العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-06-2011, 01:19 AM   #38
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(185)
وكان يعبر الطريق عابسًا مضطربًا
مرتديًا عباءة خضراء ، سيفه المدلى
يثير دهشة الرجال والنساء حين يمر في عيونهم مغتربا
لمحته في موقف الترام ، في زحام الناس ، حينما تهل مركبه
يزاحمونه ويدهمون جسمه النحيل .. ..

ويترك الشاعر جوهرًا في حيرته وضيقه في موقف الترام ليعرض لنا ملمحًا من ملامح العنصر الآخر ، فتاة تودع حبيبها المقاتل المسافر ، وأصداء صوت أمها تتردد قاسية في سمعها :

لا تعلقي بحبه ، فربما يجيء نعيه غدا
ولتعشقي إن شئت يا صغيرتي أميرا
يجيء في ثيابه المعطره
على جواد النفط ، يغزل القصور ، ينسج المنى حريرا


وينتقل بنا الشاعر مرة أخرى إلى جوهر في موقف الترام وهو :
.. .. لم يزل مرتقبًا وصول مركبة
وحينما أتت تدافعت ألسنة النيران تزحم الأبواب والمقاعدا
وكان صامتًا يجفف الجبين
والعرق الناري وابتسامة حزينة
ثم يعود بنا مرة ثانية إلى العنصر الموازي فيقدم لنا ملمحًا آخر ، أو لقطة أخرى متمثلة في امرأة تزاحم الراكب لتحتل مقعدًا من مقاعد المركبة المزدحمة باسمة :

ثم انثنت بنظرة أنيقة
للسلم الخلفي (خلفت عليه خادمة
تضم طفلها وما اشترت من البضائع الثمينة .. )
ويعود بنا مرة ثالثة إلى جوهر وهو :
.. ..لم يزل مضطربا
مددت من حروفي الخضراء نحوه يدا
خير لنا أن نقطع الطريق
وبرهة تجمدا
وعاد من ذهوله ، تدفقت على طريقنا الخطى

وهنا فقط نكتشف حقيقة جوهر –والذي لم نكن نعرفه حتى الآن – حيث يكشف للشاعر شخصيته بعد أن أنس إليه :
وحينما تصافح القلبنا في حدثينا المرتجل المسلي
فاجأني : "إذن فقد عرفتني " . وأبرز الهوية
وكان جوهر الصقلي
وها فقط –أيضًا – يبدأ الحدثان المتوازيان في الامتزاج والاندماج –شأن المونتاج السينيمائي- القائم على أساس التوازي – حيث يمتزج جوهر ومعه الشاعر بمظاهر الحياة في القاهرة الحديثة ، معلنًا إنكاره لكل ما يراه وغضبه منه ، وينمو بناء القصيدة بعد ذلك من خلال مجموعة من التكنيكات الشعرية البارعة التي تمثل في مجموعها مفارقة فادحة بين ما بنى جوهر القاهرة لأجله وما آل إليه أمرها ، لتنتهي القصيدة بجوهر مقبوضًا عليه :
راحلاً ، والقيد في المعصم كاللص ، وفي عينيه أفكار سجينه
ربما يلعنه الناس ، وتجري خلفه الصبية في هذه المدينه
ربما تحدوه ألفاظ الدعاء المستكينه
من عيون خلف ثقب الباب ترنو .. في الجسوم –القوقعه
ربما لو زرته أعرض عني .. ربما الحراس ألقوني معه
كشريك في الجريمه
ربما كنت شريكًا في الجريمه


آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 15-06-2011 الساعة 01:26 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 2 (0 عضو و 2 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .