(179)
1- المونولوج الداخلي :
والمونولوج الداخلي تكنيك من أبرز تكنيكات اتجاه (تيار الوعي) في الرواية الحديثة ، هذا الاتجاه الذي يهتم بمحتوى وعي الأبطال الداخلي و"يركز أساسًا على ارتياد مستويات ما قبل الكلام من الوعي ، بهدف الشكف عن الكيان النفسي للشخصيات
(151) وكتاب هذا الاتجاه يستخدمون عدة تكنيكات لتقديم محتوى وعي أبطاله مقبل أن يخضع للمراقبة والتنظيم ، وأهم هذه التكنيكات هو "المونولوج الداخلي" لدرجة أن البعض يخلط بينه وبين مصطلح "تيار الوعي " ذاته
(152) والمنولوج الداخلي هو "ذلك التكنيك المستخدم في القصص بغية تقديم المحتوى النفسي للشخصية ، والعمليات النفسية لديها – دون التكلم بذلك على نحو كلي أو جزئي – وذلك في اللحظة التي توجد فيها هذه العمليات في المستويات المختلفة للانضباط الواعي قبل أن تتشكل للتعبير عنها بالكلام على نحو مقصود "
(153).
وقد استخدم الشاعر الحديث هذا التكنيك الروائي في تقديم بعض العمليا تالنفسية التي تتم في وعي شخصيات قصائده –كما في قصيدة أمل دنقل السابقة- أو في وعيه هو الخاص كما في قصيدة "في المدينة الهرمة"
(154) للشاعرة فدوى طوقان ؛ حيث تستخدم الشاعرةهذا التكنيك الروائي لتقدم من خلاله بعض التداعيات التي تتم في وعيها . و "رحلة التداعلي في هذه القصيدة – كما تقول الشاعرة في تقديمها لها – تجري بين شارع أوكسشفرود في لندن وسوق العطارين في نابلس (بلدها ) . الرحلة تبدأ عند غشارة الضوء الأ؛مر ، وتنتهي عند إشارة الضوء ا لأخضر. والقصيدة تبدأ والشاعرة منجرفة مع المد البشري الذي يزدحم به الشارع دون أن يكون هناك أي تواصل بين عناصره :
_________________
(151) : روبرت همفري : تيار الوعي في الرواية الحديثة . ترجمة الدكتور محمد الربيعي . دار المعارف . مصر 1974ص22.
(152):السابق . ص 24 ، ص44 .
(153) : السابق . ص 46
(154) : فدوى طوقان . ديوتان "على قمة الدنيا وحيدًا " .ص 7 .