسمي..سأموت لأنعي أصدقائي الذين تجمهروا ليدفنوا ما تبقى مني في ذاكرتهم,ولأساهم في مدهم بالكثير من الغياب الذي سينسجون به الكثير من الحكايا المثيرة والتي لاعلاقة لها بــ(محاسن الموتى)..سأموت لتنتصر (الأمانة العامة) في إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على رغبتي في الترشح لرئاستها..,ولكي أستثمر بعض الأنقطاع في مواصلة البحث عن حقيقة الموت ذاته..
إذاً سأموت, كمكيدة مؤلمة للحياة,وسأنعي نفسي هنا فلست بحاجة لترويسة مرهقة في صحيفة ما تسأل الله أن يلهم أهلي الصبر والسلوان ..لأني أعرف أن الكثير من أقاربي قد ألهموا الصبر منذ كنت بينهم يكفي أنهم تحملوا أوزار شاعرٍ كان يقضي هدوء إلهامه على حساب صفاء أجوائهم....,وحين أموت لن أعتذر لأحدٍ سوى لزوجتي التي ستنتبه إلى أن من أحبها لم يعد سوى جثة غير قادرة على مشاركتها مصائب الدنيا..ربما كان موتي هروباً من كل هذا لكن مايهمني الآن هو معرفة إذا ماكانت الحياة تستحق كل هذا !!

http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=336885
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 12:18 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-07-2009, 12:02 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

النص يتناول مذكرات واحد من دعاة الحرية (صحفي - شاعر -مفكر ) وذلك من خلال أسلوب ساخر يعتمد على المزج بين المتناقضات من أسلوب تقريري وأسلوب مجازي ، لغة الصحافة والإعلام وتوظيفها موقفيًا،والموت الحقيقي والموت المجازي وذلك كله من أجل تبرير المعاناة المتمثلة في حياة سريرية أو إعلان الوفاة .
والنص إلى ذلك يتناول بأسلوب اللمس بعضًا من سلبيات المجتمع ويحاول الخروج بها من المنحى الحرفي إلى دلالات أوسع ممثلة في :
سأموت لتنتصر (الأمانة العامة) في إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على رغبتي في الترشح لرئاستها
لتعلن ثورة على أساليب الوسائط والمحسوبيات ومراكز القوى داخل الواقع الاجتماعي . كذلك يكون ضمير المتحدث وليس المخاطَب غالبًا على العمل لإبلاغ المتلقي رسالة مؤداها أنني أكلم نفسي فلا عليك أن تعبأ بما أقول لأنه لن يفيدك كثيرًا .
وقد لعب العنوان دورًا بارزًا في خروج النص بهذه الدرجة من القوة والمتانة إذ أن جعل الحياة كلها تحصيل حاصل ،ومبررات ذلك حاضرة في معطيات الواقع الاجتماعي والثقافي ليس محليًا بل ودوليًا كذلك .
والآن إلى النص المتميز ..


حالة ما تتسلق إلى ذهني وأنا أحاول فك الأرتباط بكل ماهو حولي لأبقى أنا
دون الوقوف الحرفي لهذها الدلالة كان البدء بالحالة لأنه منصبّ على معاناته تلك الحالة التي تتخذ سمة تجعلها شبيهة الزواحف والحشرات ، وذلك الذهن الذي هو شجرة من شدة ما تفرعت وتشعبت فيه الأفكار . وأما فك الارتباط فجاء تعبيرًا عن الذوبان في الآخرين وافتقاد الكينونة والتي هي واحدة من أعمدة العمل ومبررات المعاناة .

مرة تبدو وحيدة رغم كثرتها

هنا نقف أمام نموذج فذ يعرف كيف يمتلك ناصية اللغة ويستخدمها كعجينة يصنع بها الأشكال التي تروق المتذوقين له ،فيبدأ باللعب على أوتار المنطق هذا اللعب الذي يجعل للكميات دلالة صفرية يحدد هو قيمتها وفق السياق . أي أن الذوبان في الآخرين قد تملّكه بشكل جعل الانفصال مرة واحدة عملية معجزة مما يؤكد معنى الاحتلال من قبل الآخرين ويجعل مجرد محاولة التكرار أو التفكير فيها مشكلة كبيرة للغاية !

منذ حزنين ونصف وأنا أتعاقب على مخيلتي أفتش في الواقع عن ماذا أفرزت

امتدادًا لهذا المنهج في السيرك اللغوي نجد لفظة حزنين ونصف أي كأن الحزن انتقل من كونه شيئًا لا يقاس إلى شيء يقاس ويتجزأ ويأخذ هو الصدارة بدلاً من الأشياء في تحديد الكميات .. كلمة حزنين ونصف تشير إلى عقدين ونصف أو زمنين ونصف سنتين ونصف ....إلخ ويأتي بعدها التعاقب على المخيلة .. إنه الاستعمار الذي يقوم به الآخرون لدرجة أن الفرد صار يؤرخ للمدة التي يظل هو فيها رهين مخيلته . إنها المفارقة التي تبدو في اشتراك الآخرين أو احتمالية ذلك للنظر في مخيلة هذا الفرد .
وتأتي كل هذه المقدمات -إن جاز التعبير- لتؤدي إلى النتيجة الحتمية وهي :
قررت أن أموت

وهنا يشتعل ويتوهج الموقف ليكون التساؤل عن الموت هل هو موت حقيقي أم مجازي بمعنى الذبول والضياع والتهاوي ؟
سأموت دون أن يلتفت لذلك أحد سوى زوجتي التي ستضيع دون جواز سفرها
تعبير متقن عن كينونة الإنسان (الزوج) الذي لم يعد بالنسبة لها سوى جواز سفر وليس (بطاقة شخصية) إن السخرية تلعب دورًا كبيرًا في الإشعار بهذه المعاناة إذ يكون الرجل أداة أو مطية للمرأة .. للفراق . إنها المفارقة التي تجعل دور الزوج عكسيًا لما أنيط به من (تسكنوا إليها) ليكون جواز سفر .
وهذا انعكاس للقيم السائدة في المجتمع لا سيما إذا كان مجتمعًا يتسم بالــ(محافظة )!

وهنا تبدو الرؤيا فذة متمكنة في النفاذ إلى واقع المجتمع ، إنها النظرة التي ينظر بها الفرد إلى موقف مهيب كذلك ويستقرئ بها أفعال الآخرين وردوهم :

سأموت لكي يجد البعض الشجاعة الكافيةلممارسة أخطائهم بإسمي
إن الضرب في الميت حرام (كما في المثل المصري) وكأن الكاتب ينظر في دفتر ايامه إلى كل من حوله فلا يجدهم إلا في صحائف السيئات ..

..سأموت لأنعي أصدقائي الذين تجمهروا ليدفنوا ما تبقى مني في ذاكرتهم,ولأساهم في مدهم بالكثير من الغياب الذي سينسجون به الكثير من الحكايا المثيرة

كأنه بذلك ينادي أبيات النابغة الذبياني :
المرء يأمل أن يعيش
وطول عيش قد يضره
تفنى بشاشته ويأتي
بعد حلو العيش مره
وتخونه الأيام حتى
لا يرى شيئًا يسره
كم شامت بي إن هلكت
وقائل لله دره
ويظل نسيج الإبدا ع ممتدًا في استخدام اللغة وتوظيفها بشكل عكسي ، إذ يكون الميت هو المتكرم على غيره بالنعي هذا النعي هو نعي ما تبقى ما اندفن منه في ذاكرته . في هذا المقطع تتضح فكرة جيدة تتمثل في تبيين وظيفة الآخر وهي تلك الوظيفة شبه (الصنمية) فهم يستقبلون النعي من الميت ويستقبلون منه الغياب الذي يغتابونه به .
لقد لعبت التركيبتان (مدهم بالكثير من الغياب ) و (أموت لأني أصدقائي) دورًا كبيرًا في إبراز الخيانة حتى بعد الممات وعنصر المفارقة في الإمداد بالغياب ونعي الميت نفسه لأصدقائه يظهر علمًا بخباياهم ويختزل تجاربهم كما أنه بعد ذلك يجعل منهم مادة تلاعب أدبي تشي عن مفهوم الذات لدى المبدع ، ومتداد العذاب الملتف به إذ أنه يقوم بـ(قتل نفسه) مرة أخرى نيابة عنهم .
ويأتي هذا المقطع العبقري للتجسيد فكرة أعداء النجاح باعتبارها واقعًا عربيًا :
سأموت لتنتصر (الأمانة العامة) في إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على رغبتي في الترشح لرئاستها..,ولكي أستثمر بعض الأنقطاع في مواصلة البحث عن حقيقة الموت ذاته..
من الممكن أن تكون تجربة شخصية له لكنه ينقلها إلى مسرح الحياة ببراعة إذ يجعل من الحدث نفسه صورًا تنطبق على مواقف كثيرة تتسيد فيها قيم الشللية والسلطوية والوسائط ليكون هو الباحث عن حقيقة الموت ذاته ، كأن كل ذلك لم يكن موتًا بعد ؟ وهذا هو تساؤل يضمره الشاعر عن معنى الموت إذا لم يكن كل هذا الألم !

والاتكاء على أحد محاور العمل الأساسية فك الأرتباط بكل ماهو حولي لأبقى أنا )من خلال إعادة التوكيد
إذاً سأموت, كمكيدة مؤلمة للحياة,وسأنعي نفسي هنا فلست بحاجة لترويسة مرهقة في صحيفة ما تسأل الله أن يلهم أهلي الصبر والسلوان ..لأني أعرف أن الكثير من أقاربي قد ألهموا الصبر منذ كنت بينهم.
إنه استمر في ذكر الموت لكن يمتد إلى ما بعده ما بعد العزاء من خلال المرور من الزوجة ثم الأصدقاء انتهاء بالأقارب والذين كانوا صابرين منذ أن كان حيًا .
إن السخرية تمتد لتعبر عن هذه الحالة من الموت في قلوب الآخرين وإنكار الإنسان ،واستباق موته حتى إذا جاء الموت كان هو الشيء العادي الذي قد تأقلموا عليه لأن الفرد في وطننا (يموت آلافًا من المرات).

ويرتفع الحس الساخر ليشيد بالصبر البطولي لهم (إن جاز التعبير):
يكفي أنهم تحملوا أوزار شاعرٍ كان يقضي هدوء إلهامه على حساب صفاء أجوائهم
إنها الكلمات التي تعمل كمنفضة غبار يتطاير على قلوب الآخرين .. في هذا المقطع توصيف لضيق صدور الجميع بالإنسان المبدع أو الإنسان صاحب القيمة إذ لا يطلب منهم مالاً ولا ولدًا ، إلا أن (خصوصيتهم ) تتعكر بمرور الفكر على أجوائهم الصافية . ويلحظ الكاتب السخرية في هدوء الإلهام إذ أن المبدع يعتصر لبنات أفكاره ليجد ما يقوله .

وحين أموت لن أعتذر لأحدٍ سوى لزوجتي التي ستنتبه إلى أن من أحبها لم يعد سوى جثة غير قادرة على مشاركتها مصائب الدنيا..

تتصح قيمة التعذيب الذي يعانيه الإنسان إذ أنه يحمل همًا وهو ( أنانية) الزوجة والتي ترى أنه كان ينبغي أن يكون مشاركًا لها أيضًا في مصائبها بعد الموت . إنه مطية سفر و (آلة) مواساة . من هنا تكون للحالة ويكون لتوصيفها ألم أشد وأقسى على قلوب المتلقين .إنه ليس واقع هذا الكاتب وإنما واقع الكثير من العظماء والمصلحين والمخلصين والذين كان ذنبهم الأخطر هو أنهم لم يكونوا من المرضي ّ عنهم وعاشوا في الظل ليسير غيرهم في ظلهم ثم يجحد أفضالهم .

ربما كان موتي هروباً من كل هذا لكن مايهمني الآن هو معرفة إذا ماكانت الحياة تستحق كل هذا !!
إن السخرية تؤدي دورًا هامًا في نجاح العمل لكن حينما تشتط وتصبح غاية لذاتها لا تؤتي أكلها كما ينبغي . إن فكرة المفاجأة هي التي حاول الكاتب إيصالها في السطر الأخير وكأنه قد مات فعلاً أو أنه يعاتب نفسه على أن كتب شيئًا . إن إنكار الكاتب كل ما كتبه في نهاية العمل يؤدي إلى شعور مفاده أن الإبداع عملية ترفية لا تستحق الكتابة عنها .
وبهذا المنطق فكان من الأولى للكاتب أن يكتب عن شيء آخر (يستحق ) الكتابة عنه . طالما ان الحياة لا تستحق كل هذا فلماذا كتب ذلك ؟ هل هو استعراض أم تلذذ بتعذيب الذات ؟
لقد كان النص متقنًا للغاية خاصة في العنوان والذي كانت له دلالة فاعلة في سرد كل هذه التفاصيل الحزينة والتي يرى الكاتب في النهاية أنها لن تساوي شيئًا .
عمل رائع للغاية ، وقليل ما هم .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-07-2009, 10:38 AM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل:ليس بي رغبة بالبقاء
اسم الكاتب:أبو نواف البكاري
(خارج منتدى الخيمة)

(17)


أنتِ ..يا من تقفين هناك بين مواجعي
وجروحي الغائرة
لترحلي فلم تعد بي رغبة للبكاء
...
أشتاق رحيلك عن صهوة أحلامي
أشتاق لأنتزعني منك
وأركل كل لياليك الساكنة في أبجديات المساء
...


سأرفع روحي عنكِ
وأصنع جبلا بيني وبين زمنك
حتى يصعب على غرورك التافه أن يتسلقني

...

سأنعيك وأكتب في مرايا الوجع :
إمرأة تحترف الغدر
وأكتبني :مجنون يحترف فن الغباء

...

لم أعد أرغب بالبقاء
فلقد اخضوضبت صباحاتي بلونٍ لا يعجب الأبرياء
واعتصرت من صقيع الليالي قوة لأنتزعني منك
لا
لم يعد بي رغبة للإنتحار
فلقد أمطرت الخيانة جحيما
ومعزوفة للبكاء

...

فدعيني إذا ألملم لحظاتي الشاردة
وأطفئ شموع الوفاء
وأتوغل في غابات جرحي
وأحفرني أنهرا من دموع
أو ارحل نيزكا من فضاء


...


أنا.
لا..
أ
ح
ب
ك

فهاتي سكينا لأحلف فوق دماءي وأصرخ للكون
أنا
لا
أحبك ولا رغبة لي بالبقاء


http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=467628
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة هـــند ، 01-04-2010 الساعة 10:55 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-07-2009, 10:41 AM   #9
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

الفراق-الخيانة-الرحيل .. ثلاثية شاءت أم أبت ، فإنها أوجِدت في سلة فواكه الأخ العزيز أبي نواف ، ولعل هذه الثلاثية تتوالد منها أنماط أخرى من المشاعر لكنها لا تخرج عن إطارها ، وربما تشب مواضيع أخرى عن هذا الطوق الإبداعي المتميز . إنها ثلاثية صنعها الشجن ، وصقلها التأمل ، وصاغها الجمال هدية لكل إنسان ، وأراني ناصحًا أخي العزيز بالاطلاع على المزيد من الكتب التي تنمي هذه الملكة لديه ككتاب رسائل الزمان في فلسفة الحزن والجمال للراحل مصطفى صادق الرافعي أو وحي القلم ، ليتماسّ مع الفكرة ويضفي عليها بأسلوبه هو ما يميز العمل الذي يكتبه عن غيره . ونسأل الله له التوفيق ولكل أبناء المنتدى الجميل دون استثناء .

أنتِ ..يا من تقفين هناك بين مواجعي وجروحي
الغائرة لترحلي فلم تعد بي رغبة للبكاء

تبدأ القطعة باستخدام ضميرًا للمنفصل وهو أنت ، ومعروف أن الضمير هو أعرف المعرّفات لذلك لا يأتي معه استخدام حروف النداء . ومن هنا استخدم مبدعنا العزيز ضمير المنفصل بغرض النداء .هنا نلاحظ أن استخدام ضمير المنفصل جاء ليعبر عن حال الانفصال بين الطرفين ، ولقد دعم ذلك التوجّه وجود النقطتين .. وهاتان النقطتان تحدثان سكتة تشابه حالة الإشاحة بالوجه أو إغماض العينين ثم هوء الزفير تعبيرًا عن عدم ارتياح لسبب مضمر. ولعل مجيء حرف النداء يا -وهو حرف إشارة للبعيد- جاء في أقل من سطر ليعزز حالة الانفصال والبعد المادي والمعنوي .الحرف (من) بعد النداء غالبًا يفيد حالة التنكير بما يستدعي محاولة تعريف المنكّر بسمة من سماته وهي (تقفين بين مواجعي)وغنيّ عن القول بأن هذه العبارة أدت بشكل غير مباشر مدلول الغدر ،فبدلاً من أن يقول لها أيتها الغادرة استخدم هذه الطريقة للتوبيخ .زاد عليها بعد ذلك كلمة هناك ليشير إلى تباعد تام سواء في الوجود المادي أو المعنوي. ويُعَد إلباس الشيء المعنوي لبسة الماديات دليلاً على هذا التباعد النفسي الذي جعل المبدع يرى كل شيء حوله وكأنه مادي بحت لا طريق فيه لجوانب ملموسة ترقى بالوجدان . تعبير تقفين هناك بين مواجعي ميّزه أنه أعطى تصويرًا للمواجع بأنها قتلى أو جرحى يقف الطرف الآخر فوقها شماتة وسخرية .وهذا حين نربطه بسياق الموقف فإنه ينم عن حالة من المغالبة للموت ،ومحاولة للصمود إذ أن الذي يقف بين الأوجاع هو منتصر ،والمنطق يقتضي أن يكون الرجل وهو المنهزم في حالة استسلام ، لكن الألفاظ التي استُخدِمت عبرت عن حالة مغالبة ومقاومة هي الملهِبة للنص عندما نربطها بالعنوان الذي يُعتبر (ثوريًا ) في مملكة النفس . جملة جروحي الغائرة أظنها تعبيرًا أجوف أي أنه للوهلة الأولى يعطي الانطباع بأنه شيء ذو معنى لكن إذا دققت لم تجد شيئًا ذا بال ، فالجراح حينما تشبّه بالإنسان غائر العينين فإنك تتساءل وكيف يُمكنُِ تصور الجرح بجزء من الإنسان وهو العينان الغائرتان ؟ إنه تشبيه يؤدي إلى الاستحالة والتميّع . تأتي بعد ذلك حالة المغالبة بارتفاع الإيقاع إيقاع الحالة النفسية من خلال استخدام اللام لام الأمر ،والذي يعبر عن صرخة عميقة في كلمة لترحلي،والتي تفيد استمرار النهج (الثوري) على وجود هذه الأنثى .ويأتي تعبير رغبة للبكاء ، موضحًا حالة من الوجود الوظفي للمرأة ،فكأنها هي أداة إبكاء وتكدير فحسب . وفي هذا إشارة إلى جانب نفسي خفيّ وهو حب العزلة . هناك حالة من حالات الإنسان غير السوي في علم الصحة النفسية والإرشاد النفسي يكون فيها محاولاً استدرار عطف الآخر من خلال ادعائه الضعف أو الإرهاق .والنص هنا بسخريته يشير إلى حالة انتفاضةعلى الذات

...
أشتاق رحيلك عن صهوة أحلامي
أشتاق لأنتزعني منك
وأركل كل لياليك الساكنة في أبجديات المساء


نأتي للتعبير صهوة أحلامي وكان ذات درجة عالية من التجسيد
والفانتازيا إذ يقترن الملموس بالمحسوس وتكون الأحلام خيلاً
يُركب (ولا أريد أن أقول حمارًا يُركب)
ثم يأتي التعبير أشتاق كعامل مشترك بين شيئين يترتبان على بعضهما البعض:
التحرر (أنتزعني منك) وصفاء الرؤية (ارى كل لياليك الساكنة في أبجديات المساء)
كان التعبير أنتزعني -وكثيرًا ما كررت ذلك- مكررًا يعبر عن أن الاحتلال إذ تغدو الذات
مستلَبة لدى الآخر بشدة مما يستدعي معركة داخلية لإعادة الاستيلاء عليها مرة أخرى.
وكأنني إزاء معنى غير اعتيادي يحلق في هذا السطر إذ أن المبدع أو من تتحدث على لسانه
كان يقصد أنه قمر هذه الليالي لأن هذه الكاف في كلمة لياليك تعبيرًا عن ذاته المستلبة التي
استدعت التعبير أنتزعني .لكني لا أستطيع استيعاب دلالة كلمة أبجديات المساء ،ربما هي
تعبير عن أول المساء وجمال شكل الغروب قبل أن يوغل في الظلام .
...


سأرفع روحي عنكِ
وأصنع جبلا بيني وبين زمنك
حتى يصعب على غرورك التافه أن يتسلقني

كانت تعيبرات مكثفة في شكل ومضة وكأن بثقة عليها تختبئ بين هذه الحروف
وأعجبني للغاية تصاعد الحالة والتوتر الذي عبرت عنه بزيادة الكلمات في
كل مقطع .تعبير أرفع روحي عنك كان ما يميزه أنه عبر عن سقوطها وخوفه على
نفسه من السقوط في مستنقعها وليس المستنقع هنا بالمعنى الأخلاقي .
تعبير جبل بينني وبين زمنك ما ميزه بشدة هو التعبير عنها بشكل غير مباشر كأنها
هي بنفسها زمن يُرتجى الهروب منه .كذلك تعبير غرورك التافه أن يتسلقني كان
تعبيرًا مميزًا بالتجسيم ،كان وجود كلمة التافه مناسبًا للتعبير عن فروغها من أية مزية.
كذلك تستمر آليات الرفض ليعبر عن نفسه بأنه جبل بشكل غير مباشر .للمبدع سمة
الجبل في الصلابة ولها سمة الزمن في التميّع .

...

سأنعيك وأكتب في مرايا الوجع :
إمرأة تحترف الغدر
وأكتبني :مجنون يحترف فن الغباء


ومضة قوية للغاية وكان التعبير سأنعيك قويًا مفيدًا السخرية
وكان لفظ فن الغباء نافذًا في التعبير عن مدى الخطأ .
وكان تعبير مرايا الوجع يقصد به الأوراق وهذا تعبير رائع
للغاية

...


لم أعد أرغب بالبقاء
فلقد اخضوضبت صباحاتي بلونٍ لا يعجب الأبرياء
واعتصرت من صقيع الليالي قوة لأنتزعني منك
لا
لم يعد بي رغبة للإنتحار
فلقد أمطرت الخيانة جحيما
ومعزوفة للبكاء

هنا كان في النص بعض التقفية (استخدام القافية) وكان إضافة جيدة للعمل خاصة في مجيئها
على فترات متقطعة وليس منتظمة وكانت الاستخدامات المجازية زائدة بشكل مرهِق للقارئ.
إذا كان العمل الأدبي تعبيرًا عن خلجات النفس ومشاعرها إلا أنه ليس حالة من الإغراق
في بحر المجاز .أعجبني للغاية وجود التعبير اعتصرت من صقيع الليالي قوة لانتزعني منك.
هذا التعبير أفاد شدة المغالبة للاستقلال والبعد عن المحبوبة الغادرة.
مجيء الأداة لا ، بعد لم كان جيدًا ليعبر عن نفي مطرد ومجيئهما يجعل المتلقي يشعر
بأن المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه يتخيل صوت الطرف الآخر مما يجعله يستحضر
أدوات النفي والجزم . مجيء لا وحدها كان جيدًا لأنه أعطى فاصلاً زمنيًا للتنهيدة .
كانت الأسطر الثلاث لم يعد بي رغبة ....للبكاء أراها كانت مكررة دل عليها ما سبقها .
...

فدعيني إذا ألملم لحظاتي الشاردة
وأطفئ شموع الوفاء
وأتوغل في غابات جرحي
وأحفرني أنهرا من دموع
أو ارحل نيزكا من فضاء


لحظاتي الشاردة تعبير عن الفرحة التي لم يتمتع بها كان يميز هذا التعبير
القدرة على استخدام الملموسات للتعبير عن المحسوسات .
وكانت الأسطر الأربعة من بعدها قريبة من الشعر .رغم تناقضها عن بعضها
إلاأن الذي كان جيدًا فيها هو السطر الأخير أرحل نيزكًا من فضاء، ليعبر عن
حالة من البعد عن المحبوبة والمعالجة الجذرية للقضية كما أنه عبر عن
شدة الضيق حتى ضاق به كوكب الأرض .

...


أنا.
لا..
أ
ح
ب
ك

النهاية كانت جيدة للغاية ، أجمل ما فيها هو هذا التقطيع للحروف
بما يشابه حالة تقطع الأنفاس أو تهاوي الأمل واحدًا بعد الآخر .
وهذا العامل المتعلق برسم الكلمة يندرج تحت ما يسمى بجماليات
التشكيل المكاني في النص ..عبرت بهذه الطريقة وبروعة على
المغالبة حتى اللحظة الأخيرة.حتى كأن في كل صوت ينطق نفَس
يودّع الدنيا .

فهاتي سكينا لأحلف فوق دمائي وأصرخ للكون
أنا
لا
أحبك ولا رغبة لي بالبقاء


تعبير لأحلف فوق دمائي كان جيدًا معبرًا عن الذبح أو القتل
ليقسم على أنه يكره من تدعي حبه.
أجمل ما في هذا السطر والأسطر التي احتوت الأداتين لم ،لا
هوأنه يجعل القارئ يشعر بحالة من الوشوشة الداخلية التي
تناقض ما يقوله وتحاول إقناعه بصدق ما يقوله الطرف الآخر
مما يزيد الاستثارة لديه ويجعله ينطق هذه الكلمات .
ولا أعرف آلبقاء تقصد أم البكاء ؟ هنا يكون البقاء مرادفًا
للبكاء أو يكون البكاء بسبب البقاء وحينئذ يكون وجود المحبوبة
هو العنصر المشترك كصانع لهذين العنصرين من عناصر المعاناة.


عمل رائع أحييك عليه وأرجو لك التوفيق (إلى مشروع صناعة مبدع دُر)


__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 29-12-2009 الساعة 11:30 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-07-2009, 10:07 PM   #10
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل:الحب عن بعد
(خارج منتدى الخيمة)
(18)

الحب عن بـٌـعـد


/
\

/
\


تموتي في أجلي .. أموت في أجلكِ ..
يستمتع العالم بهذا الإرتقـــاء العنيف ..

لا نلتقي .. أبداً ..
أنا وأنتِ خارج الجنـــة ..
في عُصبــة مافيا الحياة .. أنا وأنتِ غُرباء ..
تكتبيني فجر .. وأعتمدكِ .. ملامح قهــر ..

عهودي إليكِ تتجاوز الضؤ .. وألوان النور ..

ثم .. أبدأ من الفصل الأول ..

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=301920
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 12:20 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 3 (0 عضو و 3 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .