وأورد مراسل الصحيفة مارك فرانشيتي في تقرير له من موسكو أن مجموعة مختارة من مغاوير القوات الروسية الخاصة كانت تبحث عن مخبأ لانتحاريات في جمهورية الشيشان عندما دخلوا قرية صغيرة في أعماق الريف.
وهناك طوقوا منزلا متواضعا قبيل بزوغ الفجر حتى يضمنون اصطياد طرائدهم على حين غفلة من أمرهن.
ولما صدرت الأوامر للمجموعة باقتحام المنزل, لم يجد عشرات الرجال المدججين بالسلاح والمقنّعين صعوبة في الانقضاض على النساء الثلاث بداخله, قبل اقتيادهن إلى قاعدة عسكرية.
وجاءت العملية العسكرية عقب بلاغ تلقوه بأن كبرى النسوة الثلاث –وكانت في الأربعينيات من عمرها- درجت على تجنيد النساء للتضحية بأنفسهن في الحرب الشيشانية الضروس التي تدور رحاها بين الإسلاميين والروس. وكانت المرأتان الأخريان هما آخر من جندتهما وتبلغ إحداهن 15 عاما.
وسرد ضابط كبير في القوات الخاصة الأسبوع الماضي بعض تفاصيل ما ارتكبه الروس في حق هؤلاء المعتقلات, حيث نقلت الصحيفة عنه القول إن كبراهن أنكرت في بادئ الأمر كل شيء "ولكن بعد أن قسونا عليها وعرّضناها لصدمات كهربائية زودتنا بمعلومات جيدة," مضيفا أنهم ما أن حصلوا منها على ما يريدون أطلقوا على رأسها الرصاص.
وأضاف "تخلصنا من جثتها في أحد الحقول, حيث وضعنا تحت ساقيها قذيفة مدفعية وأخرى فوق صدرها ثم أضفنا 200 غرام من مادة تي.أن.تي الشديدة الانفجار قبل أن ننسفها ونحوّلها إلى شظايا".
ولعل الحيلة في ذلك –كما قال- تكمن في ضرورة التأكد من عدم ترك أي خيوط تدل على ما حدث, وهو أسلوب يعرف بالسحن. أما المرأتان الأخريان فقد اقتادتهما وحدة أخرى لمزيد من التحقيق ثم أعدمتهما لاحقا.
وتعد هذه الرواية واحدة من ضمن سلسلة من الروايات أدلى بها للصحيفة البريطانية اثنان من ضباط القوات الخاصة حاربا في الشيشان عشر سنوات.
وتعتبر شهادتيهما –كما تزعم الصحيفة- الأولى من نوعها التي تروى لصحفي غربي وتكشف معلومات سرية "مفزعة" عن ممارسات فرق الموت الروسية في واحد من أكثر الصراعات وحشية منذ الحرب العالمية الثانية.
http://www.aljazeera.net/nr/exeres/6...adb8df921e.htm