العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-08-2009, 02:53 PM   #1
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي شجرة الدر.. وبعوض الدين.

تحكي كتب تاريخ بني يعرب، و بخجل شديد نعرف أسبابه، عن ملكة عظيمة حكمت واستحكمت، تلكم هي شجرة الدر التي تولت سلطنة مصر في آخر عهد ملوك بني أيوب، و كشأن باقي السلاطين خطب لها على منابر المساجد بالقاهرة وصعيد مصر، وقع هذا في زمن كان يعج بفقهاء الدين وبالرجال وحماة الفحولة الذكورية، لكن ما جدوى كل هؤلاء وشجرة الدر تقود الحروب ضد الصليبيين وتذلهم لدرجة الاهانة وذلك بأسرها في معركة المنصورة لملك فرنسا لويس التاسع، حيث سجنته في بيت أحد الأعيان، محترمة بذلك أصول الحرب وقيمة السجين وعالمة بأن للحروب كما لكل شؤون السياسة أخلاقا، ودون أن تكون شجرة الدر من الموقعات على اتفاقيات جنيف المتعلقة بالحروب والاسرى، و إن كانت أغلب الفظائع والجرائم قد تمت بعد التوقيعات على المعاهدات والمواثيق الممتدة من حقوق الطفل إلى حقوق الأسير، توقيعات تتم باحتفالات دنيئة تتناوب فيها أقلام خبيثة وإمضاءات من حكام أشد خبثا، إذ علمتنا الحياة أن أقوياء اليوم بلا عهود ولا مواثيق.
أعود إلى شجرة درنا التي رأت الخلافة العباسية في توليتها أمور الناس مساسا بفحولة النظام وتهديدا لانتصاب عاصمة الخلافة العباسية، ولم يدرك خليفة الجواري في بغداد بأن شجرة الدر وعبر معاركها الراقية وسياساتها العاقلة لم تكن سوى "الحبة الزرقاء" التي كان يمكن أن تنقذ الخلافة العباسية من عنتها الحضارية والضعف الذي أصاب امبراطوريتها، بالرغم من أن شجرة الدر تربعت على عرش مصر بعد تزكية و إقرار كل أمراء المماليك، لكن كل هذا لم يشفع لها عند خليفة البلادة، وهكذا قام الخليفة المستعصم، والاسم يكفي دلالة، ببعث رسالة مليئة بهوس الانتصاب الكاذب يقول فيها وهو يوجه الكلام إلى أمراء المماليك ممتطيا عباءة الدين وبعوض الفكر الإقصائي : "إذا كان عنصر الرجال قد ندر عندكم فأبلغونا نرسل اليكم رجلا، فقد خاب قوم ولوا أمرهم امرأة".
وشجرة الدر التي تعرف وتعلم وتدرك أن المرأة لا تتولى الأمر إلا اذا كان الرجال في حالة قوة والتاريخ يشهد، كما الحاضر، ولنا في دول البأس الشديد المعاصرة، من هذا درس ودليل، لأن الرجال الأقوياء يسلمون الأمر لمن يستحق كفاءة وفقط، وكل الحروب الخاسرة تبدأ من وهم التفوق، وبكل مشروعية حكم شجرة الدر وتزكية أمراء المماليك له تخلع نفسها غير مصرة على الكرسي والحكم، كما يفعل أصحاب السياسات الرشيدة في العالم، لا كما يفعل حكام العرب اليوم.. وهكذا تأبى شجرة الدر إلا أن تعطي درسا آخر في الشموخ لهؤلاء، ولعلها في ذلك كانت تنتظر شموخ من زكى ومن اعترف ومن أقر بنجاحاتها خارج المطبخ والفراش، من شعب مصر الأبي إلى فقهاء أرض الكنانة، تخلع نفسها بعد ثلاثة أشهر، ثلاثة أشهر فقط كانت كافية لإحداث كل هذا الرعب، حالة تمثل عندي سقوط الفحولة العربية في مستنقع الجاهز من الأسطورة، و لا أظن أن شجرة الدر قد خلعت نفسها من الحكم، بل خلعت نفسها من الانتماء لهذا السرب من البعوض الذي لا يمكن أن يكون زعيما إلا في ظل الأوضاع الآسنة. و تسقط شجرة الدر حتى لا يقال يوما : وراء كل امرأة عظيمة رجل.. و هي التي تعلم أن هذه هي حال قطعان تستكين وراء تاريخ من الوهن الوجودي المنبطح على بطنه كما البعوض، الغارق في لذته العجوز..
ويحلو لبعض المؤرخين أن يقولوا أن شجرة الدر بعد تنازلها عن سلطنة مصر تزوجت أحد الأمراء المشهور بشخصيته الضعيفة ليكون سلطانا في الواجهة، و تبقى هي التي تدير كل أمور الدولة في الخفاء. و هكذا يأبى الأعراب، الأشد كفرا ونفاقا، من هؤلاء المؤرخين المشبوهين، إلا أن يرجعوا شجرة الدر إلى الإطار المرجعي غير المقلق، والمتمثل في أحابيل الجواري ودسائس صاحبات الخدور، إذ المأوى المعرفي للمرأة في الوعي العربي الجمعي هو الكيد العظيم لا الحكم العظيم الذي يجب أن يبقى حكرا على البعوض المتربع على العروش في عصور الأوضاع الآسنة والمياه الراكدة. ولا غرابة في أن بعض الكتبة المشبوهين جعلوا من شجرة الدر مادة خصبة للكلام عن دسائس النساء وكيدهن لتبقى رسالة خليفة الجواري هي المرجع الخالد، كيف لا وهي تنزع الرجولة عن مملكة مصر لكنها ما استطاعت أن تنزعها من مملكة الكتابة، إذ تبقى اللغة العربية أكثر حصافة لأنها آثرت أن تؤنث كلمة الرجولة، وهي بذلك تتبرأ من كل البعوض.
وحتى ذلك البدوي الضالع في صحرائه الممتدة بلا حدود، لم يجعل حدودا للتصافي الوجودي مع زوجته التي طلب منها بتأدب رائع، أن تحتفظ بمتاع وسيوف الضيوف الذين حلوا بخيمته المنفردة فيقول لها :
يا ربة البيت قومي غير صاغرة . ـ ـ . ضمي اليك رحال القوم و القِرَبَا
فشاعرنا البدوي في حمأة الكرم و زحمته لم ينس أن يكون طلبه ممعنا في الاحترام ليدرك بذلك شبهة التنقيص والتصغير وتشترك بندية كبيرة في قيمة الكرم ضما لا حملا و شموخا لا إجبارا.
أسوق هذا لأقول : لقد آن للبعوض أن يرحل بعد طول مقام داخل التاريخ وخارجه، إذ الفحولة الحقة تستريح.. و لْيَحْتَفِظْ هؤلاء الخلفاء برسالتهم، وحتى شتيمة نذرة الرجال ما عادت تستفز كما كانت قبل الجرح في فلسطين والعراق وغيره..
فيا شجرة الدر قومي غير صاغرة ضمي إليك ما نود فقد ترهل كل شيء، قومي إلى الحكم، وهاك المبايعة، على الأقل نكون قد جربنا كل امكانياتنا قبل أن نعلن هزيمتنا المعلنة..
في عطلتي الصيفية هذه في منتجع مارينا سمير، اخترت أنيسا وجليسا، كتاب السيدة الفاضلة والأستاذة الباحثة فاطمة المرنيسي، وبين يداي كتابها الغني المغني "سـلطـانات منسيات"، وفيه تتحدث عن نساء رئيسات دولة في الإسلام، وقد نجحت في التذكير بمجد السلطانات لتزرع بذور الأمل في انبعاث مجتمع يحترم البعد الأنثوي للإنسان مثلما بعده الذكوري.
ونختم بالقول، باقتباس عبارة من كتاب السلطانات المنسيات، وكما جاء على لسان خطيب الجمعة داعيا للملكة أروى في بلاد اليمن :
"
اللهم ادم أيام الحرة الكاملة السيدة خليفة المؤمنين".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-04-2011, 01:28 AM   #2
د.علي
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: May 2009
الإقامة: الأرض.
المشاركات: 778
Thumbs up



هذه المرأة فاطمة السبهان حكمت حائل ( منطقة في الجزيرة العربية ) من عام 1911م إلى 1914 م ...
وهناك خلاف حول هذه الصورة إن كانت لها حقاً ... ولكن حسبما إطلعت وجدت تأييد موضوعياً إلى حد ما ، بأن الصورة لها لا لغيرها .
__________________
القارئ الكبير / زكي داغستاني رحمه الله .







قالوا سلام قالوا .
د.علي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .