أختي الفاضلة / سلسبيلا
لن أجيب على السؤال مباشرة ، بل سأتطرق لما هو أبعد من ذلك
أي ( فن التحكم بالتصرفات ) ، وهذه تشمل كل ما ورد في المقال الرئيس
من المعروف أن
مصادر التلقي عند الإنسان ( ستة )
وهي : 1- السمع .. 2- البصر .. 3- التذوق .. 4- الشم .. 5- اللمس .. 6- الحس
وهذه الست مصادر هي التي تنقل لنا الدنيا ..
ونحن بذلك نكون قد كوّنا خرائط نفسية عن الأشياء أو ما يمسى بتصور الأشياء
ومن خلال الإدراك الحسي ووفق الخرائط التي كوّناها في عقولنا نبدأ بالتصرف
ننتقل الآن إلى معرفة
مصادر التصرف عند الإنسان ، فهي إما ( لفظية ) أو ( غير لفظية )
نقصد باللفظية ( لغة التخاطب ) وهي المستخدمة في التعبير من كلمات وجمل وحروف ، أي كل منطوق من اللسان
أما غير اللفظية فهي تنقسم إلى قسمين
( نبرة الصوت ) و ( الحركات التعبيرية ) للجسم مثل حركات العين ، حركات اليد ، إيماءات الجسد ... إلخ
وقد اكتشف العلماء المعاصرين أن الاتصال اللفظي له من التأثير ( 7 % فقط )
ونبرة الصوت لها من التأثير( 37 % )
وتأتي الحركات التعبيرية وهي الأعلى من حيث التأثير فلها ( 55 % )
وهذا يعني أن ( 93 % ) من التأثير في الآخرين غير لفظي !!
هنا يأتي دور المتلقي والمرسل في فهم هذه الأمور
والتعامل معها كما هي ليستفيد من تلك التقنيات
ففهم الاتصال غير اللفظي يكون ضرورة لأنه دائماً يكون صادقاً حتى وإن حاول الآخرون تلبيسة بالكلمات
كما يجب الإنتباه للخرائط التي نرسمها في عقولنا ، لأننا نتصرف بناءً عليها
فإذا كانت تصوراتنا غير صحيحة ، فنحن سنتصرف بشكل غير صحيح باستمرار
هناك قاعدة رائعة يجب على الجميع أن يعرفوها بل ويؤمنوا بها ، وهي :
( الخارطة ليست الحدود )
وتعني أن تصوراتنا الذهنية عن الأشياء لا تعني أنها كذلك
فمثلاً لو سألت لشخص لم يزر بانكوك مثلا ..
ما ذا تعني لك " بانكوك " .؟؟
بالتأكيد سيقول ( فاسدة بلا شك )
والحقيقة أنه لو زارها لوجدها مثل بقية مدن العالم فيها الصالح والطالح
لكن التصور المسبق عنها ، ومن خلال كلام الناس ، تم الحكم عليها بأنها فاسدة
الآن هذه دعوة للجميع
في أن يراجعوا قناعاتهم وتصوراتهم عن الأشياء والناس
وأن يفكّروا بعمق ، وبتجرّد للحق ، وينسفوا أي تصور مسبق
وهذا مصداق لقوله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
تحياتي