الإرهاب عدو مشترك
قال الرئيس أوباما الأسبوع الماضي : القاعدة لم تنتهي، ولكنها تغيرت، بشكل أصبحت أقل خطورة على الأمريكيين في أمريكا ولكن أكثر خطورة على الأمريكيين الذين يعيشون في الشرق الأوسط وإفريقيا."
هذا الحضور ، كما كنا نقول دائما ، هو خطر حاضر وحقيقي ليس على الأمريكيين فقط بل وعلى المسلمين أنفسهم، وعلى العرب الذين يقتلون يوميا في العراق وسوريا وسيناء وتونس وغيرها من الأماكن...
ما يجري اليوم في العراق أسوأ من أي وقت مضى، خاصة خلال شهر رمضان وفي أول أيام عيد الفطر. لقد قتل أكثر من 1000 عراقي في شهر تموز ، وهو العدد الشهري الأعلى منذ 2008 بحسب الأمم المتحدة.
وقد أدانت الولايات المتحدة هذه الأعمال بالقول أن هؤلاء الذين يهاجمون المدنيين خلال الاحتفالات بنهاية شهر رمضان هم “أعداء الإسلام". " الإرهابيون الذين ارتكبوا هذه الأعمال هم أعداء الإسلام وهم عدو مشترك للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي."
في سوريا ، يعتدي مقاتلو الدولة الإسلامية على مجموعات المعارضة الأخرى بدلا من التركيز على بناء التحالفات ودمج الجهود لمقاتلة النظام. ومن أجل تدعيم سلطتهم يطلقون النار على الناس الذين يتظاهرون ضدهم ، ويصادرون الأسلحة ويقتلون قيادات من الجيش السوري الحر.
في سيناء تثير العناصر المتطرفة الفوضى ويهاجمون المراكز الحكومية ويستخدمون القذائف الصاروخية ضد الجيش والشرطة المصريين. من الواضح أن هذه المجموعات تسعى إلى إقامة نوع من السلطة بغض النظر عن التطورات في بقية مصر. وبدلا من الانضمام إلى العملية الديمقراطية ، يعملون على إضعاف الجيش ويشغلونه في صراعات عقيمة...
إن الأرضية المشتركة بين هؤلاء المتطرفين ليست الأيديولوجية فقط بل السلوكيات وعدم التسامح والانفصال عن النسيج الوطني والقمع وتكفير الآخرين والتعطش للدم واللاإنسانية والتوق للسلطة والنفوذ الخ....
إن محاربة هؤلاء الناس لا يجوز أن تكون مهمة الولايات المتحدة أو الغرب فقط بل مهمة إسلامية وعربية جامعة أيضا. بعض الحكومات تشارك بحيوية في مكافحة الإرهاب مثل حكومة المملكة السعودية. فقد أعلن الملك عبد الله الأسبوع الفائت عن هبة لا سابق لها بقيمة 100 مليون دولار للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة. وقد وصفت بعض الصحف العربية هذه الهبة بأنها ليست لمواجهة الإرهاب بحزم وحسب، بل لدعم حملة ضد تشويه الإسلام الذي يجري من خلاله إغراء الشباب القابلين للتأثر وجذبهم إلى صفوف المجموعات الإرهابية.
وهذا بالضبط ما يجب القيام به . مرة جديدة، ليس من أجل مساعدة الولايات المتحدة، بل من أجل مساعدة المسلمين...
|