العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 23-11-2007, 12:02 AM   #1
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي الملك فاروق.. ضحية التوريث, ومصر ضحيته :: أ.د.محمد المهدى

التوريث مقابل الحب


كان الملك فؤاد يقترب من العقد السادس من عمره وليس لديه وريث للعرش, وبما أن غريزتي التملك والخلود هما من أقوى الغرائز في هذا السن (تسبقهما غريزتي الجنس والعدوان في مراحل المراهقة والشباب), فإنه كان يتطلع إلى إنجاب مولود ذكر يضع مصر بأهلها بين يديه, لذلك تزوج نازلي وهي فتاة مصرية من أسرة عريقة وكانت مرتبطة بعلاقة عاطفية مع أحد أقربائها لذلك كان الزواج قهريا ضد إرادتها وتم في 24 مايو 1919 لتلد فاروق يوم 11 فبراير 1920.

ولم يكن فاروق بالنسبة لفؤاد ولدا يسعد به ويدلله على أنه جاء على كبر وأنه ذكر جاء بعد أربعة أخوات له, وإنما كان مشروعا للتوريث, والدليل على ذلك أن فؤاد لم يكن مهتما بمداعبته أو تدليله بل وحرم أمه نفسها منه فترات طويلة وعهد بتربيته إلى مربيتين إحداهما أيرلندية والأخرى إنجليزية. وكانت المربية الإنجليزية "مسز تايلور" هي التي تمسك بزمام الأمور في كل ما يخص الطفل فاروق وكانت امرأة قوية وحازمة ومتسلطة, واتسمت معاملتها مع فاروق بالقسوة, فكانت تطبق عليه أقصى العقوبات على أقل الأخطاء, وكان فؤاد يشجعها على ذلك ويكافئها عليه.

وربما يستغرب بعضنا هذا السلوك من أب يقترب من السبعين تجاه طفل ذكر جاء بعد شوق طويل إليه, ولكن فؤاد كان يبالغ في قسوته وشدته نحو فاروق كرد فعل لرغبته في تدليله ولخوفه من التورط هو وأمه في هذا التدليل, في حين هو يريده أن يبلغ مبلغ الرجال سريعا حتى يكون قادرا على تسلم التركة (مصر ومن عليها), وكان فؤاد يستشعر قرب الأجل ويعرف أنه ربما لا يعيش حتى يبلغ فاروق سن الرشد فكان متعجلا في أن يجعل منه رجلا قبل الأوان.

وقد ترك هذا النموذج التربوي المتشدد والمتعجل آثارا عديدة في نفس فاروق ظهرت بعضها في طفولته وظهرت بقيتها في مراحل مختلفة من حياته, فهو قد حرم استشعار حنان الأب, وحرم أيضا حنان الأم, فالأب مشغول بقضية التوريث وهي بالنسبة له في ظروفه أهم لديه من تبادل مشاعر الأبوة مع ولده, وقد يكون لديه الحنان الفطري الأبوي تجاه ابنه ولكنه كان حريصا على إخفائه وإبداء عكسه كي يعد ابنه للمهمة الصعبة التي تنتظره, خاصة وأن فؤاد نفسه كان يجد صعوبة في التوفيق بين متطلبات الشعب ومتطلبات الأحزاب ومتطلبات الإنجليز ومتطلباته هو وأسرته, أما الأم نازلي فكانت تعيسة في زواجها حيث تزوجت ضد رغبتها وتركت حبيبها, وزوجها رجل طاعن في السن, مضطرب المزاج, مقامر مزمن (أطلق عليه وحيد باشا سيف أخو زوجته الأولى شويكار النار بسبب انغماسه في لعب القمار واضطراب سلوكه مع شويكار), وإهماله لها ولاحتياجاتها وربما احتقاره لها كمصرية (رغم انتمائها لأسرة بها أكثر من باشا).

هذه التعاسة التي كانت تعيشها الملكة نازلي مع زوجها الملك فؤاد جعلتها في حالة نفسية سيئة تحول بينها وبين أن تعطي ابنها المشاعر الأمومية المطلوبة, خاصة وأن المرأة حيت تكون تعيسة مع زوجها أحيانا ما تسقط مشاعرها السلبية نحو ابنها منه وترى فيه صورة من أبيه الذي تبغضه, علاوة على ذلك فإن الملك فؤاد لم يمكن نازلي من تربية فاروق, وكأنه كان يرى أنها بجنسيتها المصرية غير جديرة بتربية ملك المستقبل. وفي هذا الجو حرم فاروق من الحنان رغم الاحتفاء الرسمي والشعبي غير المسبوق بمولده, فقد عاش في قصور باردة خالية من الحب تحت قبضة مربية تعرف أن قسوتها شيء يباركه ولي نعمتها ووالد الطفل, وأم مشغولة بمشكلاتها النفسية واحتياجاتها المحبطة وشبابها المدفون.

وكانت مسز تايلور تمنع فاروق من اللعب مع أقرانه من الأطفال حتى ولو كانوا من أبناء الأمراء أو الباشوات, لدرجة أن المندوب السامي البريطاني كان ينتقد هذا الأسلوب في التربية ويحذر من عواقبه, وكان فاروق يستغل أي لحظة غفلة لمسز تايلور ليتسلل إلى الخدم ويجد لديهم ما يفتقده في حياته الجافة والصارمة, وقد عاش فاروق في هذا الجو الصارم حتى بلغ اثني عشرة سنة ينتقل من قصر إلى قصر لا يرى غير مربياته وأخواته فوزيه وفايزه وفايقه وفتحيه.

وفي هذا السن بدأت علامات التمرد على هذا النظام التربوي تظهر على فاروق, وكان أول تلك العلامات رغبته الشديدة في الأكل (كتعويض عن حب مفقود واحتياجات محبطة) وظهر استعداده للسمنة فانتبه له مربوه ووضعوا له نظاما غذائيا صارما, ثم ظهر ولعه باللهجة العامية المصرية تعلمها من أمه ومن الخدم واستوعب التعبيرات المصرية وأطلق النكات والقفشات مما أضفى عليه روحا مرحة, وكان شغوفا بانتهاك البروتوكولات الملكية في كثير من أمور حياته وهذا ما جعل المصريين يحبونه في بداياته على أنهم رأوا فيه شخصا متواضعا يتحدث لغتهم ويحاول الاقتراب منهم.

ولم ينل فاروق حظا وافرا من التعليم في مصر على الرغم من تعيين عدد من المعلمين الأكفاء له, فلم يتمكن من إجادة اللغة العربية الفصحى, ولكنه تعلم الإنجليزية والفرنسية بدرجة ما.
وحين بلغ الخامسة عشرة من عمره أرسله والده لانجلترا لاستكمال دراسته تحت إلحاح من المندوب السامي البريطاني والذي عين له أحمد حسنين مرشدا ورائدا, وكان هذا الرجل قريبا جدا من الإنجليز فقد تخرج في جامعة أوكسفورد وعمل سكرتيرا خاصا للقائد البريطاني العام أثناء الحرب العالمية الأولى. ولقد عين الملك فؤاد مربيا مساعدا ومرشدا عسكريا لولي العهد وهو عزيز باشا المصري, ولكن يبدو أن أحمد حسنين نجح في استقطاب فاروق بعيدا عن عزيز باشا المصري, خاصة وأن الأخير شخصية عسكرية صارمة وفاروق كان في مرحلة المراهقة يحتاج إلى درجة عالية من السماح والمرونة وربما الأبوة وقد وجد ذلك في أحمد حسنين, والذي قام بدور الأب لفاروق وملأ تلك المنطقة الخالية في نفسه, فقد حالت بروتوكولات الملك والطبيعة الشخصية المضطربة للأب والطريقة الجافة في التربية والرغبة المحمومة في إعداد الوريث دون إحساس فاروف بأبوة الملك فؤاد فكان دائما في احتياج لأب, وكان أحمد حسنين يتفهم هذا الإحتياج ويقوم به بذكاء شديد مع الإحتفاظ لفاروق بمكانته الملكية. ومكث فاروق في انجلترا ستة أشهر ليعود اضطراريا قبل أن يكمل دراسته هناك.



يتبع ,,,
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-11-2007, 02:23 PM   #2
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

مصر وأهلها في يد مراهق

وفي عام 1936 مات الملك فؤاد وتولى فاروق ملك مصر تحت إشراف مجلس وصاية حتى بلغ السن القانوني فأصبح ملكا بلا مجلس وصاية عام 1937 (عمره في ذلك الوقت 17 سنه), ولكن ظل أحمد حسنين هو المستشار والأب لفاروق. وفاروق -الملك المراهق- عاش الكثير من التناقضات في حياته, فأبوه ينتمي إلى الأسرة العلوية بكل غطرستها واستعلائها على المصريين, وأمه تنتمي إلى المصريين وتهوى الوفد الذي كان يكرهه أبوه ويعتبر دائما غريما للقصر, بالإضافة إلى أن رائده ومرشده أحمد حسنين باشا كان مولودا في بولاق الدكرور ودرس في جامعة أو كسفورد وكان يحاول أن يربط بين ولائه للإنجليز ومصريته.
وفاروق ملك ينتمي إلى عائلة ملكية علوية ومع هذا يحب التقرب من المصريين والتودد لهم فينجح في ذلك أحيانا ويفشل أحيانا أخرى, وهو مطالب بالالتزام بالبروتوكولات والتقاليد الملكية من ناحية والده ومربيته وفي نفس الوقت لديه رغبة في التمرد علي تلك البروتوكولات نابعة من رفضه لصرامة أبيه ومربيته ورغبته في الاقتراب من النموذج المصري متمثلا في أمه والخدم الذين يتعامل معهم وأحمد حسنين مرشده وأبيه البديل. وعلى الرغم من كونه مراهقا مضطربا تربى في أجواء القصور الباردة الخالية من الحب إلا أنه بحكم الدستور يشكل محورا تدور حوله الأحداث وتتحرك حوله كل الشخصيات الوطنية وغير الوطنية, ويلعب به الإنجليز كيفما شاءوا.

يتبع ,,,
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-11-2007, 12:15 AM   #3
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

الصورة المصنوعة

على الرغم من اضطرابات شخصية فاروق وتناقضاته إلا أن رجال الحاشية استطاعوا صناعة صورة جيدة لملك شاب محبوب يفعل أشياء عكس ما كان يفعل أبوه (الذي كان قاسيا عصبيا متعاليا, ويحتقر الشعب المصري), فيظهر فاروق محبا للشعب المصري, متواضعا يقود سيارته بنفسه ويظهر من وقت لآخر في الشوارع وبعض المحلات, ويشارك في الاحتفالات الدينية بجوار علماء الدين ذوي المكانة العالية في نفوس المصريين (وخاصة الشيخ المراغي), وشاعت بين المصريين صورة "الملك الصالح" في الفترة الأولى من حكم فاروق, وكان رجال القصر قادرين على تغطية جوانب قصوره, وعلى الاحتفاظ بالصورة الجميلة أمام الشعب طول الوقت.

وكان فاروق حريصا على أداء صلاة الجمعة في رمضان وإقامة الحفلات الدينية ودعوة طوائف الشعب إليها. وصورة الملك الصالح هذه كان وراءها حسن حسني باشا السكرتير الخاص للملك, والذي كان يرى أن الشعب المصري متدين بطبعه فلعب عل هذه الورقة الرابحة وكسب بها جولات من حزب الوفد (الغريم التقليدي للقصر) فقد كان حزب الوفد لا يخفي ليبراليته وعلمانيته, فكان القصر يصنع شعبية الملك من خلال مغازلته للنزعة الدينية لدى الشعب المصري (وهو نفس الشيء الذي فعله السادات حين أطلق على نفسه أو أطلق عليه رجاله لقب "الزعيم المؤمن"). حقا لقد كان وراء فاروق متخصصون في الصناعة الملكية نجحوا في مهمتهم فصنعوا ملكا شابا متوهجا يحرص على الاقتراب من شعبه ويتواصل معه في كل المناسبات خاصة الدينية منها, ويجل علماء الدين ورموزه, ويحرص على الزيارات الميدانية, وحضور المباريات الرياضية. ولم يفوّت صانعوا هذه الصورة أي فرصة إلا واستفادوا منها, فمثلا عندما تعرض فاروق لحادث سيارة في القصاصين على طريق الإسماعيلية عام 1930, راحت الآلة الإعلامية في ذلك الوقت تزف التهاني للمصريين بنجاة ملكهم المحبوب وتوافدت الجماهير لتهنئة الملك بسلامته والدعاء له بطول العمر.

وهكذا أصبحت للملك شعبية جارفة مما هز التوازن التقليدي بين الوفد والإنجليز والقصر ففكر الإنجليز في كسر شوكة فاروق وذلك من خلال فرض حكومة النحاس باشا عليه بالقوة, ولكن هذا الأمر زاد من شعبية فاروق وقلل من شعبية الوفد .

الصورة الحقيقية

هذه الصورة هي أن فاروق كان ينادي بلقب "ولي النعم" أو "مولانا", وكل من يلقاه ينحني له, وقام بتغيير شعار الجيش فبعدما كان "الله.. الشعب.. الملك" جعله " الله.. الملك.. الشعب". وكان رئيس الوزراء ملزما بأن يسبح بحمد مولاه وولي نعمته ملك البلاد في كل أحاديثه, وأن يشير إلى أنه وراء كل فكرة وكل خطة وكل إنجاز. وكانت تتم الاحتفالات بعيد مولده وعيد جلوسه على العرش وعيد زواجه, وأعياد ميلاد أولاده وذكرى نجاته في حادث القصاصين..... إلخ, ويفرض على الشعب المشاركة في كل هذه الأعياد على أنها أعياد وطنية. وتسمى الكثير من المستشفيات والمدارس والشوارع باسمه, وتوضع صورته على كل العملات الورقية والمعدنية وطوابع البريد, وتوضع صوره وتماثيله في كل مكان على أرض مصر. وكل يوم تبث الإذاعة المصرية المقولة التالية لأحمد نجيب الهلالي باشا: "سبحانك اللهم ما أعظم شأنك, وأعز سلطانك, وأوضح برهانك, آتيت فاروقً الملك والسداد, فأصبح عرشه في وادي النيل قبلة آمال المواطنين, ومعقد رجائهم وأطماعهم, وآية وحدتهم وكلمة إجماعهم, وقد ملكت قلوبنا سجاياه وشفانا الطيب من رياه, وآمال مصر بين يديه, في عزه الذي لا يرام وكنفه الذي لا يضام, لا زال ظله على الوطن مديدا ضافيا, ونوره للبلاد مضيئا هاديا".

أما خاصته الملكية فكانت عبارة عن 15400 فدان (خمسة عشر ألفا وأربعمائة فدان) يعمل فيها حوالي 600000 ألف (ستمائة ألف) من الفلاحين المصريين يبذلون العرق والدم والجهد طيلة عمرهم مقابل ملاليم يأخذونها ولقمة عيش خشنة يأكلونها في حين تأكل أجسادهم البلهارسيا وغيرها من الأمراض, بينما يتنعم هو بريع هذه الأرض الشاسعة فينفقها على ملذاته النسائية وعلى القمار على موائد مصر وأوروبا. وكان إذا احتاج إلى مزيد من العمال للعمل في أراضيه الزراعية يبعث بسيارات تجمع الفلاحين قسرا من قراهم (كما كان يجمع الأمريكان العبيد من إفريقيا) ليسخروا في العمل ليل نهار ولا يعفيهم مرضهم أو ضعفهم من هذا العناء, وكثير منهم يموت وهو يحفر بفأسه ترعة هنا أو مصرفا هناك فلا يجد كفنا يكفن به، أما المخصصات المالية فكانت عام 1951/1952 : 1315916 (مليونا وثلاثمائة وخمسة عشر ألفا وتسعمائة وستة عشر جنيها) وقتما كان الجنيه المصري يساوي جنيها ذهبيا.


يتبع ،،،

__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-12-2007, 12:42 AM   #4
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

التحول

هناك حدثان أثرا كثير في شخصية فاروق ونتج عنهما تحولات نوعية في سلوكه, الحدث الأول كان عام 1942 حين فرض الإنجليز عليه وزارة النحاس بالقوة بعد محاصرتهم للقصر وتخييره بين التنازل عن العرش أو قبول الوزارة الوفدية, وهنا نصحه أحمد حسنين بالخضوع وقبول الأمر الواقع ولكن فاروق شعر بالانكسار, وفي لغة التحليل النفسي نقول أن فاروق تم خصاؤه نفسيا ثلاث مرات في حياته: المرة الأولى في طفولته المبكرة بواسطة أبيه القاسي الشديد وبمعاونة مربيته مسز تايلور, والمرة الثانية بواسطة الإنجليز, والمرة الثالثة بواسطة الضباط الأحرار.

وفي المرات الثلاث لم يكن فاروق يقاوم هذا الخصاء النفسي بشكل مباشر وإنما يتحول به إلى النهم في الطعام أو الاستغراق في القمار والشراب والعلاقات النسائية. وحين فعل معه الإنجليز ذلك شعر بإحباط شديد منهم (يذكره بإحباطه من والده ومربيته).

والحدث الثاني الذي أدى إلى نقلة كبيرة في حياة الملك فاروق عام 1946 حين مات الأب البديل له أحمد حسنين في حادث سقوط طائرة, فقد كان أحمد حسنين أبا ومرشدا ووهنا انكشف فاروق وأصبح يتصرف بتخبط نظرا لتضارب آراء مستشاريه وعدم قدرته على ضبط الإيقاع بين الوفد والإنجليز والقصر.

بعد هذين الحدثين أصيب فاروق بإحباط ويأس شديدين واستيقظ لديه حرمانه القديم وراح يمارس تعويضا في الانغماس في السهر والقمار والجنس والإسراف في الطعام حتى بدا بدينا مرهقا في سنواته التالية. وقد أدى هذا السلوك إلى اضطراب علاقته بزوجته فريدة فخانته مع ضابط إنجليزي وكان هذا حدثا ثالثا يضاف إلى الحدثين السابقين اللذين أثرا في حياة فاروق وأدى إلى تحولات هائلة في سلوكه.

العلاقة بالأم

كانت علاقة فاروق بأمه علاقة ملتبسة مليئة بالمتناقضات, وقد سبب له هذا الأمر آلاما كثيرة ووضعه في ظروف غاية في الصعوبة. وكما قلنا فإن أبوه الملك فؤاد أبعده عن أمه طوال فترة طفولته ولم تكن تراه إلا في أوقات قليلة, وعهد به إلى المربية الإنجليزية القاسية, وكانت الأم غارقة في مأساتها الشخصية مع زوجها العجوز الذي اغتصب شبابها وحرمها ابنها ونظر إليها باحتقار على أنها مصرية الانتماء وفدية الهوى. وحين تحررت الأم الملكة نازلي بعد موت زوجها القاسي فؤاد راحت تبحث عن حقها في الحياة والاستمتاع, فتعددت علاقاتها في اتجاهات مختلفة وانفلت عيارها وشاعت أخبار غرامياتها مما كان يسبب حرجا شديدا لفاروق, ومع هذا كان حبه لها كأم يكبل يديه عن محاسبتها أو عقابها, وقد أحدث هذا بداخله شرخا كبيرا, ومما عمق هذا الشرخ وجود علاقة بين أمه ومرشده أحمد حسنين, فهو من ناحية يحب أحمد حسنين كمرشد ومستشار وكبديل للأب المفقود ولكنه في نفس الوقت يشعر أنه يخونه مع أمه, لدرجة أنه تمنى أن يتزوج أحمد حسنين من أمه لكي يخرج من هذا الصراع المؤلم, ولكن هذا لم يحدث وبقيت الشروخ والتصدعات في نفس فاروق تجاه أمه وتجاه رائده ومرشده أحمد حسنين.

وقد اضطر فاروق أن يعقد مجلس البلاط في 15 مايو 1950 والذي تقرر فيه الحجر على الملكة الأم وتجريدها من لقبها, وبعد هذا الحدث (وأحداث أخرى) اشتد اضطراب فاروق وأصبح أكثر تهورا في قيادته لسيارته, وأصيب بحالة من البلادة الانفعالية وفقدان المشاعر وعدم الالتزام بالقيم والمعايير الاجتماعية والعنف غير المبرر واللامبالاة والاندفاع وسرعة الغضب, والتخبط في القرارات, وكأنه بداخله قوة تدفعه إلى تدمير نفسه والقضاء على ملكه الذي ورطه فيه أبوه وجلب عليه كل هذا الشقاء وحرمه من كل شيء حتى من وجود أم طبيعية يركن إليها ويرتمي في أحضانها وقت الأزمات.

يتبع ،،،
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-12-2007, 07:42 PM   #5
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

الخيانة والحرمان والتعويض




وفي حياة الملك فاروق مصدرين للخيانة المؤلمة كان لهما أثر كبير في حياته, الخيانة الأولى كانت من أمه التي تعددت علاقاتها وكثر عشاقها وانطلقت في بحث نهم عن حقوقها الضائعة واحتياجاتها التي أحبطها أبوه الملك فؤاد, وقد كانت خيانتها تسبب له حرجا وألما من ناحيتين, الأولى أنها أمه والثانية أنها الملكة, وفي الحالتين إهانة له.

أما الخيانة الثانية فكانت من زوجته الملكة فريدة والتي خانته مع ضابط إنجليزي
كما ذكرنا- حسب زعم بعض الروايات مما اضطره إلى الانفصال عنها.
هاتان الخيانتان طعنا فاروق في كرامته وفي رجولته, وهما يفسران بشكل جزئي ولعه بعد ذلك بالعلاقات النسائية, فكأنه حين يمارس الحب مع نساء كثيرات يثبت أنهن كلهن كذلك وليست أمه فقط وبهذا يخفف من وقع خيانة أمه عليه فليست أمه هي الخائنة الوحيدة بل كل النساء خائنات أو عاهرات. وهو أيضا يرد على خيانة زوجته بعلاقات كثيرة وكأنما يقول لها: "ها أنذا رجل تتمناني كل الفتيات", ويقول لعشيقها: "أنا أكثر منك جاذبية ورجولة". وكما قلنا فإن فاروق تعرض لعدة مواقف من الخصاء النفسي, ولذلك فهو بعلاقاته النسائية المتعددة يقول لمن مارسوا خصاءه: "مازلت رجلا تهفو إلي قلوب النساء".

وربما يستغرب البعض حين نتكلم عن الحرمان في حياة الملك فاروق, إذ كيف يكون ملكا ويكون في ذات الوقت محروما, والحقيقة أنه كان يعاني فعلا من الحرمان, ولكنه الحرمان العاطفي ففاروق على كثرة من ينافقونه ويرجون كرمه ونعمه إلا أنه كان يشعر في أعماقه بأن لا أحد يحبه لذاته, وربما يرجع هذا لافتقاده الحب من مصادره الأولية, حب أبيه وأمه, ثم افتقاده الحب من زوجته فريدة بل وخيانتها له. كما أن فاروق عاش معزولا بين القصور ولم يمارس الحياة الطبيعية مع البشر (وهذا شأن كل أبناء الملوك والرؤساء) ولذا لم يعرف التفاعلات الطبيعية بين الناس, فكل من حوله يمارس دورا مصنوعا بعناية ولا يتصرف أبدا بتلقائية. ولهذا حين تنظر إلى صور الملك فاروق تلمح فقرا شديدا في تعبيرات الوجه عن المشاعر. وقد يقول قائل بأن الملك فاروق كان يتمتع بحب الشعب المصري خاصة في مراحله الأولى, وقد يكون هذا صحيحا ولكن الحب العام لا يغني عن الحب الخاص, حب المقربين الموجه للشخص ذاته وليس لأنه ملك.

وقد ظهرت عليه صورا لتعويض هذا الحرمان الوجداني في صورة شراهة في تناول الطعام, وداء السرقة القهري في مواقف مختلفة, وولعه باقتناء الأشياء الثمينة التي يراها في قصور الوجهاء في عصره, وهذه كلها أشياء رمزية يسترد بها ما افتقده من حب. ومع الحرمان الشديد في الجوانب الوجدانية كان هناك إشباع شديد في نواحي الترف والملذات, وقد خلق هذا تناقضا واضطرابا شديدا في شخصية فاروق.

وقد أصيب فاروق بنوع من هوس التملك والاستحواذ ظهر في صورة اقتناء التحف والولاعات والساعات والنباتات ومنها الأفيون والحشيش, والحشرات غير المألوفة ورؤس الغزلان. وعرف عنه إصابته بداء السرقة واشتهرت قصص طريفة في ذلك بعضها ربما يكون حقيقيا وبعضها مبالغ فيه. وكان إذا زار قصر أمير أو باشا أو وزير وأعجبه شيء في القصر يأخذه بلا خجل أو تردد. ومع الوقت كانت تزداد شراهته في الاستحواذ والامتلاك حتى أصبح أكبر مالك للأراضي الزراعية, وأكبر مقتن للذهب والأنتيكات والتحف.
ومع كل هذا كان فاروق يحتفظ بجانب آخر في شخصيته يتسم بالبساطة والمرونة وحب الناس وشيء من التدين المتجذر في الأسرة العلوية رغم مظاهر الفساد والترف والاستعلاء فيها.



يتبع ،،،
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-12-2007, 04:10 PM   #6
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

شخصية الدون جوان

كان فاروق وسيما, ذلك النوع من الوسامة الأقرب للنمط الأنثوي (البشرة البيضاء الناعمة والشعر المنسدل والقسمات الجميلة), وهذا النمط في الرجال يجعل صاحبه في شك داخلي من استحقاقه الذكوري, ومن هنا تنشأ لديه رغبة قوية في إقامة علاقات نسائية متعددة, وهو لا يخفي هذه العلاقات, بل ربما يرغب في انتشار أخبارها وشيوعها لأن كل علاقة منها تعطيه إحساسا أمام نفسه وأمام الناس بالجدارة الذكورية. فلو أضفنا إلى ذلك مكانته كملك مما يجعله مطمعا لآلاف الفتيات والنساء نفهم لماذا اشتهر عن فاروق أنه زئر نساء, وهذا لا يعني تمتعه بقدرات جنسية عالية كما يتوهم البعض, ولكن في الحقيقة أن هناك تقارير سرية صدرت تفيد أن فاروق كان لديه مشكلات في قدراته الجنسية, وكان يكثر من الطعام ظنا منه أن ذلك يمنحه قوة كافية في هذا الجانب, كما أنه كان يستجلب بعض أنواع الأطعمة والأعشاب من الخارج بهدف الحصول على قدرة جنسية مناسبة, ومع هذا كانت تتسرب أخبار بأن علاقاته النسائية المتعددة لم تكن موفقة ولا مكتملة بسبب ضعفه الجنسي, وكان هذا يدفعه إلى مزيد من المغامرات بحثا عن مستوى إثارة أقوى من جانب, وتغطية لهذه المشكلة من جانب آخر.

فإذا أضفنا لذلك خيانة زوجته له وتعدد علاقات والدته نازلي فإن ذلك يدعم توجهه تجاه تعددية العلاقات العاطفية والجنسية ثأرا من خيانة زوجته وإثباتا لنفسه ولغيره أن كل النساء خائنات وليس فقط زوجته أو أمه.

حين أصبح دكتاتورا

من المعروف أن فاروق بدأ يتحول بعد عام 1942 إلى دكتاتور (بعد محاصرة الإنجليز للقصر وفرض وزارة مصطفى النحاس عليه بالقوة والإذلال), وازدادت حدة دكتاتوريته بعد خيانة زوجته فريدة وبعد موت مرشده ورائده أحمد حسنين. وعلى الرغم من صغر سنه واضطراباته النفسية التي تحدثنا عنها آنفا إلا أنه بحكم منصبه كان محورا للأحداث, وكانت كل الشخصيات تتحرك من حوله خوفا أو طمعا أو مناورة أو مداراة, ولم يكن هو قادرا في هذه الظروف أن يسيطر على الصراعات والتناقضات بداخله فضلا عن تلك الصراعات والتناقضات خارجه, فكان يخرج من كل هذا بقضاء وقت أطول مع أصدقائه الإيطاليين أو المصريين يحاول أن يعيش معهم على طبيعته وأن يمارس معهم تلقائيته التي حرم منها أغلب حياته, ولهذا أحاط نفسه في سنواته الأخيرة بحاشية من رجال الأعمال ليست لهم علاقة بالسياسة, ويبدو أن ذلك كان يعكس كراهيته للسياسة والسياسيين, وربما أيضا للعرش الذي وضعه عليه أبوه بالتوريث, ويؤكد هذا الاحتمال نكتة كان يطلقها بين أصحابه يقول فيها: "إن العالم كله مش حا يفضل فيه غير خمسة ملوك, ملك انجلترا والأربعة ملوك الموجودون في ورق الكوتشينة", أي أنه كان يعتقد أنه آخر ملوك مصر.

والشخص حين يكون محبطا ومفتقدا للثقة في نفسه وشاعرا بالمذلة والمهانة يكون أقرب للتسلط والاستبداد كرد فعل لكل هذه الأشياء.

يتبع ,,,
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-12-2007, 09:16 AM   #7
olaegy
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
إفتراضي

لقراءة جميع موضوعات الاستاذ الدكتور/ محمد المهدى والمعروض اعلاه احدها اليكم المدونه الخاصة به على جيران
وبها الكثير من الموضوعات فى جميع امور الحياة دينية وسياسية واجتماعية وبالطبع وفى المقام الاول نفسية
http://mahdyzone.jeeran.com
د/علا
محررة المدونة
olaegy غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-12-2007, 05:53 PM   #8
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة olaegy
لقراءة جميع موضوعات الاستاذ الدكتور/ محمد المهدى والمعروض اعلاه احدها اليكم المدونه الخاصة به على جيران
وبها الكثير من الموضوعات فى جميع امور الحياة دينية وسياسية واجتماعية وبالطبع وفى المقام الاول نفسية
http://mahdyzone.jeeran.com
د/علا
محررة المدونة
مرحبا دكتورة علا منورة الخيمة وسبق الاشارة لان الدكتور مهدى هو صاحب الموضوع فى العنوان
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-12-2007, 09:11 PM   #9
zamzams
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 302
إفتراضي

الملك فاروق عاش العصر الملكي
و لذلك كان التوريث في عهده شيء شرعي وعادي
الملكية على الاقل كانت واضحة وصريحة
اماالان نعيش عصر الجمهوملكية في اكثرية الدول العربيه.
__________________
zamzams غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-01-2008, 12:57 AM   #10
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

فاروق انتهكت طفولته.. وانتهك هو مصر وأهلها

بالتأكيد لم يكن يدرك الملك فؤاد أنه قضى على حياة ابنه حين كان توريث العرش كل همه, فقد حرمه كل شيء يحتاجه أي إنسان طبيعي, وانتهك طفولته ليجلسه وهو في السادسة عشرة من عمره على عرش غير مستقر تتناوشه الأحداث ويلعب به رجال الحاشية, وفرض عليه نمطا من التربية ترك آثارا عميقة وشروخا غائرة في شخصيته, ولكن هذه الآثار وتلك الشروخ كانت تتخفى لبعض الوقت تحت أبهة الملك, ولكن شيئا فشيئا بدأت تتسع لتؤدي إلى انهيار شخصية الملك وانهيار ملكه.

ولم يعي فاروق الدرس (كما لن يعيه أي وارث أو مورث) فهجر الملكة فريدة بسبب خيانتها وبسبب إنجابها للبنات, فقد كان متلهفا على إنجاب ولي للعهد, فتزوج ناريمان اغتصابا من خطيبها حين قابلهما في محل جواهرجي, وأنجب منها فعلا ولي العهد الأمير أحمد فؤاد والذي ورثه مصر (وهو بعد ما زال رضيعا) في وثيقة التنازل التي كتبها قبل مغادرته أرض مصر التي انتهكها ثم ضيعها. ولم يكن هذا الانهيار نكبة على فاروق وحده وإنما نكبة أيضا على مصر, فقد أسلمها لحكم ضباط الجيش ففقدت الحياة الديموقراطية الصحيحة حتى وقتنا هذا, وحرمها من تطور الحياة الحزبية السليمة التي كانت موجودة بعض جذورها في ذلك العهد. وهكذا التوريث لا يورث غير الخسارة والندم فاعتبروا يا أولي الأبصار.

انتهى ...
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .