العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بـــوح الخــاطـــر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-12-2008, 09:16 PM   #1
الحنين
مشرفة خيمة الصور
 
الصورة الرمزية لـ الحنين
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 3,764
إفتراضي على شرفة الذكريـــات ..!!




حشدٌ كبير من الجماهـير أطلق العنان ليديه .. تدوّي إثر التقاءها بصوت هاتف ..
ثم ما تلبث الثواني تنطلق حتى يغشى الهدوء أرجاء المكان ..

فأتقدم بخطىً ثابتة على خشبة ذلك المسرح .. وأحرك ستائره يمينا وشمالا ..

لا أعلم ما الذي تخفي وراءه ..
مع أنني متيقنة تماما أن ما تخفيه هو ظاهر لعيني ..

فراغ ..

و أصداء الصمت تحيك حولي سوراً من شوك .. .. ..

أسير على خشبة تطقطق كلما تحرّكت قدمي عليها ..
لأجد في ذلك الهمس الحثيث ما يجتث جذور ابتسامتي من القاع ..

فترتسم بهدوء ..
لتنطلق أتربة الحزن على وجهي تثير سعالي ..!!

وأكمل المسير ..

على ظهر خيل الذكرى ..
أتلمس ناعم الهذيان الذي خلفته حروفي ..!!

ظلامٌ يحيط بجدران المسرح إلا أن ضوء القمر الفضي يبعث نورا ..

فيقضي على بقايا الواقع الذي أتخبط بجدرانه .. ليرديني وحيدة ..
أتهالك على طرف تلك الأخشاب المصفوفة بإهمال ..

وأستنشق عبق مشهد الأمس الذي تحركنا فيه كما الدمى ..!!

لتثير ركب الهدوء مني فتنطلق أولى جياد دمعي ..
راكضة نحو كفي الذي أقبض به ما تبقى مني ..!!

فتتناثر وريقات الصمت حولي .. كما شجرة حركتها رياح الخريف .. تتمايل في جميع الأنحاء ..

يخيّل للناظر نحوها أنها تتراقص فرحة بالنسيم ..
لكني أراها تتلوى لذكرى يومٍ ضحكت فيه لأملٍ لاح في آفاقها .. !!

منظر النجوم المتناثرة على سواد سماء الليل تتلألأ لترسم طريقاً لمن تاهت به السبل .. فأناجيها ..

" وين السبيل اللي ضاع بحروف الحزن ..
و تناثرت همزات الوصل بيني وبينه ؟؟
وين السبيل اللي غشت زواياه المطر ؟

ذاك السبيل .. اللي هناك .. حضن برد الأنامل وضاعت بين أضلاعه حروف الدفا
"

بكت أحرفي المرسلة نحو بريدٍ لا أتوق منه عودة , ولا أنتظر الرد ..

بكت عبارات الأسى التي تلمع كما برقٍ أضاء الكون في عتمة العاصفة ..

و لم تهدأ ثورة الكلمات في عاصمة الجُمل المتناقلة بين أريج الآه و عطر التنهيدة ..

" يا دمعي اللي غطّى أرض حلمي وما بقى فيه حيله .. !!

ويا دمعي اللي باع كله وما لقى من يشري بديله .. !!

متى تلقى بين العيون من يبادلك نسمات عليله .؟!

متى ترسم على غفوة الحلم ألف ليله وليله !!

ما كفاك اللي خسرنا بين الحكايا الخميله ؟؟

ما تلاقت حروفنا على شال الجبل وزهرة جميله ؟؟
"

فلا أقوَ منك على سبر غور صمتي القاتل ..
وأتهاوى على جدار الأمل لأسقط بين أركان الظلام الموحش ..

ينقلني من هاوية اليأس إلى هوة الوحدة ..
فأستقر بين أزمنة الألم ..!!

ليتردد صدى صوت طفلة تبكي حول ساقية الماء باحثة عن مجرى الهواء ..

وأتساقط على حائط ذلك المسرح الواسع في عتمة ليلٍ يناجي خياله نور النهار ..
يأبى العثور على نقطة انطلاقٍ تفسّر بين خطوطه الوهمية فيالق الحروف التي أطلقت جيشاً يهجم على صرح السطور فتخر على زاوية الأيام صريعة ..

وأبقى أنا .. كما بدأت .. على سورٍ من أخشاب مهملة الترتيب ..
أستند واحدةً كلما لامست حرفي أصدرت صوتا كالصرير ..
أظنه بدايات تمدد .. لرسم منحنى ابتسامة افتقدته يوماً هنا ..
عندما كنت دمية أصوّر حكاية سيفٍ من يأس يقاتل جذور الأمل ..
__________________
الحنين غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .