إ
لى روح البطل الصغير محمد جمال الدرَّة
أتدري يا محمد ما فعلنــا ؟ ***** أتدري أننـا حقاً أسـفنـا ؟
أتدري أننــا لما رأينـــا ***** سقوطَـك ميتـاً فعلا حزنَّـا ؟
ترحمنـا عليـك بكـلِّ صدقٍ ***** وكنـا قد ترحمـنـا علينـا
نفـكرُ كيف نثـأرُ من عـدوٍّ ***** محـا كلَّ العهـود وما كتبنـا
فقررنـا انتقـامـاً من عـدوٍّ ***** بشـتم ثم سبٍّ مـا قدرنـا
سنـشـتمُ ثم نلعنُ ما خشـينا ***** لأنـَّـا في بيـوتٍ قد أمنَّــا
سـنثأرُ يا جمالُ ، بكلِّ صوتٍ ***** ونصرخُ في العـدوِّ إذا أردنــا
ألا يكفي جمـالُ ، أليس هذا ***** بثــأرٍ ؟ قل لنـا إنـَّا ثأرنـا
فإنَّـا قد غضبنا قد شجبنـا ***** وإنـا بالحنـاجرِ قد صرخـنـا
تحملنـا العنـاءَ و كلَّ هولٍ ***** وهـذا يا محمدُ ما استطعـنـا
إلى الفردوس في نعـشٍ كريمٍ ***** ولا تـحكي بها أنَّــا جَبُنـَّا !
وسوف يكونُ في نعشٍ قريبـاً ***** كرامتُـنا فقد ماتت .. و مُتنـا !
فمهما تشتكي منـا شعوبٌ ***** فـإنـا في الضمائر قد أصبنـا !
وهذي القدسُ منظرُها حزينٌ ***** يعيثُ بهـا العدوُّ و ما شعرنـا !
كأنـَّـا كالجمادِ فلا حيـاءٌ ***** يحركُـنـا و نخوتَنـا أضعـنـا
أتقتـلنـا خنـازيرٌ و نبقى ***** بلا حسٍّ كأنَّـا ما قُتـلـنـا ؟!
وأحفـادُ الخنـازيرِ استهلَّت ***** تعيثُ بأرضنـا لمَّـا وهـنَّـا !
غدونا كالقطيعِ نُسامُ خسفاً ***** و تقتيـلاً وذبحـاً حيثُ كنَّـا !
أيـا أفٍّ لنا .. أفٍّ لضعفٍ ***** أصـاب أسودَنـا حتى عجزنـا
تحـوَّلت الأسودُ إلى نعاجٍ ***** وصرنـا لا نبـالي لو ذبحنـا !
أما من صحوةٍ لرؤوس قومي ؟ ***** لقد ثقُـلت فنامت ثمَّ نمنـا !!
أحمد الفيفي مكة المكرمة 3/7/1421هـ