إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا
يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (61)
الإفك:
"الإفك"و" الفحش" هما مرض من امراض الشذوذ النفسى و الجنسى
و سماه الله تعالى كذلك فى القرآن الكريم و هو مرض لا يتناول به المريض نفسه أو من تتصل به بل يتناول غيره فيأخذ فى الافتراء على من يعرفهم أو لا يعرفهم رجالا و نساء و يزعم أنه يعرف عنهم الفسق و الفجور و الزنا و هذا المرض نفسى و جنسى لأنه يتناول موضوع الجماع و قد يصف الأفاك حركات الجماع لمن يدعى عليهم و كأنه شاهدهم بالفعل و هذا المرض يكثر وسط بيئات معينة اغلبها بيئات فقيرة أو معدمة و يسأل المصاب بهذا المرض فيروى لك عن أى انسان ما يكون قد رآه مصادفة فى صغره من أبيه أو أمه فى وضع شائن و سبب هذا المرض هو الصدمة العصبية التى يتعرض لها الصغير أو حتى الكبير جراء رؤية أمه أو أبيه فى وضع مشين فتنطبع فى ذهنه الحادثة و لا يزال يرويها
بصور مختلفة حتى بعد ان يكبر فى السن و عندما يرى الصغير هذا الوضع تتأثر أعصابه فيصاب بالمرض الذى قد لا يتركه بعد ذلك أبدا حتى الموت..... فتراه يستلذ بقول الفحش و يستسهله و كانه شئ عادى بل تحسب الفحش يجرى فى دمه اللعين و بين خلاياه الخبيثة
فلا يهدأ الا اذا نطق به و لا ينتهى الا اذا رمى ما فى جوفه من قذارة و فحشاء
و سبب ثانى لانتشار هذا المرض هو الفقر و الحاجة بدليل تدنى مستوى الافراد فى البيئات المنعدمة و انتشار قول الفحش و البذاءة بينهم ...و لما كان هذا المرض ليس خطرا على الفرد وحده بل خطرا على الجميع جعل الله عقابه ثمانين جلدة و عامله معاملة الحيوان بأن لا يقبل له شهادة ابدا و نعته عند ذلك بالفسق
فقال جل شأنه :
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(4)
بل لعن الله رامى المحصنات الغافلات المؤمنات فقال سبحانه :
" ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم"
و الذى يدل على أن الاسلام أعتبر الإفك و الفحش علة نفسية و جنسية و هوى قلبيا مريضا قوله جل شأنه( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19
فبدهى ان الرجل السليم لا يحب الا الطيب من القول و لكن اذا أحب الفاحشة و اذاعتها كذبا و ذورا فهنا المرض النفسى العضال.