قال تعالى : وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ( 103 ) البقرة
####################
واضح بأنّ الكلام بحقّ اليهود ---فهو استمرار للسياق كله --فلو أنّهم آمنوا بما أنزل الله على محمد عليه الصلاة والسلام واتّقوا أي امتنعوا عن المحرّمات وقاموا بالواجبات لأثيبوا على ذلك خيرا
وجواب "وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا " هو " لَمَثُوبَةٌ " وهو مستعاض عن الجملة الفعليّة "لأثيبوا" لما في الجملة الإسميّة من الدلالة على ثبات المثوبة --
وأصل الثواب الرجوع --
جاء في اللسان (ثوب: ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً: رجَع بعد ذَهابه.
ويقال: ثابَ فلان إِلى اللّه، وتابَ، بالثاء والتاء، أَي عادَ ورجعَ إِلى طاعته، وكذلك: أَثابَ بمعناه.
ورجلٌ تَوّابٌ أَوّابٌ ثَوّابٌ مُنيبٌ، بمعنى واحد.)
وقال الطبري في تفسيره
(« المثوبة » في كلام العرب، مصدر من قول القائل: أثبتك إثابة وثوابا ومثوبة « . فأصل ذلك من: » ثاب إليك الشيء « بمعنى: رجع. ثم يقال: » أثبته إليك « : أي، رجعته إليك ورددته. فكان معنى » إثابة الرجل الرجل على الهدية وغيرها « : إرجاعه إليه منها بدلا ورده عليه منها عوضا. ثم جعل كل معوض غيره من عمله أو هديته أو يد له سلفت منه إليه: مثيبا له. ومنه » ثواب « الله عز وجل عباده على أعمالهم, بمعنى إعطائه إياهم العوض والجزاء عليه, حتى يرجع إليهم بدل من عملهم الذي عملوا له. »
وطالما أنّهم على كفرهم باقون فلا مثوبة ولا خير من الله لهم