بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع رائع أخي العزيز تطرقه في هذه الخيمة التي تزينت بكتاباتك اختلفنا معًا أم اتفقنا ..
المنافق يظهر عكس ما يؤمن به أو عكس ما يضمر "وإذا لقوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر
وهم قد خرجوا به "، ويقول عنهم الله واصفًا طبيعتهم :"يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم".
لكن النفاق لذيذ وله منافع عدة ، لكي تطلع عليها لا عليك إلا أن تقرأ مقالاً لأسامة سرايا أو أحد
دهاقنة وأبواق النظام في أي جريدة قومية (عربية) ، ولولاه لما حفت الجنة بالمكاره.
والنفاق ينطوي على مرض نفسي مرده إلى ضعف القدرة على كبت حاجات النفس وإلى الشعور بالخوف وانعدام الثقة ، بل واستلذاذ الإهانة .
وفي حياتنا اليومية العديد من الأمثلة الزاخرة في هذا الباب ، والذي لا ينتهي الحديث فيه .
هناك نفاق من نوع آخر ، وهو نفاق المعارضة ، إذ يقوم البعض بمعارضة آراء من يؤمنون بآرائهم فقط لكي يُقال عنهم إنهم شجعان ويملكون روح النقد حتى مع أقرب الناس إليهم ،وهو نوع يأخذ طريقه في الانتشار حينما يكون الأسلوب الديمقراطي متبعًا مع (من لا يستحق) فتراه يستغل ذلك العنصر من أجل الظهور في مظهر الشريف العفيف وسط الأدعياء .
وبطبيعة الحال فللنفاق جذوره في التربية ، تلك التي تعلي جنسًا على جنس ، وسنًا على سن ،فيتعود الطفل أن يصدق أباه في كل شيء حتى ولو ادعى (النبوة)لأن أباه (يخاف على مصلحته)، وقد ذهبت يومًا إلى أشهر مدارس مصر وأعرقها على الإطلاق مدرسة السعيدية ، ووجدت مكتوبًا على إحدى لوحاتها ما يشابه الوصايا العشر
المعلم دائمًا على حق).
طالما خشينا سطوة النقد فعلينا أن نرشي من لا يسير وفق هوانا بما يحببه فينا (طوعًا ) وبما أن انتخابات مجلس الشعب على الأبواب فحاول أن تبحث عن طائرة لتعلو بها فوق جبال النفاق التي ستملأ -بل والتي بدأت بالفعل منذ الآن-إعلامنا وصحافتنا القومية الصفراء\الحمراءكما هو الحال عند أغلب الدول العربية .
أخيرًا كما قال أحمد مطر الشاعر العراقي :
نافق ثم نافق ثم نافق
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
إن لم تنافق
لذلك وبكل نفاق أقول لك :أحسنت أخي وإنا على دربك سائرون ،ونجدد البيعة لك (فقط لوجه الله ) وننتظر( عطاياك ).