لماذا يكرهوننا ؟!!*
لنتفق أولا على السؤال التالي ...
وهو "هل يكرهوننا" ؟
وإذا كانت الإجابة "بنعم ..."
"فمن هم" ؟
الإجابة :
"الشعوب العربية ، بعضها أو غالبيتها.."
وهل تكرهنا الشعوب الأوروبية أو الآسيوية أو الأمريكية ؟
الإجابة :
"غالبيتها ... لا"
إذن السؤال الصحيح هو :
"لم تكرهنا غالية الشعوب العربية ولا تكرهنا غالبية الشعوب الأخرى "؟
بصراحة لا إجابة عندي محددة لذلك ... ولكن ...هل هذه الكراهية للكويت وليدة الحرب الأخيرة على العراق ؟
لا أظن ...
أستطيع أن أحدد مراحل هذه الكراهية ...
المرحلة الأولى ...
قبل الإحتلال العراقي للكويت وأثناءه ..
قبل الإحتلال العراقي للكويت ... كانت الكويت هي بلاد العرب ... وجنة الباحثين العرب عن أي فرصة عمل ... كنا في الكويت مع إخواننا العرب نسيج واحد ... ولم نشعر بكراهيتهم ... بل على العكس من ذلك ... كان الحب والود هما السائدان ... ولكن عند حدوث أول محنة حقيقية للكويت ... أدار نفس هؤلاء العرب أظهرهم للكويت ... وبدأوا في نشر أحقادهم والجهر بكراهيتهم للكويت ... ما السبب ؟
قد يرجع البعض ذلك للإعلام العراقي الذي كان في أزهى عصوره في تلك الفترة ...
وقد يكون الشعور الفطري لحقد الفقير على الثري ...من خلال المستوى المعيشي الذي كان يعيشه المتشرد الكويتي عن غيره حيث كانت السلطة تصرف الرواتب للنازحين الكويتيين ...
وقد سمعت من إذاعة البي بي سي العربية اثناء الإحتلال - وكنت في الكويت المحتلة يومها - لقاء مع أحد مسؤولي المنظمة الذي كان يشمت بالكويتيين النازحين عن أرضهم ويسميهم مشردين درجة أولى ... لماذا ؟
لأن حكومتهم صرفت لهم الرواتب وأسكنتهم الفنادق ... والله لا أرى في هذا إلا مفخرة للكويت ولشعبها ...
إذن فالشعور بالكراهية للكويت ظهر واضحا للعيان اثناء محنة احتلال الكويت ... وتشرد الكويتيين في أصقاع الأرض ... وظهر ذلك واضحا في الأردن والأراضي المحتلة والسودان واليمن وموريتانيا وكل دول المغرب العربي !!!
والغريب في الأمر ... أن جميع الدول العربية أعلاه كانت مستفيدة من المساعدات الإقتصادية الكويتية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية العربية ومن خلال الإستثمارات الكويتية في تلك الدول ومن خلال المساعدات الأخرى كبناء المدارس والمستشفيات ...
ورغم ذلك وقفت شعوب تلك الدول وحكوماتها موقف الشامت من الكويتيين ... ومن هنا كان الجرح أغور ... والطعنة أشد إيلاما ... فلم "كانوا يكرهوننا"؟
المرحلة الثانية ..
بعد تحرير الكويت
وجد الكارهون للكويت أكثر من موقف كويتي يبرر لهم كراهيتهم ...
فاتهموا الكويت بإخراج الفلسطينيين والعمالة العربية من الكويت ...
رغم أن 90% من الفلسطينيين والأردنيين وبقية العرب والأجانب خرجوا أثناء الإجتياح العراقي للكويت بعد أن فقدوا مصدر رزقهم وتوقفت أعمالهم ...
خرجوا بمحض إرادتهم ...
وحين أرادوا العودة كانت قوانين الإقامة الكويتية في غاية الصعوبة والتعقيد وهو أمر سيادي وداخلي يخص الدولة وخصوصا بعد تجربة الإحتلال المريرة ...
ولكن كل الفلسطينين وغيرهم من العرب استلموا كافة مستحقاتهم من الكويت وسحبوا أرصدتهم من بنوكها من خلال توكيلهم لكويتيين قاموا بتلك المهمة
ثم اتهموا الكويت بإحضارها للقوات الأجنبية للكويت ... رغم أن القوات الأمريكية تملأ البحار والأجواء والصحاري العربية ولكنهم لا يرون سوى الكويت ... ساعدهم في ذلك ظهور الفضائيات العربية التي دأبت على تعمد التجريح للكويت وإثارة الرأي العام العربي عليها ...
لقد قامت الحكومة الكويتية بعقد إتفاقيات أمنية مع الدول الخمس الدئمة العضوية في الأمم المتحدة وهو إجراء رحب به كل مواطن كويتي بعد إندثار إتفاقية الدفاع العربي المشترك التي لم تكن سوى حبر على ورق ...
صاحب هذه الإتهامات ... إتهامات أخرى ملفقة للكويت ... كقولهم من خلال الفضائيات العربية بأن الكويت هي السبب في إدامة الحصار على العراق ...
وهو إتهام بالطبع لا أساس له من الصحة ... لأن لا الكويت ولا غيرها يستطيع أن يفرض رأيا على أمريكا التي هي اصدرت ذلك القرار وهي التي حافظت عليه حتى ألغته ...
المرحلة الثالثة
قبل حرب إسقاط النظام العراقي وأثناءها وبعدها
إزداد كم الهجوم في الفترة الأخيرة على الكويت بمناسبة تغريد الكويت خارج السرب العربي خلال الحرب الأخيرة ... رغم أن هذا السرب مارس أكثر مما مارسته الكويت ... ولكن بالسر خوفا من ردود فعل الشارع العربي ...
فبدأوا باختراع الحكايات وتأليف القصص ...في صحفهم الصفراء وفضائياتهم السوداء ...
كقيام الكويتيين بسرقة آثار العراق ... أو إحراق المؤسسات العراقية .. أو أن الكويتيين أرسلوا للعراق أدوية منتهية الصلاحيةوأغذية فاسدة ... أو أن والكويتيين يشاركون في العمليات الحربية مع الأمريكان ... واخيرا أشاعوا أن أفرادا من المخابرات الكويتية "يقدرون بالآلاف" يقومون بتعذيب العراقيين في سجن أبو غريب ...!!!
ومن يسمع ذلك يعتقد بأن الكويت دولة عظمى تملك جهاز استخبارات خطير وأن تعدادها يتجاوز العشرة ملايين ...
إنهم يبحثون عن مبررات كي يكرهوننا ... أهناك أكثر ظلما من ذلك ؟
لقد تناسى معظم العرب أن عمليات الإغاثة للشعب العراقي كانت تأتي من الكويت اثناء تلك الحرب وإحصائيات الهلال الأحمر الكويتي موجودة ومسجلة بالكامل ... في الوقت الذي كانت فيه تتصايح الفضائيات العربية دون أن تقدم شيئا للشعب العراقي ... وكانت المظاهرات الضخمة تسير في الشوارع العربية ضد الحرب ... وهي في الواقع ضد إسقاط النظام العراقي ...
وإلا أين هي بعد ظهور عمليات التعذيب في أبوغريب؟
ألا يظهر لنا توقف تلك المظاهرات بأنها كانت مظاهرات مرتبة ومنظمة من قبل الأحزاب التي كانت تتعاطف مع صدام ؟
لا أتهم الشعوب العربية ... ولكني أتهم الأحزاب التي وقفت وراء تلك المسيرات والمظاهرات ...
أعود للسؤال...
"لماذا يكرهوننا؟"
و الجواب .. لا يقذف بالحصى إلا الشجرة المثمرة .
|