13- حَرْفُ التَّرَجِّي وَ الإِشْفاقِ
وهو: (لعلَّ). وهي موضوعةٌ للترجي والإشفاقِ.
فالترجي: طلبُ الممكنِ المرغوب فيه، كقوله تعالى: {لعلَّ اللهَ يُحدِثُ بعد ذلك أمراً}.
الإشفاقُ: هو توقُّع الأمر المكروهِ، والتخوُّفُ من حدوثهِ، كقوله تعالى: {لعلَّكَ باخعٌ نفسَكَ على آثارهم}.
14- حَرْفا التَّشْبيهِ
وهما: (الكافُ وكأنَّ) فالكافُ نحو: (العلمُ كالنور).
وقد تخرُج عن معنى التشبيه، فتكونُ زائدةً للتوكيدِ، نحو: {ليسَ كمثلهِ شيءٌ}، أي ليس مثلَهُ شيءٌ. وتكونُ بمعنى (على)، نحو: (كن كما أنتَ)، أي: على ما أنتَ عليه. وتَكونُ اسماً بمعنى: (مِثلٍ). وقد تقدَّمتْ أمثلتُها في حروف الجر.
وكأنَّ، نحو: (كأنَّ العلمَ نورٌ). وإنما تتعيّنُ للتشبيهِ إن كن خبرُها اسماً جامداً، كما مُثِّلَ. فإن كان غيرَ ذلكَ، فهي للشّك، نحو: (كأَنَّ الأمرَ واقعٌ أو وَقعَ)، أو للظّنِّ، نحو: (كأنَّ في نفسكَ كلاماً)، أو التّهكُّمِ، نحو: (كأنكَ فاهمٌ!)، وكأن تَقولَ لقبيحِ المنظر: (كأنك البدرُ!)، أو للتّقريب، نحو: (كأنَّ المسافرَ قادمٌ)، ونحو: (كأنكَ بالشتاءِ مُقبِلٌ).
15- أحرُفُ الصلَة
المرادُ بحرف الصلة هي: حرفُ المعنى الذي يُزادُ للتأكيد.
وأحرفُ الصلة هي: (إنْ وأنْ وما ومن والباء)، نحو: (ماإنْ فعلتُ ما تكرهُ. لمّا أن أن جاءَ البشير. أكرمتُكَ من غيرِ ما مَعرفة. ما جاءَنا من أحدٍ. ما أنا بمُهملٍ).
وتزادُ (من) في النَّفي خاصّةً، لتأكيدهِ وتعميمهِ، كقوله سبحانه: {ما جاءَنا من بشيرٍ ولا نذيرٍ}. والاستفهامُ كالنفي، كقوله سبحانه: {هل من خالقٍ غيرُ اللهِ}، وقولهِ: {هل من مَزيدٍ}.
وتُزادُ الباءُ لتأكيد النفي، كقوله تعالى: {أليسَ اللهُ بأحكمِ الحاكمين؟}، ولتأكيد الإيجاب، نحو: (بحَسبكَ الاعتمادُ على النّفس)، ونحو: {كفى بالله شهيداً}، أي: (حَسبُكَ الاعتمادُ على النَّفس، وكفى اللهُ شهيداً).
__________________
ابن حوران
|