((ضائع))
صدفةً شاهدتني
في رحلتي منيّ إليَ
مسرعا قبلتُ عينيَّ
وصافحتُ يديَّ
قلتُ لي : عفواً ...فلا وقت لديَّ
أنا مضطرٌ لأن أتركني ...
بالله .....
سلم لي عليَّ !!!
((قلم!))
حس الطبيب خافقي
وقال لي :
هل ها هنا الألم ؟
قلت له: نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم !
هز الطبيب رأسه ومال وإبتسم
وقال لي :
ليس سوى قَلَم
فقلت : لا يا سيدي
هذا يدٌ وفم
رصاصةٌ ودم
وتهمةٌ سافرةٌ تمشي بلا قدم !!
(( الصدى ))
صرخت : لا
من شدة الألم
لكن صدى صوتي
خاف من الموت
فارتد لي : نعم !
(( أصفار ))
قرأت في الجرائد
أن أبا العوائد
يبحث عن قريحة تنبح بالإيجار
تخرج ألفي أسد من ثقب أنف الفار
وتحصد الثلج من المواقد !
ضحكت من غبائه
لكنني قبل إكمال ضحكتي
رأيت حول قصره قوافل التجار
تنثر فوق نعله القصائد!
لا تعجبوا إذا أنا وقفت في اليسار
وحدي
فرب واحد
تكبر عن يمينه قوافلٌ
ليست سوى أصفار !
في مقدمة (( المجموعة الكاملة لأعمال أحمد مطر )) كتب يصف قصائده :
سبعون طعنة هنا موصولة النزف
تبدي ..ولا تخفي
تغتال خوف الموت في الخوف
سميتها قصائدي
وسمها يا قارئي : حتفي !
وسمّني .. منتحرا بخنجر الحرفِ
لأنني في زمن الزيفِ
والعيش بالمزمار والدف .....
كشفت صدري دفتراً
وفوقهُ
كتبت هذا الشعر .. بالسيفِ !