> ما نصيحتك لشباب المسلمين؟
- نصيحتي لهم ولكل مسلم هي تعلم دينك ثم تعلم دينك ثم تعلم دينك، واطلب الحق، والحق هو ما دل عليه الدليل الشرعي من كتاب الله تعالى وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولا تقلدني ولا تكتفي بقولي ولا قول الشيخ فلان ولا تغتر بالمظاهر والألقاب الدينية التي قد لا تعبر عن الحقيقة أحياناً، واعرف الحق تعرف أهله، فإنك «كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه» (الانشقاق 6) والله سبحانه لن يحاسبك على أساس قول فلان وإنما على ما أنزله وأمرك بإتباعه كما قال تعالى «اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون» (الأعراف 3).
واعلم أن الله تعالى قد قال «وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً، ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون» (الأنعام 112). ومعنى هذه الآية أنه كلما جاء نبي أو من يبلغ علم النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد من أن يأتي معه العدو من شياطين الإنس والجن يصدُّون الناس عن النبي وعن علمه، والله سبحانه هو الذي أراد ذلك - إرادة قدرية - لأنه لو شاء سبحانه ما فعلوه، وإنما أراده سبحانه ليختبر خلقه ويختبر صدق إيمانهم، فلا تظن أن الحق سيأتيك من دون أشواك حوله تخوفك منه، بل كلما جاء النبي جاء العدو، ولهذا لما كان نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) يطوف على الناس يدعوهم إلى الحق كان يتبعه أحد شياطين الإنس وهو عمه أبو لهب يحذر الناس منه قائلاً: «لا تصدقوه نحن قومه ونحن أعلم به إنه كذاب»، ثم قالوا ساحر ومجنون وشاعر وإنما يعلمه بشر وقالوا افتراه، ونحو ذلك - فلا تظن أن علم النبي (صلى الله عليه وسلم) سيأتيك وحده بل لابد معه من شبهات أبي لهب، ولن يأتيك الحق مفرداً بل بشبهات وأشواك حوله ليختبر الله صدق إيمانك، ومن هذا الباب - وقد ظهرت بوادره - أن «وثيقة ترشيد الجهاد» وما اشتملت عليه من علم النبي (صلى الله عليه وسلم) قد جاءت معها شبهات شياطين الإنس أشباه أبي لهب (وهي من وحي شياطين الجن لهم) فهذا يقول: الوثيقة وليدة السجون، وهذا يقول الوثيقة جاءت من خلف القضبان الحديدية، وهذا يقول الوثيقة كتبت تحت الإكراه، وهذا يقول الوثيقة من صنع الاستخبارات، وهذا يقول الوثيقة فيها تبديل وتراجع عما كان يقوله صاحبها في كتبه السابقة، وهذا يقول لماذا لم يكتبها وهو في الحرية؟ وهذا يقول لماذا يكتبها ولا توجد العمليات الجهادية التي تحتاج إلى ترشيد؟ وهذا يقول من هم الذين يقتلون على الجنسية؟، وهذا يقول الوثيقة تصب في خانة الأعداء، وهذا يقول الوثيقة ستستخدم ضد المجاهدين، وهذا يقول الوثيقة سيكون تأثيرها ضعيفاً، وغير ذلك من شبهات أشباه أبي لهب التي رددت عليها في كلامي خلال حوارنا، ومازال بفضل الله عندي المزيد للرد على كل جاهل وعنيد بإذن الله تعالى، فليكن على حذر.
ويا أيها المسلم إذا تعلمت دينك وعملت به فاعلم أنك إنما تصلح بذلك آخرتك ودنياك، ولكن لا بد لك مع ذلك مما يعينك على قطع مرحلة الدنيا في كدحك إلى الله، فلا بد من أن يكون لك مصدر رزق حلال، فاحرص عليه فإنه زادك في الدنيا، ولا ترضى أن تكون عالة على أحد فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد قال «اليد العليا خير من اليد السفلى» متفق عليه، واليد العليا هي المُنفقة واليد السفلى هي السائلة.
> وكيف تنصحهم في شأن الجهاد؟
- اعلم أن الجهاد حق، ولكن احذر من الذين يستغلون جهل الشباب بالدين وحماستهم للإسلام فيدفعون بهم إلى جهاد لم تتيسر أسبابه فيكون مصيرهم إلى السجون أو القتل من غير طائل، ليجنى هؤلاء المتاجرون بحماس الشباب الدعاية والسمعة والتبرعات، واعلم أن الجهاد له شروط وموانع، ولابد من النظر فيها ولا يكفي النظر في السبب وحده كوجود العدو، وانظر في مصلحة من قد يصب جهادك لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» (متفق عليه)، ولا تسافر من بلدك للجهاد إلا بإذن والديك المسلمين، ولا تنتقل إلى مكان إلا على بصيرة فإن بعض الذين استجابوا التحريض فذهبوا للجهاد في العراق أو فلسطين أو السودان هم الآن في السجون، والجهاد الآن في العراق وفلسطين لن يؤدي إلى قيام دولة إسلامية بحسب المعطيات المتوافرة ولكنه جائز للنكاية في العدو، أما الجهاد في أفغانستان فسيؤدي إلى قيام دولة إسلامية بانتصار طالبان بإذن الله، وأميركا لا تعرف حيلة الأفغان فالجيش والشرطة الحكومية في أفغانستان يأخذون المال من أميركا ولكنهم يساعدون طالبان في السر، والجهاد في أفغانستان واجب على أهلها وعلى من جاورهم بحسب ما تسد به الحاجة.
> كيف تتوقع مستقبل «القاعدة»؟
- «القاعدة» انتحرت في ايلول (سبتمبر) 2001 ولم يعد للتنظيم أي تأثير في مستوى الحركة وهم يلجأون الآن الى تصدير أفكارهم عبر شرائط ابن لادن والظواهري وتساعدهم الظروف الدولية والمحلية في بعض الدول العربية والإسلامية ولا يعين محاسب وليس من أهل العلم ولا يملك حتى خبرات عسكرية كمسؤول للقاعدة في أفغانستان دليل على أن التنظيم لم يعد يملك قادة.
> ماذا تطلبون من الحكومة المصرية؟
- أطلب من الحكومة: تطبيق الشريعة الإسلامية بمعناها الشامل، فهي سبيل الصلاح والعز في الدنيا والآخرة، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله) ولا تصدقوا الذين يخوّفونكم من الشريعة، إنهم يبعدونكم عن الجنة، والدنيا وإن طالت فهي إلى زوال، وحقوق الجميع محفوظة في الشريعة من مسلمين وأقباط ويهود وغيرهم.
> وماذا عن المعتقلين في السجون؟
- أطلب من الحكومة الإفراج عن جميع المعتقلين والمسجونين السياسيين من الإسلاميين ومن السياسيين بكل اتجاهاتهم (سجناء الرأي والضمير)، فإن الرأي لا يقاوم بالسجن، قال تعالى - عن تهديد فرعون لموسى عليه السلام – «قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين» (الشعراء 29)، فإن الحجة لا تقاوم إلا بالحجة، والرجوع إلى الحق فضيلة من أي طرف جاء الحق.
> كيف ترى الطريقة التي يجب على المجتمع أن يتعامل بها مع الإسلاميين المفرج عنهم؟
- على الحكومة الأخذ بيد الإخوة الإسلاميين المفرج عنهم من النواحي المعيشية وتأمين عمل كريم ومصدر رزق لهم فإنهم منقطعون عن الدنيا سنين طويلة، وأرجو أن تكون لمصر الريادة في الجانب الإنساني كما كانت لها الريادة في الجوانب الأخرى. وأطلب من الحكومة أن تسمح للمؤهلين من الإخوة الإسلاميين بالاشتغال بالدعوة إلى الله في المساجد وغيرها من اجل تقليل المفاسد المتفشية في المجتمع.
وهذا آخر ما أقول والحمد لله رب العالمين
واللهم صلِّ وسلمِّ وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر