اين كنت يا كلب الظلام ؟

[youcefi abdelkader]

ابتليت بصاحب لا هم له سوى ترقب الاعياد و اصطياد الولائم و المآتم ، يشد لها الرحال لا يصحبه احد سواي . نهرول لها بضعة فراسخ لا يحول بيننا و بين جفنة طعام برق او رعد و لا يمنعنا عنها سبع او ضبع .و ربما ظفرنا بلقيمات من طعام تلك الولائم تحت وابل من الشتائم .كنا شبابا نسرح و نمرح ،هو في العاشرة من العمرو لا يكبرني سوى بشهور معدودة .لكنه يفرعني طولا و عرضا فاتخذت من كتفيه ترسا اتترس به و من دماثته و خفة دمه سلوة لي تنسيني بطش ابي و سطوته .


اشتد بي الجوع ذاة ليلة ماطرة ، فقد فاتني العشاء أذ تاخرت حتى انتصف الليل او كاد .ولجت للدار من بابها الخلفي تحت جنح الظلام كاللص و كان ذلك الباب مخصصا لدخول البهائم ،حصان ابي و دجاجات امي العشر ،لكن لسوء حظي وطئت قدمي شيئا رخوا لم ادري ما هو ،رفعتها فاذا بها ثقيلة ثقلا منكرا ،كأن أحدهم امسكنى و شددني نحو قاع الارض ..قلت اللعنة .فككت شسع نعلي فتحررت رجلي من ذلك اللغم العفن، و واصلت السير بتعل واحد حتى بلغت باحة البيت .كان كل من في الدار يغط في نوم عميق .بين الشخير و السعال و الضراط تحسست موطء قدم احط فيه رحالي .انتهى لمسمعي صوتا خافتا ، أدركت في الحال انه صوت الوالد فانتابني الوجل و تفككت مفاصلي ، اِنه يسال امي ،هل تسمع وقع اقدام شخص ما تسلل لداخل الدار ، فآويت لركن مظلم و قطعت انفاسي ريثما يعود لسباته لكنه باغتني من وراء ظهري بهراوة دكت اضلاعي، صاحبها صوت كالرعد ترددت في اذني كاد يمزق طبلتها قائلا .......اين كنت يا كلب الظلام :....؟.تلعثم لساني ...و تشتت الحروف في حلقي فجعلت اجمعها و ابتلع ريقي و عيني لا تفارق يد الوالد ،انتظر الضربة القاضية .صرخ و زمجر ثم خنقني حتى ادمعت عيناي و ارسلني بعنف فوقعت على رجل احد اخوتي فانتفض و دفعتني للحائط .قامت الوالدة الكريمة مرعوبة لا تدري اطائف من الجن اصاب بعلها ام عين الحساد وقعت علينا فعبث بنا الشيطان في النصف الاول من الليل .أخذت بيد ه و جرته كالحصان المتمرد نحو فراشه و اومات الي برأسها لافلت من بين يديه و انجو بجلدي .رحمها الله كانت مفعمة بالحنان .