27-06-2008, 07:17 AM
|
#1
|
قـوس المـطر
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
|
أطياف وأشباح
أطياف وأشباح
سيشرق الفجر لا محالة ؟
وماذا لو حُجبت الشمس عنا فكان فجرنا أسطورة لا تتحقق
ألم نمر بأسوأ ؟ ألم نسقط ونرتفع مرات ؟
لكننا أقمنا فى الظلام طويلا ..
غاب أبطالنا عنا وتلاشت أطيافهم
شيعنا جنازة البطولة عندما سقطت خلافتنا
أو بعد سقوطها المروع من قيام وقديما لم تسقط إلا وقامت من بعدها
قلتها أنت .. سقطت وستقوم ؟
ألم تفهم بعد ..
اليوم سقطت تماما من القلوب لذا فمحال أن تعود
قديما كان سقوطها فى صفحات التاريخ
مجرد أرقام وتواريخ يتم تصحيحها
لكنها كانت شمعة لا تنطفىء فى القلوب
ألم نصنع من المجد تاريخا ؟
وما جدوى التاريخ إن لم ننتفع به
وضعنا عقولنا فى مقبرة التاريخ فكنا أمواتا قبل أن نولد
لا تبكى الأرض فالأرض حتما ستعود ، هكذا كانت وستكون ؟
أنا لا أبكى الأرض أيها الطيف الحالم
أنا أبكى القلوب والعقول
أبكى الشعوب
لا طاقة لنا بهم ؟
معنا سلاحنا السرى .. لكنه قيد التطوير
كم سيحتاج تطويره فنحن فى أمس الحاجة إليه ؟
ينقصنا عنصر واحد فقط .. لم أعثر عليه أبدا
فماذا ستصنع إن ملكت أنت أرواحهم ؟
سأحرق روما لأبنيها من جديد
أى فجر سيشرق من الدماء ؟
بل لن تراق قطرة واحدة
سأحرق بداخلهم الخوف والضعف
هم يستحقون الرحمة والعطف ؟
بل هم يستحقون الذل والهوان
تصنع الشعوب فجرها بأيديها
لا مكان للضعفاء فى عالم الأقوياء
هم يستحقون كل قطرة ألم وكلِّ كأسٍ مرّ تجرّعوه
هكذا تخليت عنهم ؟
بل هم من تخلوا عن أنفسهم وعن تاريخهم ورسالتهم
فلماذا أبكى عليهم وهم أحرى بالبكاء على أنفسهم
وما ذنب الأبرياء ؟
تبكى الأموات وأحرى بك أن تبكى الأحياء
فقيدنا شهيد
ونحن .. يؤرقنا ضميرنا ويطعننا سكوتنا مرات فى اللحظة الواحدة
أوليس الأحياء أكثر عذابا
كن معى فأنا فى حاجة لك ؟
لا نجتمع انا وأنت فى عصر واحد
مضى زمنك أيها الطيف الحالم .. طيف الأمانى
وحانت لحظتى أنا .. أنا شبح المنون
سأغنى لهم أغنية الحب والسلام فستوقظهم ألحانها الهادئة نحو صباح جديد ؟
بل لتكن أغنيتى أنا لهم هى نشيدهم الوطنى ..
تخترق أسماعهم فى الليل المظلم ..
فماذا ستقول فيها ؟
أرسم حقيقة هذه الوجوه وهذه الجموع العريضة ..
سأكتب رسالة إلى أبناء الشيطان
أى ناسٍ هذا الورى ما أرى إلا برايا شقيّة مجنونة
جبّلتها الحياة فى ثورة اليأس من الشر كى تُجنّ جنونه
فأقامت له المعابد فى الكون وصلّت له وشادت حصونه
**
وشقىّ طاف المدينة يستجدى ليحيا فخيبوه إحتقارا
أيقظوا فيه نزعة الشر فانقض على الناس فاتكا جبارا
يبذر الرعب فى القلوب ويذكى حيثما حل فى الجوانب نارا
**
ونبىّ قد جاء للناس بالحق فكالوا له الشتائم كيلا
وتنادوا به إلى النار فالنار بروح الخبيث أحرى وأولى
ثم ألقوه فى اللهيب وظلوا يملأون الوجود رعبا وهولا
**
وشعوب ضعيفة تتلظى فى جحيم الآلام عاما فعاما
والقوى الظلوم يعصر من آلامها السود لذة ومداما
يتحساه ضاحكا لا يراها خُلقت فى الوجود إلا طعاما
**
وفتاة حسبتها معبد الحب فألفيت قلبها ماخورا
ونبيل وجدته فى ضياء الفجر قلبا مدنسا شريرا
وزعيم أجلّه الناس حتى ظن فى نفسه إلها صغيرا
**
وخبيث يعيش كالفأس هداما ليعلى بين الخراب بناءه
وقمىء يطاول الجبل العالى فلله ما أشد غباءه
ودنىء تاريخه فى سجل الشر إفك وقحّة ودناءة
**
كان ظنى أن النفوس كبارٌ فوجدت النفوس شيئا حقيرا
لوثته الحياة ثم استمرت تبذر العالم العريض شرورا
فاحصدوا الشوك يا بنيها وضجوا واملأوا الأرض والسماء حبورا
إذا لا أمل ؟
وهل يشرق ضياء ونور فى ديجور معتم
نحتاج دورة كاملة كى تعود الشمس إلى مكانها فى قلب السماء
إنتظر ..
فقط .. سننتظر الصبح الجديد مع دورة جديدة
أجيال أخرى ..
وهذا الجيل ؟
مصيره كمصير بنى إسرائيل فى برية التيه ..
هلاك محقق .. تجف معه آخر قطرات الضعف
فلننتظر ..
معا
05-19-2008
|
|
|