العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 01-10-2009, 11:31 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي ظاهرة ارتباك الرعاة


ظاهرة ارتباك الرعاة

سبق المجتمع الرعوي في تكوينه وتكوين مهاراته، كل المجتمعات، ومن خلال ما تجمع لديه من أرصدة في تلك المهارات، انطلقت أنوية وبذور المجتمعات الأخرى، الزراعية والصناعية والحضرية بشكل عام. ومن هالة الصورة التي أحاطت بذلك المجتمع تم إسقاط مفهوم الرعي ليتطور الى رعاية، وكانت الرعاية تلك رمزا للمسئوليات الأدبية والإجرائية.

في المشهد المتكرر لصورة الرعاة في مناطقنا، ترى الراعي مسترخيا وحذرا في نفس الوقت، استرخاؤه آتٍ من نمطية عمله وقلة المفاجئات فيه، وحذره آت من أن تكون لحظته هذه هي نهاية فترة الاسترخاء.

يسير الراعي بمحاذاة حماره الذي ضجر من برنامجه اليومي الممل، يحمل فوق ظهره (خُرْجَاً) تمت صناعته من بقايا كيس قُرضت بعض أجزاءه، ووضع في داخل جيبيه المتدليتين على جانبي الحمار، بعض أقراص الخبز وحبات تمر، وتتدلى من بين كتفيه قربة ماء تستقر على الجانب الذي من جهة الراعي.

كانت خطوات الراعي بطيئة كخطوات الحمار و (المرياع) والأغنام، وكان الكلبان اللذان يرافقان القطيع، لا يعجبهما هذا النمط من السير، فالكلاب تُرى في حالتين إما راكضة وإما رابضة، وكان الكلبان يستغلان انشغال الراعي بالحفاظ على توازنه وهو نائم ماشٍ ليأخذا غفوة، يضع لها خاتمةً صوت الراعي الرتيب.

كانت الأصوات التي تصدر عن الراعي، لا تزيد عن سبعة أو عشرة أصوات بعضها مكون من حرفين مثل: (وا) ومنها ما يتكون من ثلاثة أحرف مثل (أرد) وليس هناك من أهمية أن تكون لتلك الأحرف معنى، وأحياناً لا تشترك الأحرف في تكوين تلك الأصوات، بل يُخلط الهواء الذي يُزفر من الرئتين مع التحكم بفتحتي الأنف بواسطة أصابع اليد، أو بالضغط على طرفي الشفتين، ليصدر صوت شبيه بأصوات القرود.

إن لم تفهم الأغنام معاني تلك الأصوات، فإنها ستفهمها بواسطة حجر يسقط على رأس إحدى الشياه، فتجفل وتضطر لترجمة تلك الأصوات، وتنساق الأخريات طائعة وراء من سقط عليها الحجر. ومع الزمن تنصاع الشياه للأصوات القليلة التي حفظتها عن ظهر قلب.

هناك من الرعاة من يتقاعس عن دوره بحيث تتقدم الأغنام عليه، أو يفقد سيطرته على الحمار والمرياع ويتفقد الكلبين فلا يجدهما، عندها تدب الفوضى بصفوف القطيع، فالقطيع يكتشف بالفطرة والتجربة انضباطية الرعاة من عدمها. فعندما يبتعد الراعي عن قطيعه لا يعود القطيع يسمع الأصوات الصادرة، وعندما يتمرد الحمار أو المرياع أو كلاب الحراسة فإن الفوضى ستدب بالقطيع كله.

من يتأمل تلك الظاهرة، يراها ماثلة في المؤسسات الفاشلة والدوائر الحكومية الفاشلة وحتى الحكومات الفاشلة.. إنها ظاهرة ارتباك الرعاة.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .