كان هذاالكاتب حرا من كل قيد لم تكن له صداقات يرعاها و لا مصالح يخشى عليها الاذى كان من هذا النوع المثالى الذي نذر قلمه للحق او ما يعتقده حقا كان مع ذلك يحظى بسمعة طيبةلانه كان لا يرهب في الحق احدا و لانه قد شمل نفسه في هذا المنطق العادل الزاهد0
سارت حياته هكذا حينا من الدهر كان يجد وقتا للقراءة و التامل00كانت له لحظات تامل و تدبر و تفكير.
و حسب أنه سيعيش هكذا ابدا الدهر حسب انه سيظل محررا من قيود الحياة منطلقا في آفاق الفكر والرأى يقول ما يحلو له و يدعوالى ما يشاء..ينقد من يريد و ما يريد فلم يكن لاحدعليه يد و لم يصنع مجده انسان0
و لم يكن يفكر ان يغير شيئا من هذ ة المثل التي ارتضاها..كانت اشبه ما تكون في دمه فقد نشا في جو مطلق من القيود انفتحت عينيه على فضاء لا حد له زرقة شاملة في السماء و شجر متماوج منطلق و اعشاب و نخيل
ثم تعلم : قرأ و قرأ و أعانته على القراءة بصيرة نافذة و عين صائبة و قلب واع...حاز من الشهادات الدراسية اعلاها واخذ الافق يبتسم له...
حسب الكاتب انه سيظل ابد الدهرعبدا لشئ واحد هو فكره و قلبه0
كان الكاتب في اول امره يجد المجال امامه فسيحاحينما يريد ان يكتب لم يكن في افقه ما يخشاة او ما يرجوه0
و لم يكن الا قلبه وعقله و لسانه...........
و هو الآن يعود الي قلمه يسأله ان يكتب و الي قلبه يسأله ان يوحى و الي عقله يسأله ان يفكر فيهوله ان قلمه بدأ يجف و قلبه بدأ يميل و عقله بدأيتوقف0
رأى قيود الصداقات و المجاملات و المصالح منثورة من حوله هنا وهناك رأى السنا شدادا غلاظا لم و لن يكفى ماء الدنيا كله لنظافتها
رأى عقولا متحجرة و افكارا متطرفة و قلوبا قاسية
.....احتار الكاتب في امره و سأل نفسه:
ماذا دهاه حتى خرج من صومعته الي الدنيا؟
و ذكر قول احدهم حين قال:
" انظر في قلبك و أكتب"
و أخذ المسكين ينظر في قلبه و لكنه لم يجد غير بقايا من ضباب الحرية الذاهبة...ثم قررشيئا....