(91)
وعلى هذ االنحو يمضي الشاعر يزاوج بني الطفل وبين هذ الحب المحتضر الغارب بكل ما كان
الشاعر يعلقه عليه من آمال ، وبكل ما كانت يحتله في نفسه من مكانة ، ومن ثم فإنه يدفته في صدره
في صمت حزين ، بعدمحاولة مخفقة لإيهام نفسه بأنه لا يزال حيًا ، وتتجسد هذه المحاولة في تساؤله
الذاهل :"قولي ..أمات؟!"،ثمفي ذلك الوهم الكاذب الذي يعلل به نفسه من أن "هذا البريق ما زال
اومض منه يفرش مقلتيه" ولكن الحقيقة ألأليمة كانت أنوضح من أن يستطيع تجاهلها ، ومن ثم فإنه يخضع للواقع ، ويدفن هذا الطفل الحب .
أما القصيدة الثانية فإن الشاعر يرمز بالطفل فيها مرة أخرى إلى هذا الحب ، وقد عادج بعد أن غاب
عن البيت سنينا ، وقد سمى هذه القصيدة "العائد " (87):
طفلنا الأول قد عاد إلينا
بعد أن غاب عن البيت سنينا
عاد خجلان ، حييًا ، وحزينا
فتلمسنا بكف نبضت فيها عروق الرعشة الأولى الجبينا
وتمزقنا عليه
وبكى لما بكينا في يديه
___________________
(87) ديوان صلاح عبد الصبور . دار العودة . بيروت 1972.ص133