لا تحزني يا غزّةَ الشّهداءِ
فالنّصْرُ يحلو بعدَ طول عناءِ
أصْبَحْتِ مَدْرَسةً لكلِّ مناضلٍ
خرّجتِ أفواجاً من الشّرفاءِ
وجعلتِ صهيونا ينامُ وعينه
مفتوحةٌ خوفاً من الحُنفاءِ
فرّحْتِ قلْبَ نبيّنا وحبيبنا
يا فخرنا برسالةٍ عصماءِ
إنّ الصّمودَ شرابُنا وطعامُنا
وحماس قادتْ ثلة الشّرفاءِ
يا مرحباً بالموت إنّ مذاقه
شهدٌ بفيهِ مليحةٍ عذراءِ
الله ينْصرُ جنْدَهُ ويعزّهمْ
ويزيدهم عدداً على الأعداءِ
في بدْر كان المسلمون قلائلاً
فأمدّهمْ بجنودهِ النّبلاءِ
إني ابْتليتُ بأمةٍ حكّامها
منْ أبشعِ الجهلاءِ والجبناءِ
ُُوكأنهمْ رضعوا حليبا فاسداً
فجميعهم منْ حفنةِ السّفهاءِ
أحرارُنا عشقوا السماءَ وطيبها
لا ينظرونَ لمتعةِ الأزياءِ
طلبوا اللجوءَ إلى عدالةِ ربهمْ
نعْم المضيفُ وسيّد الكرماءِ
وقفتْ على بابِ الكريمِ شكيمتي
بقصيدةٍ تعلو على الجوزاءِ
في جيدها عقْدُ الْفصاحةِ ناصعٌ
في جفنها رهطٌٌ من الشعراءِ
منْ حولها شمسُ النّهار تحيطها
في وجنتيها قدْ نثرتُ إبائي