بسم الله الرحمن الرحيم
الثقافة إذا كانت تتجاوز كونها مجرد أنماط من المعرفة في قوالبها اللفظية الجامدة
فإنها بالمقابل لابد أن تنعكس في المنحى السلوكي للفرد، والثقافة هي هذا المركب
من الأفكار والعلوم والمعارف وأنماط الحياة الذي ينتظم حياة الإنسان ويكون مسؤولاً
عن توجهاته فيها .
ومن هنا فإن الشخص الذي يحمل على عاتقه مسؤولية تبليغ ونقل الثقافة لابد أن يكون
له تميز في العديد من جوانب المعرفة أحاول اختصارًا الإشارة إليها لاحقًا فيما يلي :
مصادر المعلومات : فهو يعتمد على المصادر الموثوقة الصحيحة المتفق عليها ولا يكتفي
بمجرد نقل الأخبار من مواقع أو صفحات إخبارية أو اجتماعية ..
الرؤية : فهو ليس مجرد ناقل للمعلومة وإنما يحاول أن يجعل لمؤلفه وجهة مميزة عن سابقه
فعلى سبيل المثال قد يؤلف البعض كتبًا في التاريخ الإسلامي المعاصر ولكن بلا رؤية أما صاحب
الرؤية فإنه يضعها في إطار مقارن مثلاً بين التاريخ الإسلامي المعاصر والإسلامي القديم أو بين
الإسلامي المعاصر والغربي المعاصر ..
المعالجة : فهو لا يقوم بمجرد سرد أصم لما سمعه وقرأه وإنما يطعمه يعملية معالجة تتمثل
في التحليل أو الإشارة إلى بعض جوانب الخفاء في بعض الأحداث وندرة المراجع المشيرة إليها
فعلى سبيل المثال :
يذكر الكثيرون سقوط الدولة الأموية بالأندلس لكنهم لا يذكرون مثلاً جهود المقاومة الحثيثة
التي قام بها الأندلسيون بعد سقوط غرناطة وأن الاضطهاد بدأ بعد حوالي 7 سنين من سقوطها
وليس بعدها مباشرة .. وهكذا .
إن شاء الله تكون لنا وقفة أخرى مع جوانب مختلفة أسأل الله أن يكتب لنا فيها النفع
إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وأصلح الله حال بلادنا .. آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن