كنت أعتقد ان هذة السيدة المصرية المسلمة تنتمى للوطن الاسلامى كله و ليس مصر فقط
و حين يعتدى سافل فى أى مكان على الأرض على إمرأةمسلمة فأن دماء الغيرة يجب ان تنتفض فى عرق كل مسلم و يهب للدفاع عنها أو على الأقل كف لسانه أو حتى مجرد الدعاء لها
لكن ما اراه هنا هو العجب العجاب فهناك من يشكك فى شهادتها و هناك من ينسب اليها الظلم
و من يخطئها هى لا السافل الذى قتلها و من يقول كذا و كذا ............
فأنا أرى انها شهيدة قتلت مرتين مرة من السافل الشيوعى الغادر و مرة من بنى جلدتها او هكذا أظنهم
و كنت اتجنب الكتابة عن هذة الشهيدة حتى لا عتقد بعضهم اننى اذكرها لأنها مصرية فقط
فنبدأ حملة جديدة من المشاحنات و لكن رأيت أخوة كرام هنا بارك الله فيهم و منهم أخونا النسرى و الأخ البدوى الشارد كتبوا عنها و لما كان هناك كثيرا من المغالطات رأيت ان أنقل الصورة صحيحة كما نشرتها
الصحف المستقلة و التى لها مصداقية كبيرة و منها جريدة الاسبوع المصرية التى انقل منها هذة التفاصيل.....
من قتل مروة الشربيني ؟*! وكيف يمكن استغلال جريمة اغتيال مروة الشربيني بطريقة إيجابية ؟
ربما يكون هذان السؤالان صادميين أو قاسيين أو مفتقرين للمشاعر الإنسانية* ،* إلا أن بعض الناس وهم قلة يرون أن البحث الحقيقي في ذلك والعمل علي الخروج منه بنتيجة هو أفضل تكريم وتخليد لها* ،* وسيكون أثره باقيا ونافعا أفضل بكثير من الشعارات التي يزول أثرها بعد أيام وأسابيع*.
ولنلقي نظرة متفحصة علي الحادثة المفجعة*..
وأسباب الجريمة ترجع لمشادة حدثت في عام* 2008* بين الضحية مروة والقاتل بسبب رغبة ابنها الذي كان يبلغ* حينها عامين ونصف في اللعب علي الأرجوحة في أحد ملاعب الأطفال بجانب منزلها* ،* ورفض طفل ألماني له ذلك* ،* وهو ما يحدث كثيرا بين الأطفال* ،* إلا أنها فوجئت بالقاتل* "أليكس ووكر*" يسبها دون مبرر بأنها* "إسلاموية*" 'حسب تعبير المعادين للتيار الإسلامي في مصر*' و* "متطرفة*" و* "إرهابية*" .. بل وحتي عاهرة* ،* وهو بالطبع ما لم تتحمله كأي امرأة محترمة* ،* فأصرت علي اللجوء للقضاء ليعيد إليها حقها* ،* خاصة أن بعض الألمان الموجودين أيدوها في ذلك وأكدوا علي ذلك أمام النيابة العامة والقضاء* ،* فحكم علي المتهم بغرامة* 780* يورو* ،* لكن وعلي عكس ما يثار في الإعلام المصري* ،* فإن من استأنف الحكم لم يكن المتهم* ،* بل كانت النيابة العامة في ولايز ساكسونيا لأنها رأت أنه حكم مخفف ويجب أن يتم تغليظه حتي ربما ليصل إلي السجن لفترة لعقابه علي كلماته النابية واتهاماته العنصرية والمعادية لمروة ودينها* !
وقد وقعت الجريمة البشعة صباح يوم الأربعاء الأول من يوليو داخل مقر محكمة ولاية ساكسونيا في عاصمتها مدينة دريسدن أثناء نظر الاستئناف في الحكم* ،* حين فاجأ القاتل الجميع وأخرج سكينة وطعن بها خلال* 32* ثانية مروة* 18* طعنة قاتلة أودت بحياتها علي الفور* ،* وطعن زوجها* "علوي علي عكاز*" المبعوث للحصول علي شهادة الدكتوراة في معهد ماكس بلانك ست طعنات ثلاث منها خطيرة* ،* فأسرع القاضي ومحامي المتهم بطلب الشرطة* ،* وحين أتي أحد رجال الشرطة من الخارج وجد التحاما بين الزوج الذي يدافع عن زوجته والقاتل فأطلق الرصاص علي الضحية بدل المتهم* !وحتي لا يسترسل البعض في التخيلات لدرجة قول أحدهم في برنامج تليفزيوني علي قناة فضائية إنها مؤامرة من المخابرات الألمانية لإسكات مروة* ،* فإن النظام الألماني حتي الآن لا يضع رقابة أمنية علي المحاكم الألمانية،* وهو ما لا تفعله ايضا قوانين ولاية ساكسونيا،* لذلك تمكن القاتل من إدخال السكين بهذه السهولة* .
وقد ذهبت الأسبوع فورا إلي مدينة دريسدن بعد التنسيق مع الملحق الثقافي المصري د*. سيد تاج الدين الذي كان يتولي متابعة القضية لحظة بلحظة* ،* والتقينا في مستشفي دريسدن الذي كان يوجد به زوج الضحية المصاب في* غرفة العناية المركزة بعد وقوعه في* غيبوبة استمرت ليومين وكذلك جثمان الضحية بأخيها المهندس طارق الشربيني الذي جاء خلال* 48* ساعة فقط لألمانيا* 'وتستغرق الإجراءات العادية ما لا يقل عن شهر*' لاصطحاب الجثمان* ،* كما صحبته الأسبوع حتي مغادرته ألمانيا مصطحبا جثمان شقيقته من مطار* "شونفيلد*"،* وأجرينا لقاء معه أكد فيه مطالبه الرئيسية التي لن يتنازل عنها وهي حصول القاتل علي أقصي عقوبة وفي اسرع وقت* ،* وتمني حصوله علي الإعدام* ،* وحين ذكرناه بأنه لا يوجد إعدام في ألمانيا قال إن هذا هو القصاص العادل فمن قتل يقتل* ،* لكنه كان متشككا أيضا في مسألة* وجود تواطؤ من الشرطة مع إطلاق الشرطي الرصاص علي زوج أخته بدلا من المتهم* ،* ولكنه اضاف عبارة صحيحة وتعكس تماما جوهر المشكلة الحقيقية* ،* حين قال إنه فعل ذلك لأن* "زوج أختي أسمر وشكله عربي* "!
ويجدر القول إن الإعلام الألماني أورد الخبر منذ اللحظة الأولي لكن دون ذكر جنسية أو ديانة الضحية* ،* حيث عرض الخبر في القنوات التليفزيونية علي أنه جريمة قتل داخل قاعة المحكمة* ،* قام فيها شخص حكم عليه بالغرامة بمبلغ* زهيد فقتل الشاهدة* ،* لدرجة أن إحدي المذيعات علقت وهي تذيع الخبر متسائلة باستنكار كيف يقوم شخص بقتل شاهدة بسبب* غرامة زهيدة* ،* إلا أن جميع وسائل الإعلام حينها ابدت استياءها من حدوث القتل داخل قاعة المحكمة مطالبة حتي بتغيير القوانين لمنع ذلك في المستقبل*.
إلا أن الأمر تغير فجاة وحدث نوع من التعتيم* غير المفهوم بعد اتضاح التفاصيل وأن الضحية مسلمة محجبة وأن قتلها تم بعد سب بأنها إسلاموية إرهابية* ،* بل والأسوأ من ذلك كان هو حالة التجاهل السياسي الغريب لإدانة ما حدث* .. فلم تخرج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ولا وزير الداخلية الاتحادي ولا وزيرة العدل الاتحادية* ،* ولا أي مسئول سياسي في الولاية* ،* وهو ما أثار* غضب واستياء جميع المصريين والعرب والمسلمين في ألمانيا* ،* لأن الجميع هناك يعرف أنه لو حدث ذلك مع أحد اليهود في قاعة محكمة وبعد قضية أكدت فيها المحكمة أنه تعرض للسب بعبارات معاداة السامية* ،* فإن المستشارة الألمانية ميركل حتي لو كانت في اجازة فستقطعها لتعلن بيانا شديد اللهجة* ،* وبأشد العبارات التي لا يمكن تخيلها* ،* لكن لأن الضحية مصرية مسلمة فلا قيمة لها* ،* مما أثار* غضبا وتظاهرات حاشدة من المصريين والمسلمين بمن فيهم الألمان في دريسدن وبرلين ومدن ألمانية أخري* ،* بل زاد الأمر عن ذلك مع ظهور حالة من استغلال هذه المشاعر من قبل بعض* "المتشددين الإسلاميين*" حسب المفهوم الألماني* ،* وهو ما حدث فعلا من أنصار حزب التحرير في ألمانيا* ،* إلا أن جميع المسلمين أكدوا أنهم تخوفوا من ذلك كثيرا وتوقعوه بسبب حالة التحريض المستمرة في الإعلام الألماني ضد الإسلام والمسلمين والتمييز ضدهم* ،* كما أكد الداعية الألماني* "بيير فوجل*" في كلمته أمام تظاهرة برلين يوم الأحد* 5* يوليو أن المسلمين لن يسكتوا وسيدافعوا عن أنفسهم بكل قوة طبقا لنظام دولة القانون* ،* وإن ما حدث يؤكد أن الإرهابي هو الذي يقتل ضحية لأنها وثقت بالقانون الألماني ولجأت إليه* .
وهذا ما أكده لـ'الأسبوع*' الأمين العام للمجلس الإسلامي في ألمانيا* "أيمن مزايك*" الذي قال إن هذه الجريمة لم تأت من فراغ* ،* بل بسبب التمييز والمعاداة المستمرة للمسلمين وكذلك ضد المحجبات* ،* وهي الثمرة الخبيثة لحصاد طويل* ،* فالتمييز والكراهية لا تظل بلا تبعات* ،* وهو ما شهدناه الآن*.
ففجأة انقلبت الآية صباح يوم الإثنين* 6* يوليو ليخرج نائب المتحدث باسم المستشارة ميركل مؤكدا استياءها البالغ* للجريمة وصدمتها لها* ،* مبررا تأخرها خمسة أيام مثل التبرير المستفز لوزارة الخارجية المصرية* ،* بأنه انتظار لانتهاء التحقيقات لتتضح الصورة* .
وفي نفس اليوم قام الأمين العام للمجلس الإسلامي في ألمانيا* ،* والأمين العام للمجلس المركزي لليهود في ألمانيا* "شتيفان كرامر*" ،* و أسقف الكنيسة الإنجيلية لولاية ساكسونيا* " يوخين بول*" بعقد مؤتمر صحفي علي هامش زيارة خاصة للدكتور علوي عكاز زوج الضحية الذي يعالج بمقر مستشفي دريسدن* ،* حضرها من الجانب الرسمي الألماني وزير العدل في ولاية ساكسونيا "جيرت ما كينروث*" ،* ورئيس شرطة الولاية* "بيرند ميربتس*" والسفير المصري في ألمانيا* ،أبدوا فيها جميعا استياءهم البالغ* ورفضهم القاطع لهذه الجريمة البشعة* ،* وأن علي الجميع التكاتف لضمان عدم تكرارها* . وقد أجرت الاسبوع لقاءات خاصة سريعة بالحضور أكد فيها وزير عدل ولاية ساكسونيا "ماكينروت*" قائلا*:" أقول للشعب المصري إننا حزينون معه لأقصي حد بسبب هذه الجريمة البشعة* ،* وأؤكد له أن حكومة ولاية زاكسن ستفعل كل ما بوسعها لتفسير أسباب ما حدث* ،* لأن ينال الفاعل عقابه الذي يستحقه في أسرع وقت ممكن*" ،* وطالب جميع المسلمين بالمانيا بأن تكون مروة قدوة لهم كما ستكون قدوة للألمان* ،* لأنها اتسمت بالشجاعة الواضحة مع إصرارها علي اللجوء للقانون للحصول علي حقها* ،* ومؤكدا لنا أن الإجراءات تسير في طريقها وأن الجاني سيحاكم في أسرع وقت ممكن وسينال عقابه العادل علي جريمته البشعة* .
يتبع ............
*.