[FRAME="6 70"]
عيدٌ عراق !
فلاح بن عبدالله الغريب
هل ستحكي عن عذاباتِ الفراقِ // وسخاء البذلِ في أرضِ العراقِ
أم ستروي ذات شَـوقٍ قِصـةً // تعشقُ القُدسَ وترْحَالَ البُـرَاقِ؟
أيهـا العيـدُ سـؤالٌ واحــدٌ // هل تلاقي في زمَاني ما ألاقِي ؟!
هل نرى الأيـامَ تبْـدي ودَّهـا // مشْرقاتٍ بعد دَهر الاحْتِـراقِ ؟
كنتُ بالأمـس صَفيّـاً عَاشِقـاً // باسمَ القلْـبِ بديـعَ الانطـلاقِ
ألثمُ الأزهارَ في أرضِ الهَـوى // وأزورُ الرَّوضَ إن حلَّ اشتيَاقي
بهجةُ الـرُّوحِ مسَـاءٌ سَاحَـرٌ // وشفاءُ الوَجْدِ أنسـامُ العِنَـاقِ
جئتُ يا عيْـد بقلـبٍ شَاعـرٍ // أنْسجُ الحُبَّ وأشتـاقُ التلاقـي
وألاقِي _ والمآسِـي جَمَّـةٌ _ // زورقَ الموتِ وقـوّادَ الشّقَـاقِ
كلمـا صـالَ عليْنـا غَـاشـمٌ // سنشدّ اليـومَ ألـوانَ الوِثَـاقِ
يا فراتَ العزِّ هل أنـتَ هُنـا ؟ // تمتحُ المَجدَ فتنْهـلُّ السّواقِـي
وهل ازدانـتْ رَوَابـي دِجْلَـة // فيعيشُ الخيرَ أطـوارَ انعتـاقِ
وإذا البَـدرُ تجلَّـى ضَاحِـكـاً // وقد اشتاقـتْ لبغْـدادَ المآقِـي
أيّهـا العيـدُ فـؤادي وَالــهٌ // ونشِيدي من أغَاريـدِ الوِفَـاقِ
كُـلُّ أحلامِـي هنـا سَطّرتُهَـا // لستُ أخشَى من جَحِيمِ الاخْتِنَاقِ
منيةُ القلـبِ شُعُـورٌ صَـادقٌ // بانْبِثَاقِ الفَجْرِ أكْـرِمْ بِانْبِثَـاقِ!
لِنُنَـاجِـي أنْجُـمَـاً زَاهِــرَةً // ونزكّي كـلَّ سيـفٍ بامتشـاقِ
أمَّـةَ الحَـقِّ أجِيْبِـي دَاعَِـيـاً // يعزفُ الشوقَ ويرنُـو لِائْتِـلَاقِ
ويذودَ الشّعْـرَ عـن أشْجَانِـهِ // في وَفاءٍ طعمهُ عَـذْبُ المَـذَاقِ
أمةَ الإسلامِ يـا عطـرَ النّـدَى // هلْ ستطوينَ مَضَامِيْرَ السِّبَاقِ ؟
ربَّ يومٍ سَوفَ يأتـي حَامِـلاً // أوبة النّصْرِ إلى المَجْدِ المُـرَاقِ
ليعودَ الحـرفُ نـوْراً سَاطِعـاً // ليسَ تُخْفِيْهِ تَصَارِيْفُ المَحَـاقِ
30/9/1427 هـ
[/FRAME]
|