العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 19-07-2009, 01:12 AM   #321
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ريّا مشاهدة مشاركة
شكرا يامشرقي
والله كانت بعض من هذيان لزوجي الشهيد عمر العزاوي
احاول اكتب بين الحين والاخر ,,,,لكن كنت اتصور مجرد خواطر ليس لها معنى

اثقلت عليك ,,,شكرا
والله ما أثقلت علينا بل أضفت إليّ بل إلينا فرحة جديدة بهذا النص المميز ، وهكذا الحزن
كثيرًا ما يفجر الطاقات المبدعة ، وأسأل الله تعالى أن يتقبل زوجك وأن يجمعكما في الجنة .. آمين
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 02:56 AM   #322
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

جئت هنا كى اسجل اعجابى بمشاعرك السامية أيتها المعطاءة ريـــا
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 02:03 PM   #323
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :وريقات من فصل الغياب
اسم العضوة :خاتون
(4)
وريقة ثالثة


هذه يدي المكبلة بالحنين تمتد إليك
ثم تولي خائبة وتشهد على نفسها بالجنون
وهل تمتد الأيادي إلى روح تعانق الغياب

هذه روحي الموجوعة لا تبرح عاكفة حتى ترجع
وهذه أنفاس لاهثة تنبؤني أنك اليوم سراب
وتلك أوجاعي تجرني من شعري وتدفعني للمسير

وأنا...
أنا هنا...
أرتق تمائم الذكرى لأعلقها على جيدي المهزوم
أداعبها كل ليلة علها تعدني بك نجما أو حلما

أنا هنا..
أكتب وجهك على غيوم العمر لترتد سحبا ثقالا
تروي السنين العجاف التي أنهكت بقايا وجودي




خاتون:أثر يحِنُ إلى تاريخ
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-08-2010 الساعة 01:50 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 02:06 PM   #324
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه يدي المكبلة بالحنين تمتد إليك
ثم تولي خائبة وتشهد على نفسها بالجنون
وهل تمتد الأيادي إلى روح تعانق الغياب

في هذه الجزئية كان التركيب فيه قدر كبير من التوفيق في إبراز حالة
الشوق والتضحية من أجل الآخر والذي لا يستحق .تبعير المكبلة بالحنين
يدل على هذا الوفاء الذي يجعل الحنين هو ذلك السجن اللذيذ أو حتى
غير اللذيذ الذي لا يجد الإنسان من الفرار منه سبيلاً ،وكان الاستخدام
للتضاد من خلال (المكبلة -تمتد- تولي) استخدامًا مميزًا بجعل القيد
له دلالة عكسية ، فهو قيد في الحقيقة على القلب ، يمنع المحبوبة
من أن تمد يدها بالحنين إلى غيره .فالقيد هنا يأتي ليجعل للفرد هذا الاستثناء
الذي جعلها تمتد له ولكنها تولي خائبة بعد حين .
وكان إعطاء اليد سمات الإنسان ابتكاريًا يجعل لدلالة مد اليد عمقًا أكثر من كونها
تعبيرًا عن حب تقليدي ،فكأن اليد كالعين شاهدة على ما في القلب .وكأن المبدعة
لا تقنع بظهور أثر الحب على القلب ليكون أوضح وأتم حينما يكون على اليد.
وهذا المقطع يصلح سينيمائيًا للتعبير عن حالة أليأس ، تتركز فيها الصورة على
شكل اليد ممتدة إلى الفراغ .
وكان الاستفهام الاستنكاري معبرًا عن هذه الحسرة تخيّل للقارئ أن انخفاضًا
مفاجئًا في الصوت حدث كحالة من يستفيق من حلم جميل لا يجده متحققًا أمام عينيه.
وكان تعبير روح تعانق الغياب جميلاً في تعبيره عن التلاشي بأحزَن أشكاله. الروح والغياب
كلاهما شيء معنوي وغير ملموس بينما اليد شيء ملموس ، ووجود التعبيرات الثلاثة في
سطر واحد يعبر عن هذه الحالة من التناقض بين الغياب والحضور بين الأمل واليأس بين
الحقيقة والحلم.


هذه روحي الموجوعة لا تبرح عاكفة حتى ترجع
وهذه أنفاس لاهثة تنبؤني أنك اليوم سراب
وتلك أوجاعي تجرني من شعري وتدفعني للمسير

جميل للغاية هذا الاستخدام للغة والمجاز كان حاضرًا بقوة
ومؤديًا دورًا في توصيل الفكرة بشكل مميز. فالإشارة هذه
تعطي الانطباع بالقرب ، حتى كأن الروح صارت شيئًا ماديا
يرى بالعين من شدة ما أصابها من الحزن لكني لا أستوعب
دلالة كلمة لا تبرح عاكفة حتى ترجع ، أهو الرجوع إلى الحب
أم الرجوع إلى الحزن أم الرجوع إلى الحنين ؟
وكان أجمل ما في الأسطر السطر الثالث والذي كانت فيه
الصورة المادية عنيفة والتي جعلت للألم شكله المحسوس
المادي المعبر عن شدة تمكنها من النفس ،لقد كان تشبيه
الوجع كأنه وحش أو شيء من ذلك لا حيال للمبدعة أو بمن
تتحدث على لسانها به.

وأنا...
أنا هنا...
أرتق تمائم الذكرى لأعلقها على جيدي المهزوم
أداعبها كل ليلة علها تعدني بك نجما أو حلما

كانت النقاط بعد كلمة أنا ، أنا هنا تعبر بشكل كبير عن حالة التنه
والدموع والتي حٌذِف فيها الخبر لأنه متروك للقارئ في ذاته يؤوله
كيف يشاء،وكان هنالك تكامل في بيئة التشبيه من حيث الجيد المهزوم
وتمائم الذكرى ،إذ يكون الماضي أداة للوقاية من الحاضر الحزين .
وكان فعل المداعبة ومن قبله الجر من الشعر معبرَين عن حالة الألم
التي تنتناب القارئ عندما يكون الألم متعلقًا بأنثى ، هذا يدل على
نظرة الأنثى لذاتها بشكل طبيعي بعيد عن مزايدات البعض الذين يحاولون
جعل الأنثى عفريتًا يكرّ ويفرّ.

أنا هنا..
أكتب وجهك على غيوم العمر لترتد سحبا ثقالا
تروي السنين العجاف التي أنهكت بقايا وجودي



جميل للغاية هذا الخبر الذي جاء بعد توهيم القارئ بأنه ظن أنها
لن تتحدث عن نفسها وهذه المفاجأة تعد أحد عناصر تميز النص ،لأن
سير الخاطرة في نمط غر معتاد يحدث العديد من جوانب التشويق
وإظهار كيفية استغلال السرد بشكل بارع.
وكانت النهاية رائعة للغاية من خلال عنصر التقابل بين الشتيتين
المُحِبة التي تفعل المستحيل في كتابة الوجه على الغيوم
مقابل ما يقوم به هو (ردها سحابًا ثقالاً) وكان العتاب له ووصفه
بالغيوم فيه إظهار لرقة الأنثى التي لا تحب قطع أواصر الصلة بل
إنها حتى في عتابها تلومه بشكل غير مباشر بدلاً من أن تقول له
أنت حياة مظلمة استخدمت لفظة الغيوم لتعبر بالحزء عن الكل.
وكذلك السطر الأخير الذي يظهر الأمر جليًا في رواية السنين
العجاف مقابل الفعل الذي يقوم به هو إنهاك آخر أمل في وجودها
فحتى البقايا لم يحنّ عليها ، بل أنهكها.
أخيرًا كان التناصّ مع القرآن الكريم في موقعه لنرى وريقة تسّاقط علينا
تسأل أترحمون بقايا خضرتي ؟!


خاتون:أثر يحِنُُ إلى تاريخ
كلنا تواريخ تفتخر بآثارك
دمت مبدعة وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 12-03-2010 الساعة 04:06 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 02:13 PM   #325
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
إفتراضي



اخي الغالي المشرقي الاسلامي

من يجيء متأخرا
هل يحق الاشتراك؟؟



ما شاء الله عن ابداعك وتميزك
فعلا موسوعة
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 03:40 PM   #326
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : أشلاؤنا
اسم الكاتبة: إيمان عزمي (خارج منتدى الخيمة)
(5)
تفرقنا الطرقات و تجمعنا أشلاء
تداعبنا مداعبة أسد لفأرين
نختبيء داخل جدار الحياة
لكننا نستمتع بأنات أصواتنا المذبوحة على اعتاب المستقبل
تتقطع أواصلنا المشتركة فلا نحزن
فقط نقهقه و الموت يستبيح مشاعرنا
فعذرا لا تقفوا على قبورنا
فإنها نسجت من رحم اليأس
http://www.anteka.net/ipb/index.php?...200#entry28262
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-08-2010 الساعة 01:52 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 03:41 PM   #327
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

في هذا العالم المليء بالصخب ، والذي ترتفع فيه أصوات كثيرة-غير صوت الحقيقة- تخرج من بين الفينة والأخرى زفرات صادقة دامعة تبحث عن كينونة الإنسان ومأزق وجوده في هذه الحياة ، وهل هذا الوجود وجودًا حقيقيًا يستحق الدفاع عنه أم أنه وجود عدمي شكلي يبحث عمّن يصب فيه الحياة؟

وإذ يمتلئ العالم بالمشاكل التي لا نهاية لها يثور ضمير المبدع في حالة ثورة على الذات للإجابة على هذا التساؤل ، لكنه ليس تساؤلاً بقدر ما هوإدانة لنا نحن معشر الأشباه بالأصنام البشرية ، في تلك الحياة التي تتحرك الدنيا وتتناثر الجبال من أماكنها ولكننا عاجزون عن أن نكون ، وأن نغير ما حولنا .لذلك تأتي هذه الزفرة متخذة شكلاً رومانسيًا في الظاهر إلا أنه إنساني يحمل هموم الإنسان المادية والمعنوية في باطنه وذلك لانتفاء أي دلالة تخص الهم الرومانسي ، إذ لا مكان لأنجم ولا أزهار ولا طيور ولا أشجار وإنما يتسع المكان لاثنين فاعل ومفعول به ، الأسد والفأرين . وإذ يدين العمل هذا الصمت الإنساني تجاه ما يحدث في هذا الكون المتلاطم الأحداث من جهة ، فإنه يدين هذا الوجود العدمي المتمثل في الفأرين واللذَين يمثلان قوة عددية سهلة الحركة والتأثير إلا أن الخوف من الأسد يسلبها كل القوى .

ومن جهة أخرى ، فإنه يدين الفرقة المتمثلة في فقدان (نا) الفاعلين وظيفتها الدلالية والموضوعية وهي التعبير عن الكثرة الحقيقية. ومن جهة ثالثة فإنها إدانة لهذه الرومانسية المتميعة التي يترك فيها المحبان-المحبون الحياة للانكفاء على أفراحهم المأساوية المحزنة والمخزية ، لينطلق صوت الضمير في آخر الأمر مناديًا بصدق مأساوي ينعي هذه العدمية (لا تقفوا على قبورنا) إن الشاعرة تتحددث بلسان الجماعة التي هي تجمعات العدم المتراكمة وتطلب أن يُعامل كل بما يستحق .وإن كنت أرى أن هذه الرؤية لا تُعدم وجود أمل في المخاطب الذي –ربما لتضليل ناله- وقف على قبورهم ، إنها رؤية تفترض في جيل آخر التأمل والتدبر والاتعاظ عند المرور على قبر الآخرين ، أي أنها تفترض بعض الوفاء في جيل آخر يختلف عن هذا الجيل كلية ، بما يستدعي –إحقاقًا للحق- أن تتطهر من آثام خداعها له بأن تطلب منه تركها وحدها ليأخذها التاريخ إلى قائمة منسياته ، تلك الجماعات التي لم تحرك ساكنًا ولم تحاول أن تنظر إلى ما أمامها شبرًا واحدًا.

كان السطر الأول الممثل في العبارة (تفرقنا الطرقات وتجمعنا أشلاء) قدر كبير من الرمزية والتوفيق في المطابقة بين التفرق والجمع والتي انتقلت بعد ذلك إلى كونها إلغاء للدلالة (التجمع )ليصبح التفرق والتجمع وجهين لعملة واحدة هي الإنسان والسعي .وتتسع دلالة الطرقات لتنتقل من الحياة وهمومها لتصبح الوطن و اللاعبين به وبين ذلك وذلك لا تُعدم دلالات أخرى كالمبادئ والأفكار ، أو المصالح والأحلام الزائفة ...وتتضح هذه العدمية من خلال الأريحية التي تتحرك بها (الطرقات) والتي هي عنصر ثابت –كما يفترض- لكنها رغم أنها طرقات ولا تستطيع فعل شيء إلا أنها تبرز المفارقة في أنها هي بنفسها التي تتحكم في الإنسان تفرّق وتجمع كما تشاء بينما الإنسان فردًا كما هو جماعة –كما قال أحمد بخيت-"فإنا كما شئتنا عاجزون" كل لا تأثير له ولا يحرك ساكنًا .وهذه التبادلية بين الطريق والإنسان هي أكبر سخرية من هذا التدني الذي جعل الإنسان له صنميته المتفردة عن سائر الجمادات!!



وتبدو هذه السخرية كأوسع ما تكون عندما تكون الحياة (الطرقات) على هذا النحو من التهكم بالإنسان بل الجموع الإنسانية التي لا حول لها ولا قوة رغم زيادتها العددية إلا أنها تداعَب مداعبة فأر من أسد ، ولعل هذا التعبير أعطى الحالة تراجيديا خاصة في جعل الإنسان هذا المفعول به الذي تتحكم به الطرقات جمعًا وتفريقًا .. ومداعبة .

ودلالة (مداعبة) قوية في أنها تثبت هذه اللاجدوى للإنسان في مقابل الطرقات التي ليس من الضرورة أن تلتهم ، بل قد تؤجل هذا إلى أن تنال متعتها الكافية من هذا الفعل وشبعها من التلاعب ،ليكون الإنسان بهذه العدمية الحياتية والتي يقع عليه فيها فعل المداعبة والذي يسلبه كينونته ويجعل حياته أشد عارًا من موته إذ لو مات لكان قتله دليل استحقاقه هذه القوة للقضاء عليه،لكنه أهون من أن يُترك ليموت ميتة ربما تكسبه بعض الشرف.

وهذه السخرية تتسع في مرارتها بهذا الفعل الذي يعبر عن السلبية المطلقة إذ أن المبدعة لا تترك الوصف فئران ، بل وتقيم نظيرًا للحياة الحيوانية في حيا ةالإنسان بالاختباء في جدارالحياة ، تلك الجدار التي تفصل الإنسان عن أحلامه وكبريائه ولكنها منفعة للضعفاء الخانعين ، وكان وصفها بالجدران مؤثرًا في كونه فاصلاً للآخر شبيه الأسد وفي نفس الوقت فاصلاً للكبرياء عن التواجد عى سطح الحقيقة!

والأجمل من ذلك كله أن يكون التعبير الموضح حالة الخوف محتويًا على مفارقة لغوية رائعة في تبادل الظروف ، وذلك في تعبيرها(داخل جدران الحياة) ، فالفئران فقط هي التي تتمكن من الحياة داخل الجدران إن وجدت جحرًا، لكن الوصف كذلك ينسحب على الإنسان ليكون كالشبح أو الظل الذي يخترق الجدران ، وهذه المفارقة الصورية تظهر حجم المأساة التي تخترق فيها السلبية جدار المعقول لتنفذ إلى اللامعقول .

وفي خضم هذه الحالات الحزينة تظهر المبدعة إذ تدين الجماعة تستخدم حرف النون الذي يعبر عن الفعل الجماعي في الكلمات نختبئ ، نستمتع ، ليكون السلوك الإنساني سلوكًا مستلبًا ويعيش الإنسان فيه لاهيًا كما الفأر يقنع بل ويفرح بجحر في الحائط، لقد كان دخول كلمة نستمتع زيتًا تصبه المبدعة فوق النار لأنه يعبر عن هذه المفارقة المليئة بالحزن والتي رغم اشتدادها واكتواء الإنسان بنارها إلا أنه بمجرد بعده عنها بعض الشيء ينسى كل ما كان فيه ويقنع بحياة أكثر سلبية من التي كان عليها .

وهذه الأصوات تصبح أنات مذبوحة لكنها ممتعة للجماعة التي صارت لا تشعر بالألم ، وهذا السطر يعبر عن اختناق هذه الأصوات وعدم جدواها كأنه إشارة إلى مألوف حياتنا من (الفضفضة) والثرثرة التي تصبح كصياح الديكة الذبيحة.

ويزداد ألم الحالة حينما يكون الذبح على أعتاب المستقبل ، ورغم بساطة هذا التعبير وتكراره وغناه عن التعبير عن وجه الجمال فيه إلا أن مجيئه مع الذبح أدى إلى حالة تنتفي فيها الحياة وينتفي فيها عنصر الزمن ، ليكون الخرس هو محصلة هذه الحياة. في الوقت نفسه أستطيع القول بأن التعبير على قوته كان فيه نوع من التعقيد والتركيب غير الضروري والزائد فقط لإضفاء حالة من التوتر قد تؤدي إلى استحالة منطقية .

ومرة أخرى يأتي الفعل تتقطع ليعبر عن شدة التمزق وتكون الإدانة لهذا السلوك الجمعي الذي لم يوحده الهرب من السكين ولا مواجهة الأسد بل يكون تبلد الحس هو الحالة التي تصيب هذه الجماعة التي تقهقه ناسية سوء معاناتها . إن المبدعة تنعي على المجتمع الذي صار يضحك على نفسه ويخادع نفسه داخليًا وبخادع بعضه بعضًا ،ويأتي الفعل نقهقه في مواجهة النفي (لا نحزن) وفي منطقة التوافق مع الفعل نستمتع ، لتؤدي الأفعال دورها في بث حالة الأسى في المجتمع .وأكدت المبدعة على هذا التفكك من خلال ضمير الجماعة (نا) والنون التي تبتدئ الفعل المضارع والذي هو مستمر ولم ينته وليست هناك بوادر على نهايته. والموت يستبيح المشاعر –وهو موت نفسي- يفقد الإنسان الإحساس بنفسه والأإحساس بأن هناك حياة وموتًا آخرين ، ولعل ذكر كلمة الموت صراحة بعد ذكر الذبح والحزن أتى ليعبر عن هذه الحالة من التبلد والتي يموت الإنسان فيها متبلد الإحساس عاري الشعور .

وكذلك ذكر كلمة المشتركة صراحة بعد تعدد (نا ) الفاعلين تحمل الإدانة لهذا المجتمع . وتنتهي الخاطرة بالحديث الموجه إلى جيل قادم –غالبًا في خيال المبدعة- بعد أن أنهت حديثها لأبناء هذا الجيل لتنشد الخلاص النهائي من هذا العار بنصيحتها لأبناء هذا الجيل الجديد بإيفاء الجيل السابق عليه حقه من خلال عدم الوقوف على قبور هؤلاء الراحلين .

بالطبع القبور والموت هنا هي تعبيرات مجازية عن التاريخ وخلود الذكر ، لكنها لا تخلو من دلالة تنسحب على الموت الحقيقي الذي لا تراه جديرًا بأن يُوقَف على قبر أصحابه. إن النعي هنا يذكرنا بقول القائل :

ذو العقل يشقى في الحياة بعقله

وأخو الجهالة في الغباوة ينعم

لتنشد الخلاص من الحال التي آل إليها المجتمع ، تكمن عنف المصيبة في أن المبدعة لا تنشد الخلاص وإنما مجرد الإحساس ، تلك النعمة –كما نقول في العامية –التي لو تواجدت لأشعرت الكاتبة ببعض الأمل ، لكنها بلسان حال المجتمع تشرك نفسها في الإدانة قائلة هذه الكلمات الأخيرة. أخيرًا : الحدث الذي تتناقشه متروك لذهن المتلقي ليصلح لكل زمان ومكان كما أنه قصير نسبيًا ومركز ليعبرعن حالة البوح الأخيرة ، وينسحب على الرومانسي من الأوضاع كما ينسحب على الاجتماعي ويشعر معه القارئ بأصداء حزينة وإيقاع بطئ يصل معه إلى التوحد بأحزان المبدعة تلك التي تبحث عن الخلاص ولا تجد إلا معاقبة الذات لو كانت تشعر.

عمل رائع أحييك عليه أختي العزيزة إيمان ، ودمت مبدعة دائمًا وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-08-2010 الساعة 01:54 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 06:43 PM   #328
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : عذبة أنت
(خارج منتدى الخيمة)

(6)

عذبة أنت ِ ..

فعلا .. عذبه انتى عندما تترددين

عندما تتجاهلين

عندما يفضح الصمت أخطاء النظر

عندها لا يبقى الا أنتى

وأنا أختفى بين الصور
***
http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?p=6004974#post6004974
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 01-04-2010 الساعة 05:21 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 06:45 PM   #329
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أهلاً بك أخانا العزيز ، لقد أعجبني في هذا العمل التكثيف وهو يتخذ شكل الومضة ، والموقف وإن كان عاديًا موقف عتاب إلا أنك حولته إلى حالة تتسم بالديمومة من خلال طريقة التناول أو المعالجة .

فعلا
.. عذبه انتى عندما تترددين

عندما تتجاهلين

عندما يفضح الصمت أخطاء النظر


جاءت كلمة فعلاً للتوكيد ، ولكن مخادعة المتلقي واستدراجه نحو المعنى المطلوب أتت عندما استخدمت عندما وهذا الاستخدم كان تدريجيًا عن التردد كأن شيئًا قد عرض عليها لكن التردد كسلوك أنثوي قد يكون مشعرًا بالضعف بما يجعل المحِب متعاطفًا معها ويعطي الانطباع بضعف . لكن التجاهل يأتي كصفعة أولى للمتلقي وتخالف الكلمة ما توهمه المتلقي لأن كلمة تتجاهلين تدل على فعل اختياري وليس اضطراري وتوحي بقوتها ..
ثم يكون الموقف وهو يكون غالبًا مختزنًا في دخيلة الجانبين كأنهما التقيا بعد فراق طويل وظلت هي تضرب عيونها به ولا تتكلم . إن أخطاء النظر كلمة تأتي في موقعها المناسب كأنما يقول لها إنك كنت تريدين النظر إلى غيري لكنك -بالخطأ- نظرت إليّ مما يقوي معنى التجاهل ويعطي الكاتب المبرر لهذا الشعور .
ثم تأتي التقنية الأجمل وهي
عندما لا يبقى الا أنتى
وأنا اختفى بين الصور

الذكاء في استخدام الضمير أنت مرده إلى أنه ضمير منفصل عبر عن انفصالهما المعنوي والنفسي ولكن ثمة شيء جميل أعجبني وهو أنا ، كان من المتوقع أن تكتب أنا .. أختفي لكن عدم وضع النقطتين .. جاء ليفيد استرسالاً لفظيًا يشعر المتلقي أنهما معًا متواجدان إلا أن المفاجأة أنها هي الباقية ثم هو (يختفي بين الصور) وهنا يتخذ اللفظ الأخير شكلاً سينيمائيًا فريدًا تشعر معه بحركة لصور أشخاص ثم تختفي صورته وسط هذه الصور .
إذًا لقد كان الاستخدام لكلمة عذبة ذكيًا لأنه على سبيل السخرية واستخدام اللون الأحمر كتقنية كتابية حديثة إليكترونية كان معبرًا عن حالة الخطر أو التوجس وهذا ما يزيد عملك قوة .
لكي تكون الصورة أوضح : ألسنا نلاحظ أحيانًا وجود فاصل مظلم بين لقطتين في فيلم ما ؟ كأن هذا الفرد قد اختفى أمامها في غمضة عين بنفس الطريقة بالضبط .اختفى لتفتح عينيها على غيره .أي أن الكاتب نفسه غاص في خبيئة من يخاطبها وكان الخطاب موفقًا للغاية ولو انتبهت للإيقاع لأتى العمل في شكل شعري فريد .. لك خالص التحايا ووفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 07:07 PM   #330
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : لحظة متوحشة
اسم العضوة: آمال البرعي

لحظة متوحشة


(7)



أقحمته فى لحظة أسماها ..متوحشة
داعبت خصلات شعره بيدها المرتعشة
فأنتفضت كل مشاعره لاهثة
توغلت .. فكانت كالعاصفة أقتلعت كل
مساوئه أغتالت حياته السابقة ...وأهدته
روحًا جديدة ...ومعنى آخر لحياة ظلت طويلا
كالمرأة العابثة ... فتلقفها وهدهدها
صغيرته .... التى كانت فى المهد نائمة





ارتداد


أستيقظت
نفضت عنها غطائها شعرت بقشعريرة
تزلزل أوصالها .. أرتدت ثانية داخل نفسها
أغمضت عينها ... قررت أن تعود
لتستأنف باقى حلمها





حقيبة


حاولت أن تخترق مجاله الجوى .. البرى ... البحرى
أن تتخطى أمسها إلى غده .. أن يضع أسمها
فى مفكرته ... أن تدلُف مشاعرها داخل حقيبته ... أعلن بكل وضوح
حقيبته ليست ملكه






شيطان الشعر


لملمت كل اللحظات المسكوبة .. المنثورة
على أروقة العمر .. شغلت عقداً
أهدته قصيدة لم تولد بعد
لملم أوراقه غادرها ... شيطان الشعر





كينونتى

أراها من بعيد .... أكاد أجزم انى اعرفها
كل يوم تكتسب بُعدًا جديدا
شكلاً جديداً ... يؤكد يقينى .. انى أعرفها
قابلتها من قبل ... حاورتها .. عايشتها
أقتربتُ أكثر .... تبينتها ... أنها إبنتى
ترتدى كينونتى
__________________
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-08-2010 الساعة 01:57 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 2 (0 عضو و 2 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .