بسم الله الرحمن الرحيم
بعيدًا عن الدروشة النقدية في فن الخاطرة بالذات إلا أن هذا العمل له جانب كبير من التوفيق سواء
كعمل أدبي ساخر ، أو كرؤية كادت أن تكون فلسفية ، تعتمد على مقدمات ونتائج .
قصة رائعة فكرتها المعتمدة على التضاد بين من كان يجب أن يفعل ومن قام بالفعل فعلاً ، وسبب ذلك .
هذا واقع العديد من الدول خاصة تلك التي يتجهز أبناء القادة فيها لهذه المهمة .
أما خسف الأرض بقارون ، فربما يحاولون هم منذ الآن السكون أعلى القمر حيث لا يزعجهم ضجيج المحكومين ،لكن حتى القمر ..لا يصعد إليه إلا بمركبات هم -لحسن الحظ- لا يصنعونها.
ومن ناحية أخرى يكون المخاطَب هذا المحترم الذي تركوه هو المنصوح بالصبر لأنه محترم ولكنهم غير محترمين فتركوه وذهبوا إلى قارون لأن المحترمين لا يعيشون-في مقاعد الحكم أقصد- طويلاً كما قال أبو تمام رحمه الله :
عليك سلام الله وقفًا فإنني
رأيت الكريم الحر ليس له عمر
لكني ألحظ شيئًا من التداخل في ضمائر الخطاب وكأن الخطاب مقسم بين حالات ثلاث . الأول إلى المحترم والثاني إلى قارون والثالث إلى المحترم مرة أخرى بعد فقده منصبه .
وفي النهاية أشاركك مواساة هذا المحترم النادر من نوعه (وربما تهنئته )، لأن الذين تركوه وذهبو اإلى قارون مصابون بالحول والمصابون بالحول لا يعرفون مكان الحفرة ، يسيرون فيها من حيث ظنوا أنهم يبتعدون عنها !!