بسم الله الرحمن الرحيم
الإعلان يعبر عن جملة من القيم المركبة والتي لا يمكن أن نحكم عليها بسهولة ، ولا أبالغ إذا قلت أن هذا الإعلان بهذه الصياغة متعدد التأويلات ويفهمه كل حسب ثقافته وتجربته الشخصية.
تعد مشكلة الزواج في المملكة العربية السعودية من أبرز المشاكل التي تهدد المستقبل النفسي والاجتماعي للمجتمع وهي لا تكمن في ارتفاع تكاليف الزواج بقدر ما تكمن في تأهيل الشاب نفسيًا واجتماعيًا وتحميله المسئولية التي تجعل منه فردًا قادرًا على إدارة شئون حياته بشكل سوي.
والسعودية بحكم الخصوصية الدينية التي تتسم بها إضافة إلى خصوصيتها الاقتصادية تحاول بشكل أكثر جدية وبعدًا عن الأفكار ذات الطابع السياسي أن توجِد حلاً لهذه المشكلة.
وإذا كانت لغة الخطاب الإعلاني تقتضي نوعًا من الاستخدام الابتكاري للمعنى والفكرة ،فإن هذه العبارة تعد واحدة من أساليب الجذب التي تستخدم لتعبرعن تدرجية ما في تحقيق الهدف .
على سبيل المثال : كتبت إحدى جمعيات محاربةالتدخين عبارة أو شعارًا جذابًا طريفًا يقول :
السرطان يقضي على التدخين!!
أن أن السرطان سيصيب الفرد بالموت وبالتالي فإنه لن يدخن مطلقًا .
من هذا المنطلق نستطيع فهم المدلول الذي يقصده أصحاب هذا الإعلان ،فهذا الإعلان أحسبه على لسان إحدى العائلات أو ربما هو تصور أو تمنٍ لما تقوله إحدى العائلات المحافظات على القيم الإسلامية للتعبير عن مواصفات الزوج المثالي .
إنها دعوة مصوغة بشكل ذكي للغاية ، ولكن قليلي المعرفة بالجوانب الدعائية قد يفهمون الرسالة بشكل غير صحيح . (وقد يكون ذلك خطئًا في طريقة نقل الرسالة ).
علينا الزواج يقصد بها تسهيل أمور الزواج ، لذلك فالرسالة تحمل معنى ضمنيًا وهو أننا كأُسر ملتزمة محافظة على القيم الإسلامية أو أننا كجمعيات خيرية تقرن الزواج ونجاحه بالإقلاع عن التدخين لأن التدخين على الصعيد الفردي والجماعي مضرة شديدة فإذا أضيف إليها أن قدرًا كبيرًا من الشباب السعودي بحاجة إلى رفع رصيده من القدرة على تحمل المسئولية يكون الحل الأنجع لصناعة فرد أو شاب مسلم متكامل من كل النواحي هو الإقلاع عن التدخين إذ أنه
لا يؤتمن على مسئولية أسرة من يفشل في التغلب على سيجارة .