مصادر السلطة ....!!!

[الوافـــــي]

مصادر السلطة

يعتمد الكثيرون منا على قاعدة أو مصدر يمارس بها أو به نفوذه على الآخرين ليكسب طاعتهم
وتلك القواعد تختلف بالطبع من حالة إلى حالة ، ومن شخص إلى شخص آخر وفق الزمان والمكان والمنصب الذي يشغله

وفي هذا الجانب يقول " فيدلر " أن أي قائد في أي موقع له سلطات يتمتع بها
وتلك السلطات لا بد أن ترتكز على واحدة أو أكثر من القواعد ( السبع ) التي أوردها في أحد كتبه
والتي سأوردها بإذن الله هنا مع بعض التعليق عليها هنا
فعندما يمارس القائد سلطاته فإنه يتوقع أن يحصل نتيجة ذلك على ( طاعة ) ممن يرأسهم
ولعل من المفيد أن أوضح أن القصد من كلمة ( قائد ) هو كل من يملك صلاحية إصدار الأوامر
ولن أدخل في متاهات التفريق بين القائد والمدير فذلك أمر آخر له موضوعاته المتخصصة.

والسلطات السبع مقسمة إلى ثلاثة أقسام رئيسية
وهي متسلسة في الأفضلية من الأعلى إلى الأدني
فهناك ( سلطات عليا راقية ) و ( سلطات دنيا أو حقيرة ) و ( سلطة واحدة وسطى )
وبالتأكيد فإن أرقى السلطات هي السلطة الأولى ، وأحقرها السلطة السابعة
ولو أننا نظرنا إلى السلطات السبع بشكل كامل لوجدنا
أن السلطة الأولى تتضمن بشكل أو بآخر كافة السلطات تحتها
وهكذا في الثانية والثالثة وما تلاها
بحيث أن كل سلطة وفق ترتيبها تتضمن من جانب معين ما تحتها من سلطات

وضرب الأمثلة يجلو الغمام عن الأمور ، وعليه أقول :-

الوالد في الأسرة قائد ، والوالدة قائدة ، والمدير قائد ، والمعلم قائد ، وسائق التاكسي قائد ، والفراش قائد ، والحارس قائد ، وهكذا ....
ومن هنا يتضح أن كل من يملك سلطة حتى ولو كانت صغيرة أو حقيرة

فإنه لابد أن يستند إلى واحدة من المصادر السبع التالية :

المصدر الأول : هو [ سلطة الخبرة ] :-
وهي تعني أن يكون لدى القائد خبرة ومهارة ومعلومات تجعل منه قائدا لمجموعته
حتى وإن كان لا يقع في أعلى السلم الوظيفي
ولكن نظرا لخبرته تلك فإنه يلقى الطاعة ممن حوله ، وقديما قيل ( اسأل مجرب ولا تسأل طبيب )
وهي قاعدة صحيحة تحت باب أنها تأتي من خبرة ، مع العلم أن أصحاب الخبرة حتى وإن قل تعليمهم أفضل من أصحاب الشهادات أحيانا

المصدر الثاني : هو [ سلطة المعلومات ] :-
وهي المعرفة التي يملكها الشخص
ومثال ذلك لو أن شخصا رأى حادثا رأي العين وعلم تفاصيله وحقيقته
وحضر إلى مجلس يتحدث فيه علية القوم وكبارهم عن الحادث دون أن يروه
فإنه إن تحدث هو كان في موقع الطاعة والرضى بقوله من الجميع
لأنه يملك المعلومات التي تجعل من حوله يطيعونه
ومثال آخر هو ما نراه في مراكز تدريب العسكريين
حيث يقوم بعض أصحاب الرتب الصغيرة بتدريب من هم أعلى منهم رتبا على بعض الأمور المتعلقة ببرنامج التدريب وهم راضون بما يفعله معهم من هم أقل منهم رتبة
وماذاك إلا لأنهم يملكون المعلومة وبهذا يلقون الطاعة ممن يفترض أنهم قادتهم
ومثال ثالث هو ما نجده عند مشائخ العلم ، فنحن نقبل الفتوى من أشخاص لا نعرفهم ولكن لأنهم يحملون العلم الشرعي أطعناهم فيما يقولون .. وهكذا
وسأتابع الموضوع في الردود القادمة بإذن الله تعالى

تحياتي

[الوافـــــي]

المصدر الثالث : هي [ سلطة الشخصية ] :-

وهذه السلطة ترتبط بجانبين إثنين
الأولى جانب ( السمت ) الخارجي والظاهر
والثاني جانب ( التعامل ) مع الآخرين

وتعتمد هذه السلطة على امتلاك القائد أو المسئول لعدد من المميزات التى قد تثير إعجاب الآخرين
إما بالشكل الخارجي كالملابس أو طريقة السير أو الإشارت أوأسلوب الكلام وطريقته
وإما بالمضمون الداخلي والذي يرتبط بأساليب التعامل مع الآخرين ودماثة الأخلاق والرقي في هذا الجانب
ومن هنا يقوم الآخرون بطاعة صاحب هذه الخاصية دون أن يشعروا بل وينساقون خلفه ويطيعونه فيما يقول

ولعل أغلبنا مر عليه ذات يوم أن حكم على إنسان بأنه ذا منصب أو مكانة معينة من خلال أسلوبه في الكلام أو من خلال طريقة مشيته أو لباسه أو سيارته وهكذا ، وقد نشعر بإحترام أشخاص معينين تقع أعيننا عليهم لأول مرة دون أن نعلم سبب ذلك الإعجاب أو الإحترام

والسلطات الثلاث السابقة هي السلطات الراقية أو العليا
والتي في أساسها سلطات تعتمد على إحترام الشخص الذي يصدر الأوامر أو الذي تصدر إليه الأوامر


المصدر الرابع : هي [ سلطة القانون ] :-

وهذه هي السلطة الوسطى

وللأسف هناك شريحة كبيرة من الناس يعتمدون على هذه السلطة ، بل ويتفنون في إضفاء هالة كبيرة عليها أحيانا
رغم أنها مرتبطة إرتباطا تاما بالمنصب الذي يشغله صاحب تلك السلطة
فكلما ازدادت مكانة الشخص أو المسئول في مكان عمله كلما ازدادت سلطته
وبالتالى يؤمن من حوله بأن مكانته تجبرهم على طاعته
والعجيب أن تلك الطاعة التي يتلقاها سرعان ما تنهار عندما يترك عمله ويخرج منه
ومن الأمثلة لهذه السلطة هو ذلك الموظف الذي لا يحمل إلا شهادة متوسطة أو فوق ذلك بكثير وتراه يتحدث بغرور مع رجل في مقام والده أو من كان له مكانة علمية معينة مثلا ، لأن هؤلاء كان من الضروري ووفق الأنظمة أن يراجعوه لطلب وثيقة أو إستخراج فاقد أو إستكمال إجراء معين ، وقد سمعت من يطلب من رجل مسن أن يراجعه في الغد لأنه الآن سيذهب إلى السوق لشراء مستلزمات رمضان ، فلما اعترض الشيخ صرخ في وجهه وهدده إن لم يذهب فسيأخر معاملته إلى ما بعد أسبوع ، أنا لا أناقش هنا وفي هذه الجزئية خطأ الأسلوب أو صوابه أو ما يمكن أن يتخذ مع من قام بذلك الفعل ، ولكن أناقش المصدر الذي اعتمد عليه ذلك الموظف في تحقير وتهديد ذلك المسن ، وبالتاكيد لم يكن ليفعل ذلك لوكان خارج ذلك الكرسي الذي يجلس عليه ، وهنا تبرز سلطة القانون
ومن الأمثلة العجيبة أن في أحد الكليات تم ترشيح أحد الأساتذة ليكون وكيلا للكلية في حين أن أستاذ ذلك الأستاذ يعمل معه في ذات الكلية ، وبالتالي سيكون على أستاذ الأستاذ أن يرجع إلى طالبه السابق في كل ما يتعلق بالأمور الإدارية للكلية ، .. وهكذا
وسأكمل بإذن الله تعالى في الردود القادمة

تحياتي

[الوافـــــي]

وهنا نتتقل إلى السلطات ( الدنيا )


المصدر الخامس : هي [ سلطة التشجيع ] :-

وهنا يكسب المسئول أو القائد أو الإداري سلطته من خلال قدرته على التشجيع الأدبى أو المادى لمن معه
وهنا يؤمن العاملين معه أن طاعتهم له ستؤدي حتما إلى حصولهم على المكافأة والتشجيع.


المصدر السادس : هي [ سلطة الإرتباط ] :-

وهذه السلطة لا يكون لمن يحملها أي أهمية تذكر في الحياة العملية إلا أنه مرتبط بصاحب أهمية أو سلطة
وسلطته التي يتمتع بها ترتكز على ارتباطه بشخص له أهمية أو ذى نفوذ داخل أو خارج المؤسسة
وهنا يكون بإمكانه التأثير على الآخرين بالنيابة عن هؤلاء وكسب طاعتهم


المصدر السابعة : هي [ سلطة الإكراه ] :-

وهي أحقر السلطات كافة

حيث تقوم هذه السلطة على أساس الخوف من بطش القائد أو المسئول أو عقابه
لأن عدم إطاعة القائد ستؤدي حتما إلى العقاب

تحياتي

[رنـا]

موضوع أكثر من رائــع

شكرا لكـ أخي الوافــي


دمت بألف خير وعافيـــة

[اليمامة]

شكراً أخي الوافي

شدني الموضوع بفعل التخصص

هذه السلطات هي جزء من نظرية فيدلر في شرح القيادة الوقفية .. وهذه النظرية ترى أن أي قائد تؤثر فيه عدة عوامل من موقف لآخر ..
أهم ما حدده فيدلر في نظريته أن أي قائد قد ينجح في ظروف مختلفة متى ما أهتم بالعاملين .. وفي ظروف أخرى ينجح متى ما اهتم بالعمل .. وهذا يناقض النظريات الادارية الأخرى التي حددت نجاح القائد في حالة بالعاملين .. والنظريات التي حددت نجاح القائد في حالة اهتمامة بالعمل ( التنظيم )

[الوافـــــي]

المشاركة الأصلية بواسطة Orkida

موضوع أكثر من رائــع

شكرا لكـ أخي الوافــي


دمت بألف خير وعافيـــة

أختي الكريمة / أوركيدا

شكرا لك ولتواجدك في هذا الموضوع

تحياتي

[الوافـــــي]

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة

شكراً أخي الوافي

شدني الموضوع بفعل التخصص

هذه السلطات هي جزء من نظرية فيدلر في شرح القيادة الوقفية .. وهذه النظرية ترى أن أي قائد تؤثر فيه عدة عوامل من موقف لآخر ..
أهم ما حدده فيدلر في نظريته أن أي قائد قد ينجح في ظروف مختلفة متى ما أهتم بالعاملين .. وفي ظروف أخرى ينجح متى ما اهتم بالعمل .. وهذا يناقض النظريات الادارية الأخرى التي حددت نجاح القائد في حالة بالعاملين .. والنظريات التي حددت نجاح القائد في حالة اهتمامة بالعمل ( التنظيم )

أختي الفاضلة / اليمامة

أشكر لك تواجدك في هذا الموضوع
وما كتبتيه هو بالفعل ما ينطبق على الواقع
فنجاح القادة له علاقة بنجاح المؤسسة ، ومكانها في ذات الوقت
بل ويتعداه إلى ثقافة المجتمع الذي هي موجودة فيه
وهناك إرتباط وثيق بين قاعدة السلطة التي يعتمد عليها القائد أو المسؤول
وبين ( نضج ) المجموعة التي يعمل معها
فكلما كانت درجة النضج عند المرؤوسين كبيرة وعالية
كانت السلطات المتبعة هي الأرقى
وتبدأ في التدني حتى تصل إلى أدنى السلطات مع تدني مستوى نضج الأفراد في المؤسسة أو المنظمة

وفي كل الأحوال يرى " فيدلر " أن الموقف المثالى للقائد يتحقق عندما تكون :-

1 / العلاقة بين القائدأو المدير ومرؤوسيهم (( جيدة )) إلى حد بعيجد
2 / هيكلية المهمة المراد تنفيذها تكون (( عالية ))
3 / السلطة التي يعتمد عليها القائد أو الرئيس تكون (( قوية ))

تحياتي

[كونزيت]

حقيقةً إستفدت من هذا الموضوع كثيراً.

ولفت نظري العلاقة الطردية التي أشرت إليها هنا:

((كلما كانت درجة النضج عند المرؤوسين كبيرة وعالية
كانت السلطات المتبعة هي الأرقى
وتبدأ في التدني حتى تصل إلى أدنى السلطات مع تدني مستوى نضج الأفراد في المؤسسة أو المنظمة ))

ولهذا فإن القائد قد يضطر لتغيير أسلوبه وإن لم يكن راغباً في ذلك فيستخدم السلطة التشجيعية أو تتدنى سلطته أكثر لتكون سلطة الإكراه .



لك خالص شكري وتقديري .