أقر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بوقوع أخطاء من طرف من وصفهم بالمجاهدين في العراق، ودعا إلى الفصل فيها بالاستعانة بأهل العلم الصادقين.
كما دعا بن لادن في تسجيل صوتي جديد منسوب إليه حمل عنوان "رسالة لأهل العراق"، القاعدة والجماعات المسلحة في العراق إلى نبذ التعصب وتوحيد صفوفها وتغليب مصلحة الأمة الإسلامية على ما عداها وتحكيم الشرع في كل أمر.
وقال إن قوة الإيمان هي الرابطة بين المسلمين وليس الانتساب إلى القبيلة أو الوطنية أو التنظيم، وإن مصلحة الأمة الإسلامية تتجاوز مصلحة الجماعة.
وحذر من محاولات من وصفهم بالأعداء لبذر الفرقة بين الجماعات المختلفة عبر زرع عملاء لهم فيها، كما دعا عناصر تنظيم القاعدة في كل مكان إلى الحذر من التعصب للرجال والجماعات والأوطان.
وأوضح أن البعض يقوم "بتعظيم أوامر الجماعة وأوامر قادتها فيتوهم الواحد منهم أنها بالضرورة لا تكون إلا حقا، فيتعامل معها في واقعه العملي كأنما هي نصوص معصومة وإن كان يعتقد نظريا أن العصمة لرسول الله فقط".
وتمنى بن لادن أن يكون العام هو "عام الجماعة"، في إشارة -على ما يبدو- إلى العام الذي بايع فيه الحسن بن علي، معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم.
ودعا زعيم القاعدة عشائر العراق إلى التصدي لما وصفه بحملة الكفر والعمالة، حاثا تلك العشائر على مواصلة القتال ضد الوجود الأجنبي في العراق.
أخطاء قاتلة
وتعليقا على ذلك وصف المتحدث باسم المجلس السياسي للمقاومة العراقية خطاب عبد الرحمن الجبوري إقرار بن لادن بارتكاب القاعدة أخطاء في العراق بأنه أمر جيد، مشيرا إلى أن بعض هذه الأخطاء كانت قاتلة بالنسبة لفصائل المقاومة وهي بحاجة للتصحيح. وأشار بهذا الصدد إلى إنشاء ما يسمى "دولة العراق الإسلامية".
من جهته اعتبر المحلل السياسي العراقي عبد الوهاب القصاب أن من بين أخطاء القاعدة الجسيمة هي تسببها في حدوث الانقسام في المجتمع العراقي، مشيرا إلى أن التنظيم سعى لفرض نموذج مرفوض من شريحة واسعة من العراقيين.
وأكد القصاب أن اعترف بن لادن بالأخطاء جاء متأخرا، وأشار إلى وجود خلط في تناوله لإشكالية الوطن والأمة والدولة والطائفة والفرد وشيء من عدم الوضوح لمتطلبات الحياة في القرن الحادي والعشرين.
وشدد على أن برنامج المقاومة العراقية واضح وهو موجه ضد الاحتلال والانتقال بالعراق من حالة التفتت إلى التوحد، مضيفا أن القاعدة تريد اللحاق بقطار هذه المقاومة بعدما فقدت قواعدها الشعبية في العراق بسبب تجاوزاتها على القبائل وأعرافها.
أما الباحث في قضايا الجماعات الإسلامية ضياء رشوان فوصف خطاب بن لادن بأنه أقرب إلى التصالح والدعوة لوقف نزيف الدم بين المسلمين، مشيرا إلى أنه بدأ يشعر بالأزمة التي دخل فيها تنظيم القاعدة في العراق وغيره ويسعى لتغيير منهجه نحو المرونة وليس التشدد.
الجزيرة