قراءة فى رسالة الإعلام بكفر من ابتغى غير الإسلام
قراءة فى رسالة الإعلام بكفر من ابتغى غير الإسلام
الكتاب تأليف عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين وقد قال ابن جبرين فى مقدمته أن الرسالة هى رد على مقال منشور فى الصحف عن دخول الكفار الجنة وهو قوله:
"..وقد كنت كتبت مقالة كرد على شخص نشر مقالة يبرر فيها الأديان التي يدين بها المشركون واليهود والنصارى والهندوس وغيرهم ويستبعد أن يعذبهم الله بالنار "
وقد استهل ابن جبرين الكلام بنقل استغراب عبد الفتاح الحايك كاتب المقال دخول مليارات الناس من الكفار النار ورد عليه فقال :
"فقد اطلعت على ما نشر في جريدة الشرق الأوسط العدد (5824) يوم الثلاثاء الموافق 4 / 6/ 1415هـ بقلم من سمى نفسه (عبد الفتاح الحايك) الذي اعترف بأنه ليس من أهل الإفتاء ومع ذلك تجشم الفتوى بغير علم وحكم لليهود المعاصرين والنصارى والهندوس والبوذيين والقاديانيين والمشركين والمنافقين بأنهم من أهل الجنة واستغرب أن هذه الجموع والمليارات من الأمم مآلهم إلى النار وما علم أن الله تعالى خلق الجنة وخلق لها أهلها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا وهم في أصلاب آبائهم وأنه قال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء وللجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء ولكل منكما علي ملؤها"
وقد رد ابن جبرين عليه بآيات من كتاب الله تتحدث عن ذلك فقال :
"وأخبر تعالى بأن أكثر الناس هم الضالون في قوله تعالى " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور " وقوله " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين " وقوله " وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين
وقد أخبر الله عن إبليس أنه قال " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين *إلا عبادك منهم المخلصين " وقال " ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " ونحو ذلك من الأدلة وأخبر النبي (ص)أن بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون وواحد في الجنة"
والاستدلال بالحديث ليس صحيحا فالحديث ليس من كتاب الله والأقوام قد تكون فى بعضهم النسبة أعلى بكثير جدا فقوم إبراهيم(ص) وهم بالآلاف لم يؤمن منهم سوى لوط(ص) كما قال تعالى" فآمن له لوط"
والقوم الوحيدون وهم أكثر من مائة ألف آمنوا وهم قوم يونس(ص) ومن ثم لا يمكن أن تكون النسبة صحيحة واحد من كل ألف بل تكون واحد مثلا من كل ألف ألف أو مثلا واحد من كل مائة ألف والله أعلم
وتحدث ابن جبرين عن ختم النبوة فقال :
« محمد (ص) خاتم الأنبياء وشريعته خاتمة الشرائع »
وقد أرسل الله محمد (ص)خاتم الأنبياء وشريعته خاتمة الشرائع ونسخ برسالته جميع الأديان وكلف جميع الناس أن يتبعوه بقوله " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ...فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون "وقوله " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون وقال النبي (ص)« وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة »وقال « بعثت إلى الأسود والأحمر »"
والخطأ هو بعث محمد وحده للناس كافة والرسل لأقوامهم خاصة وهو ما يخالف كتاب الله فى كون الكل بعث للناس جميعا كما قال تعالى :
"فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
واستدل ابن جبرين على صحة ما ذهب إليه بالحديث التالى:
وثبت عنه (ص)أنه قال « أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم »
وفي رواية « حتى يقولوا لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به »"
والحديث بتعارض مع كتاب الله فى كون القتال مقصور على قتال من يقاتلوننا كما قال تعالى :
" وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة"
واستدل أيضا بالحديث :
وأخبر (ص)بأركان الإسلام بقوله « بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت »
والحديث لا يصح لأن معناه أن من كفر ببقية الرسل وبالكتب وبالملائكة مسلم لأنها ليست أركانا من الإسلام وهو كلام لا يقول به مسلم
وتحدث عن دخول الكفار من اليهود والنصارى النار فقال :
"ولا شك أن من امتنع عن الشهادة لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة ولم يقم الصلاة ولا الصوم ولا الزكاة والحج فليس بمسلم ولا مؤمن؛ وقد قال (ص) « والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بي إلا دخل النار » "
والحديث عن كون الأمة بها يهود ونصارى خبل فالأمة هى المسلمين وليس بها يهود ونصارى وإذا كان المراد بها الناس فى عصره فهو لا يمكن أن يحدد اليهود والنصارى وإنما سيقول كل أهل الأديان
ثم قال :
"أو كما قال وقد أنكر الله على اليهود قولهم لن تمسنا النار إلا أياما معدودة بقوله تعالى " وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون فدل على أنهم من أهل النار وأن هذه المقالة صدرت بغير علم كما أنكر عليهم قولهم " وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين وكذا قولهم " وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين وهي الدين الذي بعث به محمد (ص) فقال " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل "
وقد أخبر الله تعالى بأن هذا هو الدين الذي اختاره ورضيه للأمة فقال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم " وقال " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين "
والإسلام هو ما بني على الأركان الخمسة والإسلام هو ما بني على الأركان الخمسة كما فسره النبي (ص)في حديث جبريل المشهور فمن لم يدخل في هذا الإسلام ويحافظ على أركانه فهو من الخاسرين والنار أولى به"
والكلام صحيح هنا فيما عدا حديث الأركان وبعد ذلك تحدث عن براهين كفر اليهود والنصارى على وجه الخصوص فقال :
« أدلة تكفير اليهود والنصارى »
وقد ذم الله اليهود والنصارى حتى في سورة الفاتحة في قوله " صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فاليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون كما في الحديث الصحيح "
وسورة الفاتحة لا تتحدث عن اليهود والنصارى وإنما تتحدث عن كل أصناف الكفار دن تحديد والحديث لا يصح فيها وإنما كذب على الرسول(ص) لأن غضبه على كل الكفار وكل الأمم ضالة ثم قال :
وقد حكى الله عنهم مقالات كفرية كقوله " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم "
وكذلك " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم " وقوله " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "وقال عنهم " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون "
وهذا كلام صحيح فكل من قال بربوبية عيسى(ص) أو أن الله ثالث ثلاثة أو ان عزرا(ص) أو المسيح (ص)ابن الله كافر
ثم تحدث عن آيات تكفير اليهود والنصارى فقط فقال :
« الآيات في تكفير اليهود والنصارى وبيان نوع كفرهم »
"الآيات في تكفير اليهود والنصارى وبيان نوع كفرهم وشركهم:
وقد نهى الله عن توليهم بقوله " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم" ولا شك أن هذا تحذير من موالاتهم مما يدل على كفرهم وشركهم وقال تعالى " لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء" وهذا تصريح بعدواتهم حيث قرنوا بالكفار وأخبر بأنا إذا نادينا للصلاة اتخذوها هزوا ولعبا وقال تعالى " قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت"
|