العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 29-07-2009, 01:00 AM   #361
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : ادخلي قلبي
اسم الكاتب: مصطفى الطيار
(خارج منتدى الخيمة)

(1)



عُدتِ أخيراً .. بعد الغياب , قد تلاشيتِ كثيراً بعيداً .. في المكان الأقصى مني , ماذا جمعكِ من جديد ؟..
الشوق ..قولي ..أهو الشوق اعادك , إلى عاشقٍ قديم ؟.. تهمسين له الآن , بشفتين أحرقهما البرد !.. ولم تكملي الهمس , لم تخبريني عن كيف عُدتِ !..
كيف استجمعتِ مشاعرك المبعثرة , لأن الإتصالات لا تراعي عُملاءها من المتهامسين !..
تراعي الربح فقط , متى كان رصيدك باذخاً .. سحقاً لهذه الخدمة !..

حين تعودين لا حاجة لنا بالوسائل , كي نناقش الماضي , بجوار بعضنا , والسواعد تتجه نحو بعضها , والشفاه تتجاذب الكلمات , والعيون تحتوي كُل المكان , بما فيه أنا وأنتِ .. ونهداك بارزان نحو صدري , نستطيع ان نتحاور أكثر , أن أسألك عن غيابك , وتسأليني عن طول إنتظاري ؟..
قد تعودين , بالشهادات , بالمعلومات , لكن هل هيّ كشهاداتي لكِ ؟.. أنتِ أنثى متمردة , تذهب متى تشاء , وتعود متى تشاء , وأنا ذلك العاشق , يسامح الجارحين متى يشاء .. ادخلي قلبي !..
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 04-09-2010 الساعة 04:17 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-07-2009, 01:03 AM   #362
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

ليس من قليل أنت سفير الكلمة ..
لغة الخطاب إلى المحبوبة كانت موفقة في إبراز تداعيات نفسية متراكمة تزداد جمالاً بهذه الجزئية :
في المكان الأقصى مني
تصوير النفس بأنها صحراء يعمّق الشعور بهذه الأحاسيس المتراكمة وحالة الشاعر بشكل خاص والتجسيد عمومًا يعد من عوامل متانة الخاطرة .

التضاد في استخدام دلالات الألفاظ :
بشفتين أحرقهما البرد !..
مثل هذه التعبيرات تأتي لتعبر عن حالة التلاشي وكان هذا التعبير موفقًا لدرجة كبيرة في إبراز مدى الألم المتلبس بالكاتب أو من يتحدث الكاتب على لسانه .
الأسئلة الاستنكارية :
أدت دورًا كبيرًا في إشعار المخاطَب بالسخرية ونبرة العتاب .. لكن الأجمل من ذلك هو تلك العبارة الذهبية :
كيف استجمعتِ مشاعرك المبعثرة , لأن الإتصالات لا تراعي عُملاءها من المتهامسين !..
تراعي الربح فقط , متى كان رصيدك باذخاً .. سحقاً لهذه الخدمة !..

من جماليات النص الأدبي عامة أن يعبر عن العصر الذي هو فيه وأن يستخدم تقنيات الحياة اليومية ويوظفها مع النص دلاليًا وهذا ما حدث ، فتصوير النفس بشركة اتصالات وتصوير المحبين بالعملاء المتهامسين ..إلخ يأتي على فكرة مردها أن الحب استحال شيئًا يفقد جماله الوجداني ليصبح شيئًا آليًا بحتًا . وكان اللفظ سحقًا لهذه الخدمة مميزًا في أنه اختصر هذه المحبوبة إلى مجرد (عميلة في شركة اتصالات) . جيد بعد ذلك استخدام الوسائل ولعلها الأسئلة عن الماضي والعتاب وما شابهه وهذا يؤكد النزعة المادية التي يصر الشاعر على إيصالها للمتلقي بأننا صرنا عصر حب آلي لا مذاق له .

جميل أنك تشعر أن المخاطب تارة موجود بين يدي المتحدث وتارة تشعر بغيابه وتارة تشعر أن هنالك حالة حركة داخل النص ، وأن كل نص يصف مشهدًا معينًا وهذا يدل على وعي بالصورة التي تمثل في مخيلته .

أجمِل بهذا التعبير وأحسِن به :
لكن هل هيّ كشهاداتي لكِ ؟
يلعب السؤال الاستنكاري دورًا في إبراز المحب لكبريائه ، وهو إذ يلومها- ومن النص يتضح أنها فعلاً كانت عائدة من رحلة تعليم -فهو يمنح نفسه سمة أكبر وهي أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وأنه هو واهبها أو مانحها كينونتها .
وتأتي أخيرًا النهاية والتي تشعر فيها بكبرياء المتلقي إذ أنه يحب أن (يشد أذن المحبوبة) ثم في النهاية يصفح عنها بقوله :
وأنا ذلك العاشق , يسامح الجارحين متى يشاء .. ادخلي قلبي !..

النص كان مركزًا متماسكًا تشعر بمتعة الانسياب في أحداثه وتسلسله وكذلك وضوح الحدث مع الاستتار النسبي له فليس مباشرًا خطابيًا وليس رمزيًا مغرقًا وهذه حالة قليل ما هم يجيدون التعامل معها.
بعد هذا النص لا أقول إلا أنني أمام فرد يتسم بالقدرة على تطويع أدواته ورسم الحالة النفسية على أوراق المتلقي ، وفقك الله ودمت مبدعًا وأرجو الانتباه بشكل أكبر لدور العنوان في النص ..
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-07-2009, 10:32 PM   #363
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل: وجع طارئ
(حارج منتدى الخيمة)

(2)
وجع طارئ
إلى حبيبتي

هل أحبك؟
سؤال ربما ستظنين أن إجابته عمياء، وأن السؤال ذاته هو الذي يرى!!
هل أقول أحبك؟،،
وماذا بعد.. "لو قلتها أشفي غليلي"؟!سأقولها،
ليتكفل الزمن بإضاءة درب للمعاني القاتمة في طريق حكاية هذا القلب، أحببت دون هدى، وهداي لا يهديني إليك.ماذا أفسر ذلك بغير ذلك..
لا أريد أن أرى الريح جاهزة لا قتلاعك من قمر ليلي، لأجدني متلفتا ورائي كي أجد ذاك الـ بعض من الحلم.. كل شرق وغرب يزيدني منفى حينها.. لا أفتقد المنافي الآن فكل الطرقات منفى، والعشق منفى، وهذا المساء ينفي ماتبقى من الحضور.
صحيح أن النهاية أخت البداية، لكن إذا ذهبنا فهل سنجد ماتركنا بانتظارنا.. أسئلة لاترى وأجوبة يقودها العمى إلى المنافي.
محكومون نحن بالكره، لذلك نلتجيء دوما إلى أقرب طريق نجد فيه نافذة للحب، نريد أن نحب أكثر وأن نعشق أكثر وأن نجد ممن يحبوننا أكثر أيضا..ستقهر الأسئلة لحظات صمتنا على ما أسلفنا من بداية الحكاية وكيف سرق منا هذا البريد أجوبة ظل الكل منا منتظرا لها دون طرح الأسئلة... أعرف أسئلة تدور ببالك ياصديقتي أو حبيبتي إن صدقت.
أتمنى أن لا تذهبي بي وذكرياتي إلى بئرها الأبدية، لا أريد أيضا عربيتي هذه أن تصير (سومرية حاملة جرة للصدى في انتظارك).
لنقل أن في وسع شخصين مثلي ومثلك أن يحملا كل هذا التشابه أو اللا تشابه بين الضباب وبين السراب وأن يبقيا سالمين.. مسائي رمادي الآن فبماذا تفكرين أنت وماذا ستكتبين حين يكون مسائك رمادي ياحبيبتي .
تترقرق أحرفي دون وقوف أمام هذه العقلية الإلكترونية التي ستسلم رقبتي للذبح بسكين قلبك.. أتمنى أن لايكون حادا بما فيه الكفاية لإحسان ذبحتي، لا أود أن تكون ذبحتي حسنة.. أريدك أن تذبحيني متى شئت من المرات، وبإمكانك تصور متى شئت من الأعياد، لنفترض أن يكون عيد أضحاك فتذبحيني كل عام، أو عيد فطرك فتذبحيني كل عام أيضا، أو جمعتك فتذبحيني كل أسبوع، أو عيد لحظاتك كلها.
إنني أشتاقك متى شئت من المرات، فافعلي بي ما شئت أنت، أشتاقك مساءات كثيرة، أرغبك حيث أحن إلى قلب أنثى أبوح إليه بأحزان أيامي المثقلة.
يا حبيبتي ..
هل تهيئين شجرتك لأن تساقط أوراقها من خريفي الآن؟!
أصبحت مشتاقا للكتابة..لست أدري ، كيف صارت الكلمات هكذا من غير قصد كالحصى، ربما يصير هذا الحنين طريقتنا في البقاء، أحن إليك، أحن إلى قلبك المعفر بالحنين .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 12:21 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-07-2009, 11:34 PM   #364
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

النص الذي بين أيدينا يتسم باعتماده على (المونولوج) أي الحوار الداخلي ، ويبرِز مجموعة من التوترات المسيطرة على الكاتب متسقًا بشكل كبير مع العنوان أو الرؤية(وجع طارئ ) ذلك الوجع الذي يجعل من الوجع حالة طارئة لا قدرة له على تحمل تبعاتها ، كما يلعب استخدام العناصر المجازية دورًا كبيرًا في توتير هذا النص الذي ينتهي بنهاية ذات طبع حركي عنيف نوعًا ما ليؤكد التزامه بالرؤية التي بدأ النص بها .



هل أحبك؟
سؤال ربما ستظنين أن إجابته عمياء، وأن السؤال ذاته هو الذي يرى!!
هل أقول أحبك؟،،


بدأ العمل بالسؤال التقريري ليقصد به معنى استنكاريًا . ويبدو هذا السؤال الصادم في أول العمل وقد سار به إلى منطقة من التوتر ، إذ أن المحب متأكد من حبه لكن بفعل الهجر والتباعد يبدأ وكأنه يسخر من نفسه أو من الحب ليسأل هل أحبك كناية عما أصابه به الهجر من إفقاد للتوازن ومن التباس الرؤى بالنسبة له .

ويظهر مظهر جمالي متميز وهو الإجابة بالنيابة عنها تأكيدًا لتهميشها في المخيلة فكأن هذه الإجابة هي رد لاعتباره في مواجهة غيابها النفسي عن عالمه . ويستتبعه بتكثيف الغياب النفسي لها من خلال الإجابة بالتجسيد وهو إعطاء غير الإنسان سمة الإنسان وهذا يظهِر حالة من الضبابية في الشعور تجاه المحبوبة وربما يعكس شعورها هي تجاهه.

والتأكيد على هذه الضبابية وهو ملمح ثالث للعمل يتضح من خلال الفقرة :
أحببت دون هدى، وهداي لا يهديني إليكماذا أفسر ذلك بغير ذلك

ويميز النص حالة الحضور الافتراض للمحبوبة في مناجاتها وربما تحمل أساليب العبارة الإيحاء بأنها في معية حضوره لكنها شبة مغيبة عنه بالشكل الذي لا تستطيع الرد فيه .

لا أريد أن أرى الريح جاهزة لا قتلاعك من قمر ليلي، لأجدني متلفتا ورائي كي أجد ذاك الـ بعض من الحلم.. كل شرق وغرب يزيدني منفى حينها.. لا أفتقد المنافي الآن فكل الطرقات منفى، والعشق منفى، وهذا المساء ينفي ماتبقى من الحضور
كان التعبير الريح جاهزة لاقتلاعك من قمر ليلي فيه مفاجأة تتمثل في هذا التصاعد في الريح حتى تصل إلى القمر . إنه اضطراب حاد يتجاوز حدود الأرض ليصل القمر وهذا دليل على عنف الفقد ويتصل بدرجة كبيرة مع الحالة (وجع طارئ ). هذا الوجع الطارئ الذي يحل محل الرسالة أو الخطاب ليجعل هذه التوترات كلها النص في درجة ترتفع بالأداء اللغوي من وقت لآخر .

أفتقد المنافي الآن فكل الطرقات منفى، والعشق منفى، وهذا المساء ينفي ماتبقى من الحضور.
كان التأكيد من خلال أسلوب ذهني (يشحذ الذهن نحو التفكير فيما وراء الفكرة أو الحدث) مقويًا دلالة هذا الوحع من خلال توازي (دون هدي -شرق وغرب ، كل الطرقات منفى) وكان الاستخدام الساخر لا أفتقد المناقي الآن فيه انعكاس لهذه المقدرة اللغوية الجيدة على صوغ مثل هذه الحالات من الألم ، والتي تجعل الشيء المكروه كأنه مفقود ، وتأتي دلالته المفارقة (لا أفتقد المنافي) لتأتي المنافي معادلاً عن الحب وهنا تكون للأشياء والأفكار قيمتها ووظيفتها غير الاعتيادية.
ثم التأكيد على النفي "والمساء ينفي ما تبقى من الحضور" لتأتي دلالة اقتلاع الريح من القمر قوية للغاية معبرة عن حالة الفقد المصيب بالوجع . وهنا تكون للريح دلالتهاعلى أحداث الزمن والقمر عن الحب ...
صحيح أن النهاية أخت البداية، لكن إذا ذهبنا فهل سنجد ماتركنا بانتظارنا.. أسئلة لاترى وأجوبة يقودها العمى إلى المنافي

تظل هذه الأسئلة التي تشعل حركة ذهن المتلقي لإعادة التفكير في الحدث مثرية للنص ومشوقة له ومستبطنة الكثير من الجوانب النفسية إضافة إلى أنها تتسم بتعدد معاني المنفى حينئذ .فتارة هو الحب وتارة هو الهجر وتارة هو التيه وكانت ذات طابع فلسفي نوعًا ما.


محكومون نحن بالكره، لذلك نلتجيء دوما إلى أقرب طريق نجد فيه نافذة للحب،
المفارقة في الاستخدام اللفظي محكومون نحن بالأمل أو إننا محكومون بالأمل ، وكانت الرؤيا عبقرية في إحداث هذا التناقض بين الحب والكره وأن الحب هي النافذة التي يهرب من خلالها المحبوب من عمق الكراهية الحادثة . وهذا أعطى الحب قيمة تدني من قيمته وهي أنه أسلوب هروبي بدائي للتعامل مع الأحداث .
ستقهر الأسئلة لحظات صمتنا على ما أسلفنا من بداية الحكاية وكيف سرق منا هذا البريد أجوبة ظل الكل منا منتظرا لها دون طرح الأسئلة... أعرف أسئلة تدور ببالك ياصديقتي أو حبيبتي إن صدقت.
عنصر التجسيد كان في صالح النص دلل على شدة هذه اللحظات لحظات الفراق حتى صارت قاهرة للأسئلة وما أدراك بعنف الأسئلة ! ويبدو بعد ذلك الحدث متعلقًا بواقعنا اليومي والذي هو بريد إليكتروني غالبًا يحدِث وقيعة بين جانبين والاستخدام للفظتي صديقتي وحبيبتي جاء بشكل ينبه فيه على الشيء المفقود بينهما .

أتمنى أن لا تذهبي بي وذكرياتي إلى بئرها الأبدية، لا أريد أيضا عربيتي هذه أن تصير (سومرية حاملة جرة للصدى في انتظارك).
ربما تسهم أحداث العصر في تصوير بعض المشاكل العاطفية وتعطيها دلالة وحجمًا أعمق . لعل في هذه الأسطر إشارة إلى بعض ما سُرِق من تماثيل سومر في العراق وربما الحبيبة في غير بلده العربي أو هي غير عربية لذلك يأتي هذا السطر ليؤكد توازيًا بين العروبة والاستلاب .
لنقل أن في وسع شخصين مثلي ومثلك أن يحملا كل هذا التشابه أو اللا تشابه بين الضباب وبين السراب وأن يبقيا سالمين.. مسائي رمادي الآن فبماذا تفكرين أنت وماذا ستكتبين حين يكون مسائك رمادي ياحبيبتي


تبدو السخرية مرة أخرى مقويّة من دلالة الوجع الطارئ والذي كان عنوانًا محكمًا ومصوغًا تحته ما يدل على عبقرية التناول إذ أن حضور الليل والنهار واستحضار الطبيعة كان موظفًا في النص ليجعله أقرب إلى فيلم تسجيلي قصير . كان عنصر التساؤل حاضرًا على مسافات تشعر معها أنه (يحاصر) المحبوبة بما يجعلها لا تخرج من طعن حروفه الذي ينتقم من خلاله من هذا الوجع الذي لم يبرحه بعد .
وقد تكون للنص دلالته أن ثمة حبيبة هي زوجة أو مشروع زوجة مخاطبة بهذا التعبير (التشابه واللاتشابه) ثم الضباب والسراب . وجاءت لفظة ساء رمادي لتؤدي إلى اشتعال حالة القلق ، فلا هو ليل قمري ولا هو غائم وإنما يبقى للحالة النفسية توترها والذي تشي عنه الدلالات المتعددة وألفاظ الطبيعة.

تترقرق أحرفي دون وقوف أمام هذه العقلية الإلكترونية التي ستسلم رقبتي للذبح بسكين قلبك.. أتمنى أن لايكون حادا بما فيه الكفاية لإحسان ذبحتي، لا أود أن تكون ذبحتي حسنة.. أريدك أن تذبحيني متى شئت من المرات، وبإمكانك تصور متى شئت من الأعياد، لنفترض أن يكون عيد أضحاك فتذبحيني كل عام، أو عيد فطرك فتذبحيني كل عام أيضا، أو جمعتك فتذبحيني كل أسبوع، أو عيد لحظاتك كلها.

البدء بكلمة تترقرق أعطى النص حالة من الهدوء والاستقرار مرة أخرى لكن الإصرار على منطلق الوجع جعل للذبح حضوره وهذه التناقضات بين العقلية الإلكترونية والذبح والندى تجعل هناك إشكالية حول هذا العالم الصغير وكيف هو جزء من عالم النفس وكان كذلك تعبيرًا عن جنون هذه الحياة . ثم كان الاستخدام والتطويع اللغوي للذبح جيدًا في التأكيد على حالة الموت النفسي ، والذبحة هنا تتغير لتكون هي اللقاء والحب .
إن المعاني اضطربت لدى من يتحدث القارئ على لسانه وكذلك المعايير لدى المحبوبة وهذا ما جعل الذي يتحدث الكاتب على لسانه شخصية تتلذذ بتعذيب الذات وتتوحد في الآخر المعتدي . واستخدام اللغة في مثل هذه السياقات العاطفية يجعل للمفارقات اللغوية دورًا كبيرًا في إحداث آداءات لغوية ابتكارية وطريفة رغم أنها تتدرع بالحزن .




إنني أشتاقك متى شئت من المرات، فافعلي بي ما شئت أنت، أشتاقك مساءات كثيرة، أرغبك حيث أحن إلى قلب أنثى أبوح إليه بأحزان أيامي المثقلة.

هنا أرى خبرة أسلوبية يتمتع بها النص ، تتمثل في التغير من اللغة ذات الطابع الفلسفي إلى هذه الأخرى ذات الطابع المباشر بما يشعِر المتلقي بأن الحبيب قد طفح به الكيل وخرج عن صوابه ولم يعد أمامه بعد سلسلة ضغوط الحب إلا أن يتكلم يحكي (الخلاصة) إذ لم يعد للشرح ولا البوح وقت .

يا حبيبتي ..


هل تهيئين شجرتك لأن تساقط أوراقها من خريفي الآن؟!
أصبحت مشتاقا للكتابة..لست أدري ، كيف صارت الكلمات هكذا من غير قصد كالحصى، ربما يصير هذا الحنين طريقتنا في البقاء، أحن إليك، أحن إلى قلبك المعفر بالحنين .


أخيرًا لقد كان التمتع بقدر أكبر من المعرفة بالاستخدام المجازي للغة عنصر قوة في النص ، بما جعل الحالة الحركية المعبرة عن البعد حاضرة بشدة ورغم اعتيادية هذا التعبير لكنه جاء في وقت انتهى فيه ما يمكن قوله لذا كان في مكانه المناسب .
لقد كان السرد فاعلاً في النص ولم يشعر القارئ معه بالإرهاق وإنما تحتاج كل جزئية فيه لقدر كبير من التوقف عند دلالة استخدام العديد من الألفاظ وكيفية تظيفها ، وكانت كلمة المعفر بالحنين معبّرة بشدة عن هذا الامتزاج حتى النخاع بالحب .
العمل مميز وكان العنوان عبقريًا للغاية ويرتبط مع كل جزئية في النص بشكل مباشر ، وكان استحضار الجو والتعبيرات ذات الدلالة المفارقة عنصرًا فاعلاً في النص .
دمت مبدعًا موفقًا باركك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 01-08-2009 الساعة 12:01 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-08-2009, 03:12 AM   #365
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : امرأة أذكى مما يجب
اسم الكاتب:ياسر الزوكا
(خارج منتدى الخيمة)
(3)
ربما تكونين اجمل من ان يحتفل بك قلب ادمن المآتم

ربما تكونين ارق مافي الحياه التي تجرعتها على قسوتها وعلاتها

ربما تكونين افضل الاحداث في رزنامتي البائسه

ربما...ربما...ربما...

كل ذلك معقول مادام في الحدود الذي استطيعها

ولكن ان تكونين امرأه اذكى مما يجب ان تكون عليه المراه التي تحب

هذا ماعجز غبائي عن فهمه وعجز ذكاءها ان تتقبله

كنت اعلم ان التشوهات تملئني من الداخل

وللاسف كنت مؤمنا انه لاتوجد جراحه مهما كانت, تستطيع علاج ذلك

فجأه كان ظهورها.. وكانت الترميمات الي احدثتها بداخلي معجزه...

يوم شارفت على الانتهاء..استسلمت..

لم يكن ينقصها العقل

ولكن كان ينقصها الايمان..بأمكانية البعث بعد الموت

اقتحمت حياتي بسرعة الضوء وغادرتها بنفس السرعه...وضعت انا بين المجرات

لم احتمل امرأه لاتخدعها دموعي..لم احتمل امرأه لاتفقد تركيزها..وتوازنها مهما اهتز القلب

لم احتمل امرأه تشاهد نشرة الاحوال الجويه.. قبل ان تخرج لملاقاتي..على شاطئنا الكثير العواصف

وهي بالمقابل ..كانت اذكى من ان تحتمل حماقاتي

واذكى من ان تخبرني ان قرار الرحيل هو قرارها وليس قراري

لذلك كان انكساري حتميا...فقد كان كبريائي يحتاج الى عملية اعادة التاهيل

ولانني مغرور فقد وضعت خطة انكساري بيدي..تفاديا للعواقب التي قد لاتكون في الحسبان..

ولكن كانت النتيجه كارثه...فحين تتصدع الروح لن ترى غير الحطام

كاذب نزار قباني....اقدم عواصم الحزن واكبرها....انا

كان حبها معصيه لميراثي الحزين..ولكن رحيلها كتب لهذا الميراث الخلود

يارب ...ما احلى الرجوع اليك...كل من اعتقد ان الحياه نعمه من الظلم اهدارها في عبادتك...

ستكون حياته سلسله من الكوارث..يبدو الموت فيها اقل الاضرار الممكنه



ياسر الزوكا
25/8/2008م







http://forum.sh3bwah.maktoob.com/t160539.html
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 12:22 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-08-2009, 03:15 AM   #366
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أذكى مما يجب
ربما تكونين اجمل من ان يحتفل بك قلب ادمن المآتم

ربما تكونين ارق مافي الحياه التي تجرعتها على قسوتها وعلاتها

ربما تكونين افضل الاحداث في رزنامتي البائسه

ربما...ربما...ربما
...

كل ذلك معقول مادام في الحدود الذي استطيعها
حالة الشك كانت منبعثة من خلال اللفظ ربما أكسبت العمل نوعًا من التشويق وأعطت الحالة توترًا يقود المتلقي لمعرفة ما وراء الحروف من أحداث وهذا أمر يحسب لصاحب العمل .واللفظ ربما ارتبط بأدوات تفضيل مما يشي عن حالة من المثالية وبلوغ الكمال الافتراضي وهذا يجعل للطابع الرومانسي وهجه كما يجعل أحداثًا ما مرتبطة بالعمل مترتبة على هذه المثالية أي أن المثالية تكون مفتاح العمل والأساس الذي عليه يتم محاكمة المحبوبة عاطفيًا .ولكن ان تكونين امرأه اذكى مما يجب ان تكون عليه المراه التي تحب
كان الاستدارك بأداة لكن وبعده أداة التفضيل أذكى يطرح مفارقة واتساعًا دلاليًا إذ أن الذكاء أمر محمود ولا يوجد ما يجعل الفرد يكره مزيدًا منه . لقد بدأت تتضح بعض الجوانب الخاصة بالرؤية إذ أن اللفظة أذكى انقلبت إلى معنى آخر يتقارب من المكر والدهاء أو المكيدة وهذا ما يعد طابعًا مثيرًا لفكر المتلقي وجاعلاً خط البدء عنصرًا ملحَا لسبب هذا الاعتراض . وهذا اللفظ "أن تكون عليه المرأة" يعني أن من يتحدث الشاعر على لسانه يتخذ موقفًا مسبقًا بالرفض من الأنثى عمومًا وكون هذه المحبوبة تجاوزت هذا الخط الأحمر فإن هذا يجعل للعمل تشويقًا كثيرًا ويطرح كذلك العديد من الأفكار المتعلقة بكيفية التعبير عن "فلسفة المرأة" أو الجنس الآخر لدى كل طرف .

هذا ماعجز غبائي عن فهمه وعجز ذكاءها ان تتقبله
كان في هذا السطر مقابلة بين جملتين وطباقًا بين كلمتين مما يوحي بحالة من التناقض الجذري والغباء هنا يأتي بمعنى الشفقة أو طيبة القلب بينما الذكاء معبرًا عن الغدر ، كما أن العلاقة بين الفهم والتقبل هي علاقة تراتبية فالفهم يكون قبل التقبل .وكون المحبوبة لم تتقبل فإن ذلك يوحي باستعلائها على المحِب الذي لم يصل لمرحلة التقبل لأنه ما زال عاجرًا عن الوصول إلى مرحلة الفهم ، وهنا تتعمق العلاقات العكسية وتجعل للنص توهجه وسيره في اتجاه غير متوقع .كنت اعلم ان التشوهات تملئني من الداخل

وللاسف كنت مؤمنا انه لاتوجد جراحه مهما كانت, تستطيع علاج ذلك
هذا التعبير التشوهات من الداخل تفيد حالة من الانكسار النفسي وتصوير المشاعر بأوصاف حسية بحتة ربما ينم عن مدى اختفاء القيم الإنسانية حتى من معجم المخاطبة بين المحبين ليصبح نسيًا منسيًا في خضم مادية الحياة وزحمة أحداثها .
فجأه كان ظهورها.. وكانت الترميمات الي احدثتها بداخلي معجزه...

يوم شارفت على الانتهاء..استسلمت..

لم يكن ينقصها العقل

ولكن كان ينقصها الايمان..بأمكانية البعث بعد الموت

يحسب للنص بعد هذا السرد والذي كان كأنه حجة أو أرض يقف عليه المحب ليبرر ما به أنه اتجه إلى إيقاع أسرع ليظهر حالة التأفف والإفضاء كأنما لم يعد يطيق سرد المشاعر ليترك العنان للتبرير وهذا يوحي بحالة الاضطراب النفسي المسيطرة على مشاعره ، وكان الاتجاه نحو استخدام إيقاع أسرع من خلال النقاط وحجم السطر في مكانه الصحيح لأنه قطع السرد وجعل المتلقي في حالة من التنقل من العوالم النفسية المختلفة بحثًا عن سبب يجعله يتعاطف مع من يتحدث الكاتب على لسانه .

اقتحمت حياتي بسرعة الضوء وغادرتها بنفس السرعه...وضعت انا بين المجرات
كان لألفاظ الموت والإيمان والبعث وقع نفسي يوحي بسيطرة الجوانب الوجدانية بدلاً من المادية ولا أستطيع الحكم ما إذا كان في صالح النص أم لا. لكن تعبير ضعت أنا بين المجرات كان متقنًا في توظيف القاعدة العلمية القائلة بأن المجرات أجسام مظلمة -كما أحسب- للتشبيه عن حالة الوجود الشكلي ، فهو بين أجسام مظلمة وإن كانت مضيئة شكلاً مما يوحي بالأزمة المتولدة عن هذا الازدواج في نمط الحياة . لقد اتضح الحدث دخول فخروج بنفس السرعة . إنها المرأة ذلك الطفل العابث الذي لا يؤيه إلى فضاءات الرجال ربما لانتفاء (قوانين الجاذبية!)

لم احتمل امرأه لاتخدعها دموعي..لم احتمل امرأه لاتفقد تركيزها..وتوازنها مهما اهتز القلب

لم احتمل امرأه تشاهد نشرة الاحوال الجويه.. قبل ان تخرج لملاقاتي..على شاطئنا الكثير العواصف

وهي بالمقابل ..كانت اذكى من ان تحتمل حماقاتي

تكرار الأدوات الجازمة" لم " أحسب معه أنه كان متعمدًا في موازاة الاحتمال" ربما" وهذا وعي جيد بكيفية استحضار الماضي وإقرانه بالحاضر ووجود لا تخدعها الدموع ولا تفقد التركيز كان مفيدًا للغاية في تعميق صورة المرأة لدى الرجل وهي صورة مثالية تؤكد مرة أخرى الحفاظ على مفتاح العمل وعدم ضياعه بين أسطر الكتابة .إنه لم يقل مباشرة امرأة مثالية ولكن سمات الأنوثة سرعة التأثر والاندفاع والتي كثيرًا ماتستدرعطف الرجال ليست موجودة مما يجعل الصورة المؤسفة للرجل أمام ذاته حينما يقارنها بالمرأة فيشعر بالدونية وهذا ما برر استخدام أذكى ، وباقي أفعال (أفعل) التفضيل.
واذكى من ان تخبرني ان قرار الرحيل هو قرارها وليس قراري

لذلك كان انكساري حتميا...فقد كان كبريائي يحتاج الى عملية اعادة التاهيل
أرى أن كلمة انكساري مكشوفة أي مذكورة ضمنًا وكان ذكرها بشكل مباشر غير مبرر غير أن ثمة تأويلاً آخر مفاده أن ذكر كلمة انكساري جاء ليعبر عن نفي احتمالية وجود بقايا ثبات وليعمق المأساة بين امرأة ينعتها بالصلابة والاتزان بشكل غير مباشر (من شدة خوفه من ذكر سلبياتها علنًا بين نفسه) وبين رجل هانت عليه نفسه فصار ينعتها صراحة بالضعف .إن التأكيد على عنف هذا التناقض كان مثريًا للعمل وجاعلاً للحزن والافتراق عنها مبررهما الواضحين.

ولانني مغرور فقد وضعت خطة انكساري بيدي..تفاديا للعواقب التي قد لاتكون في الحسبان..

ولكن كانت النتيجه كارثه...فحين تتصدع الروح لن ترى غير الحطام

شعرت به سردًا زائدًا لم يضف كثيرًا إلى مشاعر المحِب شيئًا .كاذب نزار قباني....اقدم عواصم الحزن واكبرها....انا
جميل للغاية هذا التعبير إذ أن طابعه الفلسفي جعل الإثبات للحزن والضيق متنوع الطرق غير أنه يبدو أنه ومضة منعزلة عن النص أو سياق الحالة
كان حبها معصيه لميراثي الحزين..ولكن رحيلها كتب لهذا الميراث الخلود
هذه العبارة ذات طابع فلسفي مركب ، وكلمة معصية لميراثي أكدت طبيعة العلاقة المطردة بين الحزن والحب وكأن هذه المحبوبة بلحظات الانتشاء التي عاشها معها قليلا خالف هذا العهد الموثّق وفي هذا التعبير روعة غير عادية في التعبير عن مدى توغل الحزن داخل القلب وعن الشخصية ذات الطابع الصوفي والذي يتطهر بالحزن من تجاوزات الحب وهذا يتضح في الشطرة "رحيلها .....الخلود"يارب ...ما احلى الرجوع اليك...كل من اعتقد ان الحياه نعمه من الظلم اهدارها في عبادتك...

ستكون حياته سلسله من الكوارث..يبدو الموت فيها اقل الاضرار الممكنهرغم التقريرية والمباشرة في هذين السطرين الأخيرين إلا أن النص اكتسب عنصر المفاجأة بدخول حالة التوبة والروحانية والإنابة وجميل أنْ تأخر ذلك حتى لا يتخذ النص من البدء طابعًا وعظيًا تقريريًا يخرج العمل عن سياق الخاطرة . للتقريرية ما يبررها إذ أن السياق الموقفي وهو مخاطبة الله تعالى لا تقتضي -مطلقًا- فلسفة فكرية أومغامرة لغوية أو استعراضًا أسلوبيًا لأن من مقتضيات البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال.لكن سلسلة من الكوارث بحاجة إلى بعض التعديل لأنها تقريرية بشكل زائد لكن جملة الموت فيها أقل الأضرار الممكنة رغم صحتها الحقيقية إلا أنها تماشت بشكل كبير مع الطبيعة الوجدانية والتخيلية للحالة.
وكانت النهاية قوية ومؤثرة للغاية وعبرت بشكل كبير عن إحساس الكاتب بالوقت والموقف الذي فيه يينهي العمل الأدبي

لك مني خالص الود والتحية دمت مبدعًا وفقك وباركك الله.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-08-2009, 03:45 PM   #367
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :7 وظائف للريح
(من خارج منتدى الخيمة)
(4)


( 1 )


أيتـها الريــــــح ..
لقـد أخذت ِ منـي .. قبعتي ..
حــسـنــا ً ..
سـأخبر أبي .. أنك ِ لـص ..!!



(2 )



عندمـا يغضبني أحدهم ..
أخــرج مؤصداً الباب ورائي ... بعنف ..!!
حتى النافــذة المفتوحـــة ..
تغلق الباب .. بعنف ..
إذا ً
الابــواب ... تهــدىء من غضب الريـــح .. !!



(3 )



عمال النـظافة اللذين يكنسون الشوارع في الليل ..
لصالح من .. يفعلون ذلك ..!!
بالتــأكيد ..
ليس لصـــالح الريح ..!!



(4)



جــــارتي الحبشية .. تجيد الطبـــخ ..
لـقــد ... روجت لها الريــح ..!!



(5)



كلما وقفت أمام الـبحر ..
أشعر بتحرشه الكبير مع الريــح ؟
هل يعقل .. أن تكون الريح عاشقة للبحر ..!
ربما نعم ..
والا لمــا أغرق البحر كل الاشرعة التي رغبتت إمتطائه مرة ..!!



(6)



أبهجتني الريح .. ذات مرة .. حين مرت على الرصيف ثم التصقت بأجساد الفتيات المارات..
كانت .. تهبني فرصة للغواية .... كــي أرى سحــر البنفـسج ..!!



(7)



أيتها الريح ..
سـأكون .. ممتنا لك ..
لو توصلين قبلتي البهية .. طرية ً .. الــى كـف حبيبتي ..!!
لكن إحذري .. أن تلوثها أقنعة المارة ..!!



.ww.ye1.org/vb/showthread.php?t=254064&page=3
.

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 09-09-2010 الساعة 12:53 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-08-2009, 03:47 PM   #368
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

العمل الذي بين يدينا هو عمل فريد من نوعه ، ربما لطرافة العنوان وربما لانفتاح الدلالات وربما كذلك للخلفية التي يستمد منها وجوده .

قبل الخوض في الموضوع أحب الإشارة إلى أن ثمة تقاربًا يتم بين الأمم ينقل هذا التقارب العديد من أنماط الثقافة والتي يعد الكلام والتعبيرات أحد أشكالها البيّنة .
وفي المجتمع الأميريكي تنتشر بشكل كبير -لاسيما في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات- كتب ومواضيع ذات عناوين تحمل صياغة رقمية مقاربة لهذا العنوان .
على سبيل المثال :
-العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية.
-عشر نصائح لإدارة المشروعات التجارية.
-كيف تصبح مليونيرًا في أسبوع واحد .
-خمس فوائد لقشرة البطيخ قبل الأكل !
وهذه العناوين في كثير من الحالات أعطت الانطباع بغباء العقلية الأميريكية منتِجة كانت أم مستهلكة إلا أن انخفاض مستوى غباء أحد الطرفين عن الآخر هو الذي يروّج لهذه المنتجات غثها وسمينها .
إن هذه العناوين تطرح بشكل كبير إشكالية تتعلق بكيفية الوصول إلى داخل المستهلك والتعرف على عناصر الجذب لديه .
وبما أننا كثيرًا نقف ضاحكين من بعض هذه الألاعيب والتي تجر جمهورًا من المشترين المغفلين في هذه الدولة ، وبما أن هذه العناوين تدل على سذاجة فكرية لدى أحد الطرفين ، العنوان أراه-على هذه الخلفية- محاكاة ساخرة لهذه الأنماط الفكرية المضحكة ، وتأتي المفارقة من خلال العنوان 7 وظائف للريح إذ أن الريح لها وظائف متعددة في إدارة السواقي وتلقيح النباتات ، وهنا يكون الملمح الجمالي الأول للنص كامنًا في حصر ما يستحيل حصر فائدته ، غير أن الريح أيضًا هي عنصر غير مادي ملموس مما يجعل كيفية حصر سبع فوائد له أمرًا مضنيًا مضحكًا .
ولنبدأ على بركة الله الدخول إلى النص ..




( 1 )

أيتـها الريــــــح ..
لقـد أخذت ِ منـي .. قبعتي ..
حــسـنــا ً ..
سـأخبر أبي .. أنك ِ لـص ..!!

السخرية في اللغة الطفولية كانت بادية وكأنها تتحدث على لسان هذا المواطن الأميريكي والذي يتسم بغباء لا آخر له من خلال كيفيات ربطه العلاقات بين الأسباب والمسببات . وكان وجود النقاط معبرًا عن حالة لاهثة تبرز هذه الطفولية وهي طفولية ربما فكرية وربما حقيقة . الملمح الجمالي في هذا العمل هو أنه يناقش كيفية خداع هذا المواطن بحيث يرى المستحيل ممكنًا وذلك في السطر الأخير سأخبر أبي .. أنك لص .ربما أوحى( الأب) الأبيض لأبناء جلدته أنه قادر على التصدي لكل الظواهر الطبيعية بما جعل المواطن مخدّرًا بهذه الأقوال فيستحيل طفلاً لا يعرف المنطق والأشياء البدهية .ولا يستبعد أن تكون الدلالة التقريرية المباشرة هي المتعمدة .


(2 )

عندمـا يغضبني أحدهم ..
أخــرج مؤصداً الباب ورائي ... بعنف ..!!
حتى النافــذة المفتوحـــة ..
تغلق الباب .. بعنف ..
إذا ً
الابــواب ... تهــدىء من غضب الريـــح .. !!

هذا المقطع يزيد النص جمالاً ، فهو يجعل المنطق المقلوب هو المسيطر على هذه النوعية من البشر ، حيث تحسب الأبواب تهدئ من غضب الريح وليس الريح هي التي تدفع الباب .
إنها قمة التخدير والتغيب عن أبجديات قانون الطبيعة . وتنفتح هنا دلالة النص ليشمل أنماطًا بشرية تتسم بهذه الدرجة من السذاجة في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة .
قبل الخوض في باقي النقاط علينا أن نعرف شيئًا وهو أن الريح غير الرياح فالريح غالبًا تأتي للتعبير عن العواصف أما الرياح فهي الهواء العليل ، وهذا يبرِز فهمًا جيدًا لدلالات الألفاظ .
(3 )

عمال النـظافة اللذين يكنسون الشوارع في الليل ..
لصالح من .. يفعلون ذلك ..!!
بالتــأكيد ..
ليس لصـــالح الريح ..!!

هنا يبدأ النص في الانفتاح الدلالي أي تتسع دلالته لأشياء غير الريح بالمعنيين السابقين .
هنا أراك تتحدث على لسان مواطن ذكي واعٍ يتحدث بسخرية ، وبتغيره تتغير معنى ودلالة الريح وهي دلالة ساخرة أي أنهم لا يعملون (لوجه الله) وربما تأتي بمعنى آخر وهو أنهم لا يعملون من أجل الوطن بل من أجل المادة .

إن الاتكاء على لفظ الريح بوعي أو بلا وعي وبرشد أو بإسراف يدل على أن الريح محور العمل تعبر عن فكرة (الكابوسية) ذلك الشبح الذي يضايق المجتمع أو بعض أفراده مرة فتصير حكاية لا ينتهي الخوض فيها .
(4)

جــــارتي الحبشية .. تجيد الطبـــخ ..
لـقــد ... روجت لها الريــح ..!!

الاتكاء على فكرة الريح والتي تماثل معنى( الإرهاب) في نظر هذا المعجم السياسي كان عملاً فذًا ، فهو ينزع لإبراز حالة التأزم في أتفه الأشياء حتى الجارة الحبشية .وطالما أن الريح روجت للجارة فلابد أن يتم (محاصرة) هذه الجارة ومحاكمتها على إيوائها أشياء غير مشروعة .
لقد مرقت من الفكرة إلى تساؤلات مستقبلية ماكرة باهرة .
(5)

كلما وقفت أمام الـبحر ..
أشعر بتحرشه الكبير مع الريــح ؟
هل يعقل .. أن تكون الريح عاشقة للبحر ..!
ربما نعم ..
والا لمــا أغرق البحر كل الاشرعة التي رغبتت إمتطائه مرة ..!!

مرة أخرى يتغير المتكلم وتتغير (الريح) وتتخذ الفكرة الفلسفية منهجًا لك في العمل ،
وكان التعبير فيه تجسيد جميل ومعبرًا عن حالة يفلسف فيها الإنسان -ربما تحت وطأة حسيّته أو سخريته- هذه المعاني . لكن من المتحرّش بالآخر ؟ موضع خلاف .
هنا تنفتح الدلالة لتكون تعبيرًا عن واقع سياسي يتواطأ فيه طرف مع آخر (البحر والريح) الدولة والعدو ضد (الزوارق )أبناء الشعوب والذين يتقاسم كل واحد منهم حظه في الإيقاع به.
(6)

أبهجتني الريح .. ذات مرة .. حين مرت على الرصيف ثم التصقت بأجساد الفتيات المارات..
كانت .. تهبني فرصة للغواية .... كــي أرى سحــر البنفـسج ..!!


رب ضارة نافعة .. هذا هو المقصود من النص -كما فهمت- فكما يستفيد المواطن من الريح بهذه الطريقة ، فكذلك يستفيد المواطن أو أحد على شاكلته من وجود الأجانب والذي قد يثري السياحة لديه أو تأملاته (الجمالية) في وجوههم . غير أني لا أدري دلالة البنفسج (إلا لو عدت لقصيدة الشاعر المصري حسن طلب إلى البنفسج)

(7)

أيتها الريح ..
سـأكون .. ممتنا لك ..
لو توصلين قبلتي البهية .. طرية ً .. الــى كـف حبيبتي ..!!
لكن إحذري .. أن تلوثها أقنعة المارة ..!!



هنا كما بدأت الريح بمعناها التقريري المتبادر إلى الأذهان تنتهي بنفس الطريقة تقريرية ولكنها تأتي ذات طابع بهيج وهو إيصال القبلة إلى المحبوبة ، وكانت النهاية أقنعة المارة معبرة عن المجتمع لاذي يتدخل في كل خصوصيات الفرد .لكني لي مأخذ وهو أن الريح هي الأعاصير (ريح صرصر عاتية) ولكن لحظك أن بعض العلماء يجدون أن الريح قد تتغير دلالتها لتنحرف بها عن المعنى الطبيعي وهذا ساعد على وجود مبرر لاستخدامها في هذا السياق الأخير.
لقد كان الإسقاط عنصرًا فاعلاً متضافرًا مع تعدد الدلالات في الإتيان بمادة إبداعية ابتكارية حتى النخاع رغم اعتمادها على قدر كبير من الخيالات .وهذا درس مفاده أن الإبداع لا يعني إلصاق الصور على شاكلة copy&paste ولكن الفكرة والاعتماد عليها من أبرز وجوه تميّز العمل الأدبي .
لقد تدرجت وتنوعت الدلالات والحالات والتساؤلات لتبقى أعمالك جميلة بقوة هبوب الريح!
دمت مبدعًا وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-08-2009, 07:01 PM   #369
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



اسمل العمل :ماذا استطيع تسمية موتي
الكاتب : مصطفى الطيار
(خارج منتدى الخيمة)


(5)






(1)

أتيت في المساءْ
أبحث عن رائحة عطرهَا
بعد أن لم تشعرن بتلاشيهَا
كان البحث صعبا في هذه السَّاعَة ..!
توجهتُ نحو هذه الزاوية ..
يا الهي !..
لم تترك حتى رائحة " اسكادا " !..

(2)

قعدتُ مُثقَلا بحُزني
اتحسَّسُ هذا القلبُ
متكورٌ بوجَعهِ
كـكرة بولينج
تدفعُها نبضة ٌ شديدةٌُ الوجع !..
فتحصُد كل ابتساماتي !..

(3)

الفجرُ يولدُ مُشعا
معروفٌ هذا !..
يولدُ كل يوم ٍ
لكنني ايتها الشمس
نورسٌ منذُ ألفُ بارحة ٍ
تــاه في الظلام !..

(4)

بعد ان يينَع أول حزنٍ بعد سابقيهِ
في قلبي لا آخـر للأحزان ..
سأنهضُ متوجها نحو زهرةٍ ذابلةٍ هناك
اتشابهُ مع اشياَء ضامئةٍ
وافوقها اشتياق ٌ للمطر ..
لآنني اكبرُ المائيات حسَّاسيةٌ من الصيف ..!
قبل ان اعيشةُ
اغتيل الربيع !..

(5)

لماذا اتذكـرُ وحدي ؟..
الم يذهبوا ببعضي معهُم !..
ذاك بعضي ..
بهِ اغلى ماذهب !..
لم أتبق سوى حُــزن ..
هذا الجسد المنهك
ليس سوى هيكل استعراضي ..!

(6)

ماذا استَطيع تسمية موتي ؟..




















http://www.al-yemen.org/vb/showthrea...84#post6085984
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 09-08-2009 الساعة 01:59 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-08-2009, 07:03 PM   #370
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

1)

أتيت في المساءْ
أبحث عن رائحة عطرهَا
بعد أن لم تشعرن بتلاشيهَا
كان البحث صعبا في هذه السَّاعَة ..!
توجهتُ نحو هذه الزاوية ..
يا الهي !..
لم تترك حتى رائحة " اسكادا " !..


الموقف الذي اخترته يبدو فيه حالة من التوتر البسيط في عملية البحث لاسيما وأنه كان صعبًا ثم قول لم تشعرن بتلاشيها دل على أن هناك تلصصًا تم أو مشيًا خفيفًا كمن يتحسس الخطا ويتسلل للانسحاب .
كثيرًا ما يكون لوجود المحبوبة بين زميلاتها وقع خاص في نفس المحِب والذي يشعر غالبًا بالضيق وتعز عليه نفسه ، والشعور بالوحدة من خلال هذه الأسطر كان واضحًا وكان كذلك واضحًا معه حالة من الشجن والانكسار والتي لا تجبرها إلا هذه . وكلمة تلاشيها تجعلنا نجد الموقف فيه تقارب بينهما ، بين محبوبة مهملة وكأنها (تتلاشى ) وليس في النص ما يشعِر باهتمامهن بها ، وبين محب يعاني النبذ .

أما عن العطر" إسكادا" فأقول :كثيرًا ما يكون لأشياء معينة حضور شديد التأثير في ذهن المتلقي ، وهذا الحضور يستدعي حالة ما عند تذكره ، فعلى سبيل المثال حينما أقول البن أو (محْمصة البن) فإن هذا يستدعي حالة من الذوبان في هذا الطعم ويستدعي صورًا متعددة لمجالسه وأمسياته ....إلخ
والأمر نفسه حين تذكر كلمة (باريس) أو (ألف ليلة ولية) كلها تؤدي إلى إحالات نفسية متعددة تجعل من وجود الكلمة سحرًا خاصًا للنص .. إنها رائحة الذكرى وعبق الأماكن . وهذا ما استدعى انتباهي لكني أعرف جيدًا هذا العطر للرجال ، ولا أعرف هل للنساء مثله أم لا .لكن لابد من الحذر في تناول مثل هذه المسميات فقد تكون معروفة لدى فئة اجتماعية معينة دون الأخرى مما يجعل ذكرها عنصر تعمية على القارئ .
(2)

قعدتُ مُثقَلا بحُزني
اتحسَّسُ هذا القلبُ
متكورٌ بوجَعهِ
كـكرة بولينج
تدفعُها نبضة ٌ شديدةٌُ الوجع !..
فتحصُد كل ابتساماتي !..


تتصل هذه القطعة بسابقتها مما يجعل العمل أقرب إلى روح القصة من حيث المضمون ،
وكان التعبير كرة بولينج في مقابل تحصد كل ابتساماتي جيدًا للغاية إذ يمثل العلاقة بين الحب
والراحة خاصة أن النص فيه لغة عيون يمكن للقارئ تخيلها من خلال السطرين الأخيرين.
(3)

الفجرُ يولدُ مُشعا
معروفٌ هذا !..
يولدُ كل يوم ٍ
لكنني ايتها الشمس
نورسٌ منذُ ألفُ بارحة ٍ
تــاه في الظلام !..


ننتقل لمشهد ثالث وهو ما بعد اللقاء وهو الشكوى والبوح ، وقد جاء هذا التعبير لطائر النورس ليضفي على النص حالة من الشاعرية المتمثلة في اختيار الألوان والخلفية المناسبة للموقف النفسي ، وقدوم العبارة نورس منذ ألف بارحة بعد العبارة التقريرية المعروفة أعطت حالة من المفاجأة في النص والتي تزيد من قيمة كل من البعد والاقتراب .

(4)

بعد ان يينَع أول حزنٍ بعد سابقيهِ
في قلبي لا آخـر للأحزان ..
سأنهضُ متوجها نحو زهرةٍ ذابلةٍ هناك
اتشابهُ مع اشياَء ضامئةٍ
وافوقها اشتياق ٌ للمطر ..
لآنني اكبرُ المائيات حسَّاسيةٌ من الصيف ..!
قبل ان اعيشةُ
اغتيل الربيع !..

تعبيرات اتسمت بالتكامل في البيئة التشبيهية والتكامل مع الموقف النفسي وكانت عادية نوعًا ما وشعرت بها فاترة لإكمال نقص في النص فقط ، ولا أدري دلالة التعبير :
لآنني اكبرُ المائيات حسَّاسيةٌ من الصيف ..!



(5)

لماذا اتذكـرُ وحدي ؟..
الم يذهبوا ببعضي معهُم !..
ذاك بعضي ..
بهِ اغلى ماذهب !..
لم أتبق سوى حُــزن ..
هذا الجسد المنهك
ليس سوى هيكل استعراضي ..!

حالة من الاستثارة للتفكير الذهني ، وكلمة بعضي والتي تعبر عن القلب جاءت في موقع مناسب في مواجهة الجسد المنهك والذي هو هيكل استعراضي .. كان هذا تعبيرًا جيدًا عن قيمة الشكل في مواجهة المضمون ، فالجسد بدون قلب وبدون مشاعر ..هيكل .(6)

ماذا أستطيع تسمية موتي ؟..

كانت خاتمة جيدة للنص ، إذ أنها مترتبة على الفقرة السابقة الجسد المنهك ليس سوى هيكل استعراضي ، وهنا تكون للأشياء دلالتها المجازية والتي يتعامل معها المبدع كأنها حالة حقيقية ، فالموت والذي هو اليأس وانعدام الأمل (وما أكثر معانيه المجازية) يكون موضع تساؤل للمبدع والذي يظهِر هذا التساؤل معاناته من مدى إهمال المحبوبة له .
إن الجميل هو أن كلمة (موتي ) قد ظهرت في نهاية النص ، وكان هذا تعبيرًا عن استنفاده كل الجهد في لفت انتباه المحبوبة والتي تبدو بعيدة كل البعد عن أبجديات الحب (الحياة والموت).
لهذه الكلمة دلالات عديدة متولدة وخصائص فلسفية تصلح لسياقات أخرى .
وأجمل من ذلك هو ألف المضارعة أستطيع وليس" تستطيعين". إنه محب لم يجد ما يمكن تسمية همومه به فاستعان بالمحبوبة .إنه يستنجد بها ويذكر كلمة (موتي) لترد ، وهنا تنفتح احتمالات الإجابة فكأنها (شيء عادي) أو (لا أريده كي يتكرر مرات أخرى) أو أي تعبير آخر على هذه الشاكلة .
نص متميز أحييك عليه ودمت مبدعًا وفقك الله.

--------------------------------------------------------------------------------
http://www.ye1.org/vb/archive/index.php/t-393328.html
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 25-11-2009 الساعة 09:43 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .