العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة القصـة والقصيـدة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-02-2010, 04:22 AM   #1
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Post محاولة هروب خارج حدود الفجيعة / قصة

يستبد بي الجنون أحيانا، ولا أستطيع دفعه !! لكنني أذكر من حيث لا يعلم أحد، أني أميل إلى الحركة حين يتملكني الغضب، هكذا أنا، أبدا لا أحب الأماكن المغلقة، وخلال ساعات الدرس الكئيبة، يضيق صدري، وأتوق للانعتاق من أصفاد تاريخ مدنس ما كنت شريكة في صنع تفاصيل نكباته.
لا أحد يملك الحق في إصدار الأحكام، ومعاقبة الناس، وتكمبم أفواههم دون تقديم حجج دامغة تثبت إدانتهم !!
كنت مغرمة بك حد الهوس، وفي كل مرة تسألني عمن فتح الأندلس، كان قلبي يرقص طربا، كأني أراه ماثلا أمام ناظري، فأجيبك بكل عنفوان طفولتي البريئة هاتفة : إنه ربان محنك، نشأ هنا بيننا، بطل لم يكن يحلم سوى بصيد النجوم.
كانت صفحاتك مضيئة تضج بانتصارات مشرفة، لكن علاقة المودة بيني وبينك بدأت تتلاشى شيئا فشيئا.. لماذا أشحت بوجهك عني ولم أعد أراك ؟ لماذا استحلت إلى وحش كاسر تنشب أظفارك في لحمي، لتجلدني كيفما اتفق بسياط ماض كسيح، منبوذ..
أذكر أني افتقدتك، لحظة عبرت بي المتوسط صوب جسور ضيقة، معتمة، هناك بدأ الزمن يتخذ شكلا لولبيا، يشق رأسي، يتغلغل داخل أعصابي ويجهض كل محاولاتي للانفلات من قبضتك. ارتميت مذعورة، كانت سفينتك تقودني بسرعة مجنونة صوب حدود الفجيعة، لكن أشرعتها ممزقة.. في كل خطوة، تلعن فيها أجمل الأيام التي عشنا.. في كل خطوة، تنبذ فيها كل الحروف التي كتبنا.. في كل خطوة، تدفن أعذب الأحلام التي زرعنا.. لماذا تغيرت ملامح وجهك ؟ استوقفتك مرارا لأستفسرك عن أمور ملتبسة، كنت تتجاهل حيرتي، فيزيد قلقي واضطرابي، لكني لم أكن أدرك أنك تتعجل موتي على هذا النحو من السرعة، ومن الوحشية، حينما فوجئت بك منشغلا برسم موتي في صفحات كتبك الحمراء، لم تمنحني حتى فرصة توديعك، لتقذف بي، هناك، فوق تضاريس مسننة، فتمزقت أجزائي إربا إربا، وارتطم رأسي بجدار مشروخ، يئن من وجع جثث مهترئة، تتكدس تحت أنقاض أزمنة منبوذة، شهقت مذعورة : أين أنا؟
دروب مضمخة بالدماء على امتداد البصر.. زفرت زفرة.. غشيني الموت، لا لم يدركني بعد.. هذه خطاه في الطريق إلى جسدي.. يا موت أقبل علي.. ضع نهاية لعذاباتي..
بقيت عيناي معلقتان في السماء تنشدان الضوء، همست بقربي عصفورة جريحة، هنا لا مكان للضوء.. لامكان للحياة.. هنا ينتفي الحب وتموت الأغنيات.. جفت عروقي، ظمأت روحي لظل شجرة خضراء تضمد جراحي لأغفو ولو للحظة، ذرفت العصفورة دمعة : أنت تعبرين عصورا مغلقة، شجرها عقيم ومياهها عكرة..
مددت يدي إليك، لعلي أتلمس بين صفحاتك ذاكرة جديدة، لكني لم أجد سوى تفاصيل مبهمة تؤرقني، تعصف بي، داخل قمقم مهجور، رائحته عفنة، في كل صفحة، تسقط نجمة، تتهاوى أمامي، تخبو، وتنطفئ.. رجف القلب مات، رجف القلب مات.. وانفتح جرح غائر ينزف دما، يسيح أمامي.. ابتعد أيها الأحمق عن طريقي، أأنت معلمي أم جلادي؟ أنت قاسي القلب، كائن شرير، ماكر، إياك أن تتفوه بكلمة واحدة، طلقاتك سهام تدق رأسي واحدة تلو أخرى، دقة، دقة.. رجف القلب مات.. أغمضت عيناي عبثا، كي لا أرى أبواب الزنازين تصطف أمامي من جديد في سرعة مجنونة.. يالك من زمان يابس، صرخت من أعماق موتهم في حنق : توقف أيها الخنزير..
استيقظ داخلي لحظتها أنين صوت كسير
لطفل مذعور، غرست بين ضلوعه غدرا خنجرك المسموم، فهب ليدافع عن نفسه، ويصد العدو بشراسة الأبطال، فتنامى بين أضلعي حقد دفين لم أعد قادرة على كبح جماحه، يبدو أن لحظة المكاشفة بيني وبينك قد حان وقتها، ها أنذا وحيدة جريحة أقف أمامك، لن أتراجع إلى الوراء خطوة واحدة، فلتكشف لي عن أوراقك كلها، ولتجردني من أسلحتي، أنا مستعدة للمحاكمة، فإن ثبتت إدانتي مكنتك من روحي لتذبحني على النحو الذي يروقك.
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة عصام الدين ، 09-02-2010 الساعة 03:35 PM.
ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .