العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-08-2008, 09:28 AM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي إفراغ الأرض من أهلها وتملُّكها

في كتابه عن نظريات الاستعمار الانجليزي ، يقول كلاوس كونور : " إنَّ الانجلوسكسون هم أكثر القوى الاستعمارية تعمُّدا لممارسة الإبادة , حيث هدفهم النهائي إفراغ الأرض من أهلها ، وتملُّكها".

"مشكلتنا مع العمالة (الضخمة العدد) كبيرة، وستؤدي نتائجها - إذا لم نواجهها - إلى تبديل وجه المنطقة خلال عشرة أعوام ، قد لا نستطيع بعدها ، أن نصف المنطقة بأنها 'خليجية' أو 'عربية.'وزير العمل البحريني في تصريح للوكالات بتاريخ 23/2/2008م

بحسب أرقام الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ، يعيش في الخليج نحو 14 مليون من العمالة الوافـدة ، وفق إحصـاء عام 2004 ، والرقم في تزايـد ـ يتوقع أن يصـل إلى 20 مليون ونصف المليون عام 2015 ـ أي حوالى 37% من السكان ، وعدد السكـان نحو 35 مليونا ، وفق الأمانـة .

وهذا الرقم يشكل 30% من السكان في السعودية ، و80 % من السكان في الإمارات ، وبقية دول الخليج تتراوح بين النسبتين .

لكن ما علاقة هذا كله بما ذكره كلاوس كونور؟

( إنَّ مراحل الإستيطان الإمبريالي تتدرج من الهجرات الفردية ،والجماعية ، إلى إقامة المؤسسات الإقتصادية ، والسياسية ، ثم السيطرة على الأرض ، وإقامة السلطة ، وفرض الإمر الواقع ، وإصباغ الشرعية القانونية على وجوده عن طريق الإعتراف الدولي ) الإستيطان الأجنبي في الوطن العربي للتميمي ص 302

من الملاحظ إلحاح الولايات المتحدة الأمريكية ـ في الوقت الذي تشدد أمريكا شروط الهجرة إليها! ـ في الآونة الأخيرة على دول الخليج ، لفتح أبواب الهجرة إليها ، وتخفيف القيود على العمالة المستوردة ، وغيرهـا من المهاجرين ، لتحويل هذه الأمـواج البشريَّة ، إلى وجود دائم له حقوق إستيطانية ، على غرار النموذج (السينغافوري).

وآخر مثال لهذا ، إدراج أمريكا للكويت على القائمة السوداء في الإتجار بالبشـر ، متهمةً الكويت بسوء معاملة العمالة الأجنبية ، ثم لم تلـبث العمالة البنغالية بعد هذا الإدراج بزمن يسير جداً ، حتى أشعلت الكويت بثورة تخريبيّة ، أثارت الرعب في البلاد ،وتحدثت بعض الصحف عن وقوف (بعض السفارات) وراء هذا الشغـب الخطير.

ولاريب أنَّ الظلم الذي يقع على هؤلاء المستضعفين المساكين ، كبيرجـدا ، ومنتشر ، ويتم الإتجار بهم بصورة بشعة ، من قِبـل من يطلق عليهم ( تجار الإقامات ) .

غير أنَّ أمريكا التي تستغل مشكلاتنا الكبيرة ، وتستثمر مشاريعها الإستعمارية في سوق تخلُّف أنظمتنا ، وسوء إدارتها ، وانتشار الفساد فيها ، هـي لايدفعها ـ بلا شك ـ فـرط الحنان ، ولا شفقتها على حقوق الإنسان ، للدفاع عن هذه العمالة !

بل إنَّ وراء الأكمـة ما وراءها .

وتعالوا نستذكر صورة كبيرة من الماضي ، تعكس طريقة تفكير المستعمرين ، ففي عام 1905م، شكل مجلس الوزراء البريطاني لجنة لترسيخ الإستعمار في آسيا ، وأفريقيا ، ووضعت اللجنة تقريرها وقدمته للحكومة البريطانية التي أخذت به ، ويسمـَّـى تقرير ( كامل بنرمن ) ـ رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ـ وينص في إحدى فقراته على مايلي :

(.. ضرورة العمل على فصل الجزء الإفريقي في هذه المنطقة عن الجزء الأسيوي ، وتقترح اللجنة لذلك ، إقامة حاجز بشري ، قوي ، وغريب ، يحتلّ الجسر البري الذي يربط آسيا بأفريقيا ، بحيث يشكل في هذه المنطقة على مقربة من قناة السويس ، قوة صديقة للإستعمار ، وعدوة لسكان المنطقة ) العرب واليهود في التاريخ ص 110

فالهـدف هـو تحويل منطقة الخليج النفطية إلى منطقة مفتوحة ، بلا إنتماء عربي وإسلامي ، بغية تخريب هويَّتها ، وتشتيت ثقافتها ، فتغـدو مستباحة بكلِّ شيء أجنبيّ عنهـا ، تمهيداً لإستيطان أنجلوسكسوني منظَّم ، يحتلَّ منطقة الخليج بالإستيطان المحمي بالقوانين الدولية ، وبالتالي تُحلَّ جذريا مشكلة حاجة الغرب للطاقة الكامنة في هذه المنطقة ، ويتمّ القضاء على أيِّ تهديد مستقبلي لمنابع النفـط ، قضاءً نهائيـَّا ، بإحتلال مباشـر ، سلس ، وقانوني.
وهذا الهـدف ـ اعني احتلال البلاد التي فيها أكبر احتياطي النفط في العالم ـ كان ، ولم يزل ، هدفا استراتيجيا لدى الغرب ، حتى لقد كشفت عام 2004م ، وثائقٌ بريطانية ـ أفرج عنها وفق القوانين التي تسمح بنشر الوثاثق السرية بعد مضي 30 سنة ـ كشفـت النقاب عن أن أمريكا ، خططت للإستيلاء على حقول النفط في المنطقة أثناء حرب أكتوبر 1973، عندما تم حظر صادرات النفط العربية.

وتحدثت الوثائق ، عن إن الاستيلاء على حقول النفط "كان الاحتمال الأول في وجهة النظر الأمريكية عندما يتحدثون عن استخدام القوة، تم التفكير فيه ، ونعتقد أنه جزء من خطة الطوارئ الأمريكية." ، وكانت الاحتمالات الأخرى مثل الإطاحة بالحكام العرب وتولي حكام "أكثر مرونة"

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/3360609.stm

وحسب الوثائق كانت الخطة أن تستولي القوات الأمريكية المحمولة جوا على منشآت النفط في السعودية ، والكويت، وربما كانت واشنطن ستطلب من بريطانيا، أن تفعل المثل في أبو ظبي بالإمارات.


ولاريب أن احتلال العراق هـو أحد مراحل هذا الهـدف الغربي الدائم ، وإذا كان النظام العراقي ، قد سلك في السنوات القليلة التي سبقت احتلاله ، مسارا يستفز الولايات المتحدة ، ويهدد طموحاتها النفطية ، كما عقد صفقات ،واتفاقات نفطية مع روسيا والصين ، وفرنسا، وعدل عن الدولار إلى اليورو ، فعجَّـل وتيرة التحرك بالإحتلال المباشـر للإستيلاء على نفطه .

فإنَّ دول الخليج التي وعت الدرس ، فلم تسـتفزَّ الغـرب بقيادة أمريكا ، بل أعطتها أكثر مما تريد ، لن تنجـو من مثـل مصيـر العـراق ، ولكن بأسلوب آخر ، وهـو أسلوب تحويلها إلى مناطق (مدوَّلـة) لاهوية لها ، تتحكَّم فيها شركات غربية ، تملكها أمريكا ، والدول الغربية ، متقاسمة الكعكة فيما بينها .

ذلك أن مشكلة أمريكا مع الطاقة النفطية ، تتعاظم مع مرور الأيام ، وهي في ضوء سعيها للسيطرة على العالم بأسره وأمركته ، بحاجة إلى إقتصاد عملاق قادر على تحمل هذا المشروع الخيالي ، بينما يتعرض الإقتصاد الأمريكي لركود خطير جدا، سيؤدي إذا ارتفعت نسبته عن المعدلات الحالية ـ 1إلى 5% ـ إلى كارثة عظيمة .

ولهذا فإنَّ نشر القواعد العسكرية على طول الشريط النفطي من زاخو إلى مضيق هرمز ، وتحويل المنطقة بأسرها ، مع مرور السنين ، إلى ملكية دائمة للشركات الأمريكية العملاقة ، وللسوق الغربي بشكل عام ، هدف أمريكي وغربي حيوي ، واستراتيجي.

وبمثل هذا الهدف تُشنّ الحملة الغربية بقيادة أمريكا على السودان ـ الذي فضل التعاقد مع الشركات الصينية واستبعد الأمريكية ـ لتمزيقه ، ونهبه ، وتحويله إلى مستعمرة من مستعمرات النفط الغربية .

فدارفور ، واسلحة الدمار الشامل العراقية ، والعمالة الأجنبية في الخليـج ، كلُّها لافتات تخفي وراءها مشاريع غربية إستيطانية ، ولكن لكلّ بلد ما يناسبه ، ولكلّ شعب ما يلائمـه .

وأمريكا ترى أن العولمة ، التي غدت الغول الذي يبتلع الخصوصيات القومية ، والوطنية ، هي أعظـم سلاح فتـّاك ، يمكن به تشريع الإحتلال في هذا العصـر ، وبما أن شبكة المؤسسات الدولية هي بيد الغرب ، فإنَّ تفويت الفرصة دون إلقاءها لصيد كل المكاسب الإستعمارية ، ضـرب من الحمـاقة في نظر أمريكا.

وأحمـقٌ ذلك الذي يظنُّ أن الغرب قـد تخلى عن عقليته الإبادية ، ونزعته الإستعمارية ، وجشعه المادي ، وتعاليه على بقية شعوب العالم ، بل استعداده لإلغاء وجودهم ، ليس من أجل أن يبقى قويـَّا ، بل حتَّى من أجـل أن يحافظ على رفاهـه الطاغي.

تماما كما كان حكّام إنجلترا يعيشون حياة الرفاه في قصورهم ، التي بنيت من عظام شعوب المستعمرات ، في القرن الماضي ، والذي قبله .

فالغرب الذي وضـع مواثيق حقوق الإنسان منتصف القرن العشرين ، ودباباته آنذاك تطحـن غالب مستعمراته ، هو نفسه هذا الغرب ، لم يتغير منه شيء، وتلك المواثيق التي كان يتبجح بها ، هي نفسها التي يتبجح بها الآن !

وختامـا ، فإننا لاندعو هنا ، إلى تجاهل الخليج لإخوانه المسلمين الفقراء في الأرض ، بل نحضُّ على استجلابهم ، ومنحهم كامل حقوقهم العمالية ، ومقومات الحياة الكريمة

وملاحقة مصاصي الدماء الجشعين من الشركات التي تتاجـر بهؤلاء الضعفاء ، من البنغال ، وغيرهم.

كما نحثُّ على جلب العمالة العربية ، وأن تفتح دول الخليج ذراعيها لكلِّ المسلمين ، ، وتمدُّ يد العون لفقـراءهـم ، وتسدّ حاجتـهم ، فذلك فرضٌ عليهم ، وليس منّة منهم .

فالمسلم أخو المسلم ، لايظلمه ، ولا يحقره ، ولا يسلمه ، والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ، والمسلمون يدٌ واحدة على من سواهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم .

ولكن ندعو إلى الحذر من أيِّ مخطط غربي يهدِّد الدين والإسلام ، و يستهدف الهوية ، ويمزق الوحدة ، ويفتت الثقافة ، ويستلب ثروات الأمـة .

ونذكـّر أمّتنا بأنَّ مثل هذا المخطط كان الفرنسيون قد خطُّطوا له في الجزائر ، وكانوا يهدفون إلى استيطان الفرنسيين الدائم للجزائر ، فباء مشروعهم بالفشـل ، ورجعوا عنه خائبين ، وكذلك سيحدث لكلِّ مستعمـر بإذن الله تعالى ، فأمُّتنا حية ، قوية ، أبيَّة ، على الظالمين والمعـتدين عصيَّة ،
،
وكما لم يبق فيها سابقا محتـلٌ ، مهما طال احتلاله ، فكذلك كلّ مشاريع الاحتلال الحالية ، وا لمستقبلية ، ستبوء بالفشـل ، مرتـدَّة على أعقابها بإذن الله تعالى .

وهو سبحانه حسبنا ، عليه توكلنا ، فنعم المولى ونعم النصيـر.

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 04-08-2008 الساعة 09:43 AM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .