العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-08-2018, 08:08 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,909
إفتراضي الواجب تعليمه للأطفال

الواجب تعليمه للأطفال والواجب عدم تعليمه لهم:
اعتبر روسو أن تدريس اللغات للأطفال فى الصغر أمر خاطىء إلا ان يكون الطفل عبقرى فقال :
"وقد يدهشكم أنى اعتبر دراسة اللغات من بين تلك المواد التى لا نفع فيها للطفل ولكن تذكروا أنى لا أتكلم إلا عن دراسات فترة الطفولة الأولى ومهما قيل فى هذا الشأن لا أعتقد أنه إلى سن الثانية عشرة أو الخامسة عشرة يمكن لأى طفل أن يتعلم لغتين تعليما حقيقيا اللهم إلا إذا كان عبقريا"ص117
وهى وجهة نظر صحيحة تماما فلا ينبغى شغل الطفل بتعلم اللغات حتى يصل لرشده لأنه لن يحتاج اللغة الأخرى إلا إذا سافر لبلد يتكلمها وهو لن يسافر قبل أن يصل سن الرشد لأنه مسئول من والديه أو أقاربه الآخرين حتى يعقل
وعن تجربة فتعلم اللغات فيما يسمى بمدارس مصر الابتدائية تجربة فاشلة فالتلاميذ أصبح معظمهم لا يجيد اللغة الأم ولا اللغة الأخرى وحتى عندما كان النظام يقوم على تعليم اللغات فى سن الثالثة عشر فإن معظم الدارسين لها قد نسوها بمجرد ترك الدراسة لأنهم لا يحتاجونها فى حياتهم الوظيفية
ووضح روسو أن الدراسات التى يدرسها الأطفال لابد أن تكون مرئية فقال :
إنى أنادى بأن نشغل الأطفال بدراسات لا تحتاج إلا على النظر بالعين لو أن لهذه الدراسات وجودا ولكنى فيما أعلم لا أعتقد أن مثل هذه الدراسات وجدت حتى الآن ص119
ووجهة نظره سليمة جزئيا فالدراسات تعتمد على الحواس كلها وليس على حاسة النظر وحدها فدراسة اللغة الأم تحتاج للأذن واللسان ودراسة الظواهر الطبيعية بعض منها يحتاج للمس مع النظر وبعض منها يحتاج للشم مع النظر وقد ناقض نفسه فجعل الحواس مشتركة فى العملية التعليمية فقال:
" لست أرى أن تتبع الطريقة المقلوبة فى تعليم الهندسة بعرض منطوق النظرية ثم البحث بعد ذلك عن إثباتها ومن المرغوب فيه أيضا تنمية الملاحظة أثناء اللعب عن طريق العين والأذن والأصوات لتقدير المسافات ص144
لاحظ قوله عن طريق العين والأذن والأصوات
ووضح روسو أن تدريس التاريخ للأطفال هو مضيعة للوقت لأن الأطفال لن يفهموا المغزى من حوادثه فقال :
"وإنه لخطأ سخيف أن يفرض على الأطفال دراسة التاريخ على زعم أن التاريخ فى متناول إدراكهم لأنه ليس إلا مجموعة من الوقائع والحوادث ولكن ما الذى يعنونه بكلمة الحوادث هل يعتقدون أن العلاقات التى تعين الحوادث التاريخية سهلة الإدراك وأن الأفكار التى تتكون عن هذه الحوادث يسهل تكونها فى ذهن الطفل حقا وهل يعتقدون أن المعرفة الحقيقية للحوادث يمكن أن تنفصل عن معرفة أسبابها ومعرفة نتائجها وإن كنتم حقا لا ترون فى أفعال الناس إلا الحركات الخارجية المادية الصرفة ففيم دراستكم للتاريخ إنه إذن يكون خاليا "ص120
وروسو يبين أن التاريخ ناقص ومعيب وحتى المؤرخون لا يفهمون المغزى منه بقولهك
"إن التاريخ على العموم ناقص معيب لأنه لا يسجل إلا الوقائع المحسوسة البارزة التى يمكن إثباتها بالأسماء والأماكن والتواريخ أما الأسباب الكامنة لتلك الوقائع فتظل مجهولة خافية إننا قد نجد فى معركة رابحة أو خاسرة سبب قيام ثورة وتكون هذه الثورة فى الحقيقة أمرا لا مناص من حدوثه حتى قبل تلك الموقعة إن الحرب ليست إلا مظهرا معبرا عن أحداث قررتها أسباب معنوية يندر أن يفطن إليها المؤرخون ص185
وكرر مقولته بأن أساطير التاريخ لا تجدى فى تعليم الصغار فقال :
"إن الأساطير قد تجدى فى تعليم الكبار أما الأطفال فلابد لهم من الحقيقة العارية فإذا غطيناها لهم بقناع رقيق لم يجشموا أنفسهم عناء إماطته ص124
وبين روسو أن كتاب الأساطير مخطئون عندما يكتبون العبرة من الأسطورة وإنما المطلوب ترك القارىء أو السامع يستخلصها بنفسه شغلا لتفكيره وهو قوله:
ولا يفوتنى أن أندد هنا بالقواعد الأخلاقية التى تختتم بها معظم الأساطير المنظومة فالحاسة الأخلاقية تتربى عند التلميذ بأن يستخلص هو العبرة بنفسه من الحادثة التى أوردتها الأسطورة أما إيراد العبرة بألفاظها فى ختام الأسطورة فبلاهة كأنما العبرة ليست متضمنة بما فيه الكفاية فى صلب الأسطورة نفسها إن سر التربية كله فى أن ندع للتلميذ لذة تعليم نفسه عن طريق الموضوعات والوقائع فهذا هو ما يربى عنده ملكة التفكير والتمييز والقياس والضمير ص189
ووجهة نظر روسو صحيحة فالأطفال لا يدركون المغزى من التاريخ ومنه الأساطير وهم يدرسونه للأسف من وجهة نظر واحدة وهى وجهة نظر المعلم أو الدولة التى وضعت المنهج ومن ثم يجب ألا يدرسوه لمجرد الحفظ بلا فهم
وبين روسو أن تعليم التلميذ القراءة والكتابة دون حاجة هى مضيعة للوقت وهو قوله:
ولا أظن اميل سيعرف ما معنى كلمة كتاب قبل الثانية عشر وقد يقال أن من الواجب تعليمه القراءة على الأقل وأنا أوافق على هذا وأرى أن يتعلم القراءة حين تكون القراءة مجدية له أما وهى لا تفيده قبل تلك السن إلا السأم والضيق فليس هذا أوانها ولكن تدريجيا يمكن تعليمه القراءة بواسطة الباعث الشخصى أى بمناسبة ما يصله من دعوات للنزهات أو للعشاء وهى دعوات قصيرة يحسن أن نساعده على حل رموزها وبذلك يتعرف على رسم الكلمات ويتعلم بذلك الرسم والقراءة ص127
بالطبع وجهة النظر هذه ليست سليمة فالقراءة ينبغى تعليمها للأطفال فى سن السابعة أو السادسة لأنهم يحتاجونها فى عصرنا مثلا لقراءة أسعار البضائع وأنواعها وهم يشترونها كما يحتاجونها لمعرفة أسماء الشوارع فى بلدهم والأهم فى الإسلام هو أنهم يحتاجونها كى يصلوا لأن الصلاة هى قراءة للقرآن
ومن ثم فالحاجة لتعلم القراءة قد تختلف من دين لأخر أو من حكم لحكم أخر
وبين روسو أن المعلم عليه ان يختار لتلميذه الكتب المفيدة وهى نادرة والأحسن فى رايه تعليمه قراءة أى فهم الطبيعةوهى المخلوقات التى يعيش وسطها وهو قوله:
"ولئن كان قليل القراءة فى كتبنا على خلاف سواه من الأطفال فهو يحسن القراءة فى كتاب الطبيعة وعقله ليس فى لسانه بل فى دماغه ص147
وبين روسو أن الكتب المختارة لتعليم التلميذ يجب أن تكون كتبا تدرس عمليا العلم ككتاب روبنسون كروزو فقال :
"إن الكتب ضارة لأنها تعلمه أن يخوض بالكلام فيما لا يعرف ولن أترك بيد اميل إلا كتاب روبنسون كرزو لأنه صورة رجل عمل بمفرده على حفظ حياته فهو جدير أن يرتفع بإميل فوق مستوى المزاعم المنقولة عن الغير ويعلمه الحكم السليم الصائب على العلاقات بين الأشياء ص163
ويأتينا روسو بمقولة عدم إكراه الفتى والفتاة على تعلم القراءة فيقول:
ولئن كنت أنادى بعدم إجبار الفتى على تعلم القراءة فمن باب أولى أنادى بعدم إكراه الفتاة على ذلك قبل أن تقتنع وتحس بما القراءة من نفع لديها ثم ما وجه الضرورة فى تعليم الفتاة القراءة والكتابة فى سن مبكرة؟ص250
ومقولة التعلم بالاقتناع عند الأطفال مقولة خاطئة لو طبقت فإن كثير من الأطفال سيكونون جهلاء بالقراءة لأن الطفل لا يعى مصلحته ومن ثم فغن فشل الإقناع فالواجب تعليمه بالإجبار
ويبين أن كل الفتيات يتعبن فى تعلم القراءة فيقول:
"إن كل الفتيات تقريبا يجدن غضاضة وعناء فى تعلم القراءة والكتابة ص248
وهى مقولة خاطئة فهناك فتيات كثيرات لا يتعبن فى التعلم إن جاز قول كلمة التعب على القراءة لأن الكل بالفعل يتعب فى التعلم ومن خلال الخبرة فى المدارس فإن الفتيات أكثر استجابة من الفتيان لتعلم القراءة والكتابة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .