العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-10-2007, 09:48 AM   #1
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي تجربة نجد الوحدوية العربية(شهادة الأعداء)

دراسة وجدتها في موقع البعث الرسمي للكاتب نصير الشمالي عن التجارب الوحدوية العربية دراسة رائعة من اعداء منصفين:

2- تجربة نجد العربية التوحيدية

لقد رأينا كيف استتبت أوضاع خطوط التجارة الدولية للأوروبيين خلال تلك الأعوام الثلاثين منذ أواخر القرن الخامس عشر وأوائل السادس عشر، وكيف نهضت وأضاءت عواصم عالمية أوروبية جديدة، بينما انطفأت أضواء العواصم العربية والإسلامية، فخيم الظلام الدامس على الجزيرة العربية، مهد العصر العربي الإسلامي العالمي، وعلى مجمل الأقطار العربية والإسلامية بواسطة الأساطيل الحربية الأوروبية، أما الدولة العثمانية فقد أخذت فرصة كافية في قيادة العرب والمسلمين وفي التعامل مع الأوضاع المستجدة التي نجمت عن سيادة العصر الأوروبي الأميركي الجديد ونظامه العالمي، خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، وها هي تدخل مرحلة الأفول بدورها، بعد معركة فيينا عام 1683، ثم تبدأ الأمراض تدب في أوصالها، وتبدأ بالتحول إلى دولة مديونة، منكفئة، تثقلها الأعباء الجسام، وتحارب تراجعياً على جميع الجبهات الداخلية والخارجية، ابتداء من مطلع القرن الثامن عشر.

في تلك اللحظة بالذات مطلع القرن الثامن عشر بعد مئتي عام من الحروب الضارية والحصارات الرهيبة التي أهلكت الزرع والضرع، وبعد أن استنفدت الإدارة العثمانية جميع وسائلها، انطلق من واحة الدرعية في نجد، من وسط لجزيرة العربية، بدايات حركة عربية استنهاضية توحيدية كبرى، لم تتوقف على مدى مئة عام، وحتى أتمت تقريباً توحيد شبه الجزيرة العربية، وكادت تلحق بها بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام، فهل كانت تلك الحركة مجرد رد فعل على السياسات الظالمة للدولة العثمانية المنكفئة كما يلح الأوروبيون وتلامذتهم النجباء على تأكيده؟ هل كانت تلك الحركة مجرد نزعة السلب والنهب، بسبب الحرمان وشظف العيش بل بسبب العادات المتأصلة كما يحاول الأوروبيون وتلامذتهم النجباء أن يشرحوا؟ أم هي كانت مجرد تطلع إلى مملكة سعودية واسعة الأرجاء، حسبما يشرح الأوروبيون وتلامذتهم أيضا؟ إن الدراسات والاستنتاجات الأوروبية الناطقة بجميع الألسن تركز على خليط من هذه العوامل وما يشبهها وتعرض الحركة النجدية الأوضاع والظروف التي انطلقت ضمنها على هذا الأساس، متجنبة تماما الإشارة إلى المقدمات التاريخية الحقيقية وإلى الأحداث العظمى التي ترتبت على عملية الانتقال من عصر إلى عصر، وإلى واقع الحصار الأوروبي المحكم من جميع الجهات ضد البلاد العربية والإسلامية، وبخاصة الجزيرة العربية، وإن في إغفالهم المتعمد لهذه الأسباب الحقيقية محاولة يفترض أن تكون مكشوفة للانتقاص من قيمة تلك الحركة العملاقة التي دامت قرنا كاملا من الزمان محققة الانتصار تلو الانتصار، ومنطلقة في اتجاه عام يشير أفقه إلى أنها لم تكن مجرد حركة محلية إقليمية ضيقة الأفق ومحدودة الدوافع والأهداف.

لقد نعت الفيلسوف الألماني اوسوالد شبينغلر الحضارة الأوروبية بالحضارة الفاوستية التي باعت روحها الشيطان لقاء السيطرة المادية، بينما نعت الحضارة العربية بالحضارة الروحية. إن الأوروبيين يعتمدون بالدرجة الأولى على الطاقة المادية، أما العرب فإنهم يعتمدون بالدرجة الأولى على الطاقة الروحية، وهكذا تغدو مفهومة تلك الطريقة الأوروبية في النظر إلى الحركة النجدية وغيرها من مثيلاتها، حيث هم لا يرون في الإنسان من قيمة سوى مظهره الخارجي، إن الفقر المادي من وجهة نظرهم هو الفقر في كل شيء على الاطلاق. بل إن الفقير يكاد أن لا يكون إنساناً، ويسهل عليهم تصنيفه كقوة عضلية أشبه بالكائنات الأدنى.

وهكذا نجدهم يتحدثون عن شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر كأنما هم يكتشفون وجودها على وجه الأرض لأول مرة، مثل أميركا، وكأنها لم تكن مهدا ومركزا لانطلاق حضارة عالمية باذخة دامت تسعة قرون بعد أن نقلت البشرية من عصر إلى عصر، وبعد أن وحدت العالم بكامله، ثم أسست لنهوض أوروبا، وظهور عصرها، وسيادة نظامها العالمي!
على أية حال، كان قد صار للعثمانيين حضورهم في الجزيرة العربية اعتباراً من القرن السادس عشر، وهو الحضور الذي بدأ عبر تلك المواجهات العسكرية ضد طلائع العصر الأوربي الجديد، على سواحل الهند وبحر العرب والبحر الأحمر والخليج العربي . لقد كان لهم والٍ في جدة ، وحاميات عسكرية وموظفين في مكة والمدينة . غير أن السلطة العثمانية في الجزيرة العربية بقيت اسمية عموماً ، وظل الحكام العرب يتمتعون باستقلال كبير .

إن نجد والإحساء المحاطة بالربع الخالي في الجنوب ، وبجبال الحجاز في الغرب ، وبساحل الخليج العربي في الشرق ، وبصحراء النفوذ الكبرى في الشمال ، كانت مهد الحركة النجدية التوحيدية ، الوهابية السعودية . وفي هذه المنطقة، وحسب المعايير والمصطلحات الأوربية ، كانت البنى الاجتماعية والإنتاج وقوى الإنتاج جميعها ثابتة أو شبه ثابتة في مطلع القرن الثامن عشر . إن مثل هذا التصنيف المادي يعني الحكم على المنطقة بالعقم الحضاري. إن دوافعها وأهدافها لا يمكن أن تكون سوى غريزية ويصنعها مجرد الجوع والحرمان. إن منطقة يشكل الرعي مهنتها الأولى، والزراعات البسيطة مهنتها الثانية ومصنوعات الحرفية المحدودة ، الضرورية للاحتياجات الأولية ، مهنتها الثالثة ، لا يمكن أن تنتج مثلاً عليا من وجهة نظر الأوربيين الفاوستيين ، إنهم لا يصدقون ، ولا يقبلون ، أن مجتمعات تعتمد في القيام بأودها على مؤن شحيحة من التمور والحبوب التي تنفد غالبا لتقتات من نباتات الأرض وحيوانات البراري فيهلك الكثيرون منها جوعاً ، يمكن أن تنتج أفكار سامية ، وتتطلع إلى أهداف إنسانية بعيدة المدى . إن منطقة يشكل سعف النخيل مادة مصنوعاتها الأولى، وتشكل الخيول والإبل و التمور مادة تجارتها الساذجة الأولى، المقتصرة على بلاد الشام إلى حد كبير، لا يمكن أن تكون من وجهة نظر الفاوستيين، مركز انطلاق لحركة توحيدية عملاقة واعية كادت تنجز مهمتها في جميع أنحاء آسيا العربية !

ولكن، هل كانت تلك الأوضاع المتأخرة في نجد والإحساء، وفي مجل الجزيرة، أوضاعا أزلية سرمدية، أم طارئة لم تعرف المنطقة لها مثيلا من قبل أبدا، حتى قبل ظهور الإسلام؟ إن الفاوستيين يتحدثون عنها كأنما هي أوضاع أزلية سرمدية، وتلامذتهم من العرب والمسلمين يجارونهم في أحاديثهم!
لقد صار مؤسس السلالة السعودية، سعود بن محمد بن مقرن، أميرا لواحة الدرعية في العقد الثاني من القرن الثامن عشر، أي في الوقت الذي تسجل فيه المراجع الأوروبية بدايات أفول الدولة العثمانية. وهكذا، فمن الطبيعي أن الفتن والقلاقل والأزمات وتفاقم الأوضاع المعيشية وبالتالي الصراعات، أو العمليات العربية وشبه الحربية، كانت جميعها قد استفحلت. وقد توفي الأمير سعود في حزيران/ يونيو 1725 ليشغل مكانه ابن عمه زيد غير أن زيد قتل أثناء محاولة ضم الواحة العينية، فخلفه محمد بن سعود.

في ذلك التاريخ لم يكن التوسع الاستعماري، الإنكليزي الفرنسي، في الجزيرة العربية قد بدأ بعد. لقد كان مقتصرا على بعض الثغور الاستراتيجية البحرية. لكنه سوف يبدأ في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وسوف يصطدم بالحركة التوحيدية السعودية الوهابية. ولذلك يمكننا القول أن هذه الحركة تطلعت إلى تجديد حياة الأمة العربية والإسلامية بدءاً بالعرب، ومن خلالهم، وبواسطتهم بعيدا عن أي تأثيرات أوروبية.

وقد انطلقت الحركة الوهابية في بداية الثلاثينيات من القرن الثامن عشر ، معلنة باستقامة صارمة عن اتجاهاتها الإصلاحية التوحيدية، الدينية والدنيوية، الاجتماعية والإدارية، الجغرافية والسياسية، فبمن كانت تصطدم مباشرة إن لم يكن الأوضاع المحلية متردية، ومن ثم بالنظام الفارسي في الخليج شرقا وبالنظام العثماني في الحجاز غربا؟ غير أن قصير النظر وسيء النية هما وحدهما اللذان لا يريان في عمق تلك الاشتباكات وفي حقيقتها اصطداماً غير مباشر بالنظام العالمي الأوروبي/ الأمريكي، وهو الأمر الذي برهنت عنه بوضوح مسارات الأحداث في المراحل التالي، حيث أوضاع مجتمعات الجزيرة والدولة الفارسية والدولة العثمانية ليست أوضاع أصلية وإنما هي مجرد نتائج لوضع دولي أوروبي، وكما ستثبت الأحداث بصورة قاطعة، لا يمكن أبداً معالجة مثل هذه الأوضاع في حدودها وفي حد ذاتها. لقد صارت الوهابية مرتكزا عقيدياً، فكريا، يوجه حركة التوحيد المركزية في شبه الجزيرة العربية، ثم في العراق وبلاد الشام تلك الحركة التي انصرف السعوديون بالكامل لقيادتها على مدى مائة عام.
ففي عام 1744 استقر الفقيه محمد بن عبد الوهاب في الدرعية، واتصل بأميرها محمد بن سعود الذي كان مطلعا على مذهبه، فالتقت تطلعاتهما وإرادتهما النهضوية التوحيدية، وتحقق التحالف وانطلقت العمليات بصورة أرقى وأكبر للبدء بتوحيد الجزيرة العربية كاملة.

في عام 1765 توفي محمد بن سعود وخلفه عبد العزيز وفي عام 1769/1770 أدى يمين الولاء للوهابية والسعوديين القسم الأكبر من منطقة القصيم في الشمال حيث تقع مدينتا بريدة وعنيزة على الطريق من المدينة المنورة إلى البصرة. وفي عام 1773 توجت العمليات الحربية بالاستيلاء على مدينة الرياض التي شكلت قاعدة متينة لمواصلة العمليات التوحيدية. وخلال سنوات أخرى أي حتى عام 1782 صارت منطقة نجد بكاملها موحدة بقيادة الدرعية.

في عام 1788 سمي سعود بن عبد العزيز ولياً للعهد بفضل شعبيته الواسعة وبسالته وانتصاراته الحربية وأيضا بسبب ما أبداه من نجاح بمشاركته في تصريف شؤون الدولة الفتية وبالاعتماد على موارد وسط الجزيرة العربية فقط بدأت القوات المسلحة تقدما ناجحا في جميع الاتجاهات: نحو الشرق والشمال الشرقي إلى الإحساء وجنوبي العراق. نحو الغرب إلى الحجاز. نحو الجنوب الغربي إلى اليمن.نحو الجنوب الشرقي إلى عمان. ونحو الشمال إلى حدود بلاد الشام.

في عام 1791/1792 تم اجتياح واحات شرقي الجزيرة العربية، فاحتلت القطيف وفي معمعان عمليات إخضاع الإحساء التي تمردت توفي مؤسس الحركة الوهابية الفقيه محمد بن عبد الوهاب 1792.
في عام 1803 اغتيل عبد العزيز أمير الدرعية بينما هو يؤدي الصلاة في مسجد الطريف على يد درويش كان قد حل ضيفا على الإمارة، وقيل أنه مكلف بالثأر لضحايا العمليات السعودية في مدينة كربلاء في جنوبي العراق. وقد خلفه ولي العهد الأمير سعود.

يتبع
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-10-2007, 09:48 AM   #2
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي

ثم خضعت مكة المكرمة للقوات السعودية التي اجتاحتها عام 1806 وكانت المدينة المنورة قد استسلمت في عام 1805 كما تمت السيطرة على ينبع في الفترة ذاتها ، وهكذا تحقق ضم الحجاز إلى الدولة السعودية مع احتفاظ شريف مكة بقدر كبير من الاستقلال تقديرا لاسمه ومنصبه الرفيع وتأثيره الشخصي على عدد كبير من القبائل.

أيضا في ذلك العقد الأخير من القرن الثامن عشر بدأت الحملات السعودية في عمان وصارت واحات البريمي ملتقى طرق القوافل قاعدة لها وابتداء من عام 1800 صارت رأس الخيمة تابعة للدولة السعودية وتمت السيطرة كذلك على بقية المشيخات والإمارات الصغيرة على طول شاطئ الخليج العربي كذلك صار حاكم مسقط تابعا للدولة السعودية.

في تلك اللحظة كانت بريطانيا قد رسخت سيطرتها التامة على الهند وها هي في أواخر القرن الثامن عشر تصطدم بحركة التوحيد السعودية في عمان وفي ساحل الخليج عموما، لقد حاولت في البداية إقامة علاقات ودية مع السعوديين حماية ودعما لتجارتها بين بومباي والبصرة، ولتأمين سلامة الطريق البريدي من الهند إلى الشام عبر البصرة لكنها سرعان ما اشتبكت معهم على أراضي الكويت.
ومن موقعهم العالمي المتميز وبفضل مقدرتهم على توظيف الظروف الإقليمية لصالحهم. راح الإنكليز يعززون نفوذهم على الساحل الغربي من الخليج بينما توقف التقدم السعودي في جنوبي شرقي الجزيرة لأسباب عديدة أهمها بداية الغزو المصري للجزيرة العربية.

كانت منطقة عسير قد انضمت إلى السعوديين في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. وقد بدأ الزحف على اليمن، ونفذت حملة ضد نجران 1805/1806 ووقعت مدينة الحديدة في أيديهم مراراً . أما المناطق الجبلية اليمنية فبقيت مستقلة مع أن القوات السعودية حاصرت صنعاء في عام 1808.

كذلك انطلقت الحملات السعودية في اتجاه العراق، واستمرت حتى عام 1810 وعبر تلك الحملات دمرت كربلاء، وهو ما قيل أنه السبب وراء اغتيال الأمير عبد العزيز.
وفي الفترة نفسها انطلقت حملات سعودية أخرى في اتجاه بلاد الشام. وكان الأمير سعود قد بعث برسائل إلى دمشق وحلب وبقيت المدن السورية داعيا عبرها إلى انضمام لدولته. وقد وصلت حملاته العسكرية فعلا إلى اطراف حلب، وتغلغلت في فلسطين. وفي عام 1810 قاد سعود حملة وصل بها تقريبا إلى دمشق. غير أنها كانت آخر حملة في اتجاه الشمال أما في شبه الجزيرة العربية فكانت السيطرة كاملة تقريبا.

لقد اتسمت تلك التجربة الوحدوية، التي غطت الجزيرة العربية بكاملها، بعدد من السمات المتميزة الهامة. فهي أولا كانت حركة عربية خالصة اعتمدت على قواها وإمكانياتها العربية الذاتية الخاصة. وهي ثانيا غطت مساحة مائة عام من الزمن، حفلت بالعمليات الحربية والتعبوية النشطة المتواصلة. وهي ثالثا تطلعت إلى تكرار فتوحات القادسية واليرموك في العراق وبلاد الشام، ولا ريب في أنها لو نجحت كانت ستتابع في اتجاه مصر ووادي النيل عموما وفي اتجاه المغرب العربي بل أنه لمن البديهي أن يتلو ذلك اجتياز الأناضول وفارس إلى مجمل الدول الإسلامية. وهي رابعا لم تعقد أية تحالفات مع دول خارج الجزيرة العربية، لا مع الدول الفارسية ولا مع الدول العثمانية، ناهيكم عن الدول الأوروبية، لكنها حاولت إقناع البلدان الشقيقة بالانضمام إليها عن طريق الدعوة وكسب الأنصار لمذهبها، ومن ثم كانت تلجأ للعمليات العسكرية، وهي خامسا عوملت طوال ذلك القرن كعدو، سواء من قبل الدولة الفارسية والدولة العثمانية ، أو من قبل بريطانيا والدول الأوروبية ولقد تم القضاء عليها بقسوة شديدة. بأمر من السلطان العثماني نفذته الإدارة المصرية. أما الذريعة فكانت استرداد الحجاز وعودته إلى حظيرة الدولة العثمانية مهما كلف الثمن، من أجل عودة انتظام طريق الحج الذي أصابه اضطراب عظيم. غير أنه من العسير استبعاد التأثير الأوروبي في قرار السلطان، وبخاصة التأثير الإنكليزي، لا سيما والسلطان كان ضعيفا حيث نصب حديثا بعد الإطاحة بسلفه سليم الثالث. وقد رأينا فيما بعد كيف حصدت أوروبا وخاصة بريطانيا نتائج العمليات الحربية المصرية في الجزيرة العربية، إضافة إلى حجم ونوعية المرارات والحزازات بين الأشقاء العرب المسلمين والتي لم تزل أثارها حتى يومنا هذا.
لقد كانت خاتمة تلك التجربة التوحيدية العملاقة بسقوط الدرعية في أيدي القوات المصرية عام 1818. ومن أجل تصفية كل نفوذ متبق لها مورست أساليب بالغة الفظاعة ضد قادتها وأتباعها، غير أن ذلك كله لم يمنع أثرها الروحي والفكري من الانتشار في معظم البلاد العربية والإسلامية، من أندونيسيا حتى المغرب العربي الأقصى.
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-10-2007, 03:37 AM   #3
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي

من كتاب:
الصراع الوهابي البريطاني في الخليج العربي والمحيط الهندي
للعميد ركن السفير في الخارجية السورية : محمد عدنان مراد
صورة المؤلف ومعلومات عنه هنا:
http://www.awu-dam.org/dalil/19mem/dlil027.htm

صفحة مشرقة من تاريخ الخليج
توطئة :

عاش العرب في جزيرتهم دون أن يتجاوزوا رمالها و جبالها ، مختصر حياتهم و تاريخهم صراع على المرعى و الكلأ ، ثم فجأة وخلال سنوات معدودة إذا بهم يصبحون ملء سمع العالم و بصره ، و يصنعون المعجزات التي أبهرت الدنيا ....
لم يكن ثمة سحر ، بل كانت العقيدة الصافية التي اصطبغت بها نفوسهم فغيرت حياتهم و بدلت مجرى تاريخهم ، بل وتاريخ العالم كله .
ثم مع مرور الزمن و توالي الدهور ضعفت هذه العقيدة بل تشوهت ؛ فضعف اثرها في النفوس ، فأصبح الانسان بقلد انسانا مثله و يخاف من انسان مثله و يرجو انسانا مثله
فاختلطت عليه الامور و ضعف ارتباطه و علاقته بخالق السماء بعد اتخاذه وسائط بينه و بينه .
هناك على ضفاف الخليج العربي عاشت قبيلة عربية خاملة الذكر ضعيفة الاثر تاريخها يطويه النسيان ....
لكن عندما مست حياتها العقيدة الصافية الخالية من الشوائب اذا بذلك النموذج يعود الينا ، وإذا بها وبشهادة الأعداء تغدو قوة يحسب لها ألف حساب ليس في الخليج العربي فقط بل في المحيط الهندي ،
قبيلة تناطح أكبر قوة عالمية معروفة آنذاك : بريطانيا العظمى ...
ان حديثنا أيها السادة سيكون عن قبيلة القواسم العربية التي تقطن في المناطق الجنوبية الشرقية من الخليج العربي
والتي قدر لها أن تسطر صفحة بيضاء في التاريخ قل نظيرها ، منذ أن اتبعت الدعوة الاصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
وأصبح كثيرا ما يطلق عليهم القواسم الوهابيين .
ومما لا شك فيه أن رجال هذه القبيلة يستحقون وبجدارة مسمى أسود الخليج العربي وبلا منازع .
القواسم
كان بداية ظهور القواسم في المناطق الجنوبية الشرقية الواقعة على الخليج العربي ، ويطلق المؤرخون عادة كلمة القواسم (أو الجواسم ) على كل القبائل التي كانت تقطن ولا تزال هناك . إضافة لقبيلة القواسم المعروفة .
وأول من اشتهر من القواسم : هو الشيخ رحمة بن مطر الذي انضم إلى الإمام العماني محمد بن ناصر الغافري خلال الحروب الأهلية التي وقعت في عمان بين الهناوية والغافرية بعد سقوط اليعاربة ، وبعد موت رحمة خلفه أخوه راشد بن مطر الذي أعلن استقلاله في ساحل عمان وانفصل عن الإمامة العمانية وأسس دولة القواسم .
يمكن تقسيم تاريخ القواسم إلى ثلاث مراحل :
_المرحلة الأولى : وتمتد ما بين 1718 م حتى 1803 م أي ما بين انضمام رحمة بن مطر للعمانيين والاستقلال عن عمان .
_المرحلة الثانية: وتمتد ما بين 1803م حتى 1813 م وتعتبر فترة العصر الذهبي للقواسم .
_المرحلة الثالثة: وتمتد ما بين1818 - م 1820 حتى الوقت الحاضر وفيها تم تدمير الأسطول القاسمي وتجزأت دولتهم وفرضت عليهم اتفاقيات السلام .
ومما يجد ذكره أن ظهور القواسم كان في منطقة عرف سكانها منذ القدم بنشاطهم البحري وقد ظهر منهم أفضل الربابنة العرب وعلى رأسهم أمير البحر أحمد بن ماجد .
و لقد لقوا الأمرّين من العدوان البرتغالي وهيمنته الدائمة عليهم لذلك كانت النفوس مهيأة للانطلاق واستعادة المجد البحري المفقود . وقد ورث السكان عن أجدادهم فنون البحر وملاحته وبناء السفن العربية المعروفة باسم (داو) . وقد استطاع القواسم بناء أسطول كبير أخذ يدر عليهم الأرباح الكبيرة بسبب الأجور العالية التي كانوا يتقاضونها لقاء خدماتهم في عمليات النقل البحري والتجارة ونقل المسافرين وهذا ما ساعدهم على الحصول على الأسلحة لحماية أسطولهم الكبير ؛ لذلك أخذوا يمدون نفوذهم إلى السواحل الشرقية وسيطروا عليها وبنوا في جزيرة قشم ميناء خاصاً بهم هو ميناء (باسيدوا) وفد أدى ذلك للإضرار بالتجارة البريطانية التي كانت تعتمد على ميناء بندر عباس (جمبرون) ولها عائداته الجمركية .
وزاد في ذلك المصاعب التي أخذ الإنكليز يعانون منها من جراء الاحتلال الأفغاني لفارس عام 1722 _ 1729 وما يتبعه من فوضى ، لذلك لم يعد بمقدور الإنكليز السكوت على منافسة القواسم لهم ( على الرغم من أن القواسم هم أصحاب البيت ) .
وقد أدى كل ذلك إلى قيام شركة الهند الشرقية البريطانية بحمله ضد ميناء القواسم في (باسيدوا) عام 1727م وهددوا بتدميره ، ما دفع بشيخ القواسم - حاكم الميناء - للرضوخ للأمر الواقع وتعهد بدفع التعويض للإنكليز عن خسارتهم المتأتية من النقص في عائدات ميناء بندر عباس .
وكان هذا أول صدام بين الإنكليز والقواسم وربما كان له آثاره البعيدة في علاقات الطرفين المستقبلية.
عام 1775م كان القواسم قد أصبحوا قوة بحرية وبرية لا يستهان بها واستطاعوا أن يديروا شؤون الخليج التجارية دون منازع لفترة طويلة من الزمن.
القواسم الوهابيون
في المرحلة الثانية من تاريخ القواسم الذي يعتبر عصرهم الذهبي دخل عنصر جديد على مسرح الأحداث وهو ظهور (الدعوة الوهابية) ووصولها إلى الخليج العربي 1798_1805 فقد انطلق الوهابيون من قاعدتهم في البريمي نحو الخليج وعمان للداخل وعبروا الجبال العمانية ووصلوا إلى مسقط ، وانضمت قبائل كثيرة لدعوتهم ومنها القواسم وبنو علي ولم ينقذ الإمام العماني سلطان بن الإمام أحمد منهم سوى موت الإمام عبد العزيز في الدرعية عام 1803 واضطرارهم للعودة إلى البريمي .
وقد عقد القواسم اتفاقا مع الوهابيين عام 1803 للعمل على نشر الدعوة الوهابية ما وراء البحار .
وقد قلبت هذه الاتفاقية حياة القواسم رأسا على عقب فقد أحسوا بالقوة والدافع الديني . وبالرغم من أن السعوديين لم يكونوا قوة بحرية لمعاونة القواسم في البحر إلا أن قوتهم البرية كانت ساحقة وتستطيع حماية القواعد القاسمية في البر ، و بذلك أمن القواسم الهجوم من الخلف خاصة من أئمة عمان ، وقد أصبح لعملهم ونشاطهم الهدف والعقيدة .
عاصر الشيخ صقر بن راشد بدء الدعوة الوهابية وتبنى فكرتها منذ ظهورها وأخذ الأسطول القاسمي يجوب البحر يدعو القبائل للانضمام إليهم في حربهم على طول سواحل الخليج حتى سيطروا على الأقسام الجنوبية منه وعلى الساحلين الغربي والشرقي وأقاموا القواعد الثابتة على طول هذه السواحل وامتد نفوذهم البحري إلى منطقة بحرية هامة يزيد طولها على ثلاثمائة كلم من جنوب شبه جزيرة قطر إلى مدينة خورفكان الحالية والقريبة من مسقط ، في حين كان السعوديون يهيمون على الشواطئ الشمالية الشرقية للجزيرة العربية بعد سقوط دولة بني خالد .
وبلغت قوة القواسم ذروتها في السنين العشر الأولى من القرن الثامن عشر وكان أسطولهم يضم حوالي ستين إلى سبعين مركبا كبيرا يضاف إليها أكثر من ثمانمائة زورق (داو) صغير يحمل أكثر من عشرين ألف مقاتل .
يقول جان جاك بيربي في كتابه عن الخليج العربي " كان القواسم بهذا الأسطول يتحدون أكبر البوارج البريطانية المقاتلة وأفضلها تسليحا ، كما اصطدموا بقوات سلطان مسقط وأنزلوا بها الخسائر الفادحة ، ولم تقتصر الخسائر على المعارك البرية والبحرية بل فقدت السلطنة أجزاء كثيرة من أراضيها" .
تكرر ت المواجهات بين البريطانيين والقواسم وعقدت اتفاقيات ، لكنها ظلت حبرا على ورق ، وعاود القواسم الهجوم على السفن البريطانية وغيرها من السفن الفرنسية والأمريكية التي كانت ترتاد الخليج ، ووصل نشاطهم إلى البحر الأحمر والشواطئ الهندية وغيرها وأعادوا بناء أسطولهم بقوة وعزم أكبر أخاف جميع السفن التي كانت تتجول في المنطقة ، كما عاودوا مطالبة الانكليز بدفع الأتاوات إذا أرادوا الدخول للخليج الى جانب الاعتراف بسلطتهم .
حاول الانكليز في بادئ الأمر التروي في أعمالهم وطالبوا القواسم بدفع التعويضات عن السفن التي سلبوها فلم يجبهم القواسم الى طلبهم ، فأرسلوا أسطولا في تشرين الأول عام 1816 م قصف رأس الخيمة بالمدفعية دون نتيجة ثم هاجموا الشارقة والرمس وقصفوهما بالقنابل دون جدوى وأخذت البوارج البريطانية الضخمة تتحاشاهم وازداد عدد الأسطول القاسمي زيادة كبيرة فأسطول رأس الخيمة لوحده أصبح ستين سفينة كبيرة وأربعين سفينة صغيرة وكان بحارته ماهرون جدا في الفنون الملاحية .
وما بين عامي 1817-1819 سيطر القواسم على الخليج فهاجموا جزيرة شعيب وهددوا عسيلوه ،وكانجون ، ودير وأثاروا الفزع في بوشهر ، وقد حاول الشيخ حسن بن رحمة القاسمي تسوية الأمور مع بريطانيا دون جدوى فكثيرا من قادة الانكليز كانوا يصرون على القضاء على القواسم وبدؤوا بالاستعداد لجولة كبيرة معهم بعد فشل نظام الدوريات فشلا ذريعا ، وكانت الأوضاع ملائمة لبريطانيا لشن حربها ضد القواسم وتدمير أسطولهم وتجزئة دولتهم وفرض اتفاقيات السلام عليهم ؛ بعد انتهاء التهديد الفرنسي للخليج وسقوط نابليون واستتباب الأمور في الهند وإيران .
بقية السيوف العربية المجاهدة
اتصف القواسم بالجرأة والشجاعة ، ولم يصادف الاستعمار الغربي والبريطاني بصفة خاصة أية قوة قبلية لها جرأة القواسم وشجاعتهم وصلابتهم إن كان قتالهم البحري أو البري ، وهم الوحيدون الذين كانوا يقاتلون كمجموعة تضم جميع القبيلة رجالا ونساء وأطفالا ، ورغم اختلافهم في بعض الأحيان إلا أنهم كانوا يسندون بعضهم بعضا وكانوا يعيشون طويلا يجولون البحر مفتشين عن السفن الأجنبية وكانوا لا يهابون أية سفينة مهما كانت ضخامتها أوتسليحها بل كانوا يهاجمونها بجرأة متناهية ويحيطون بها من كل جانب بزوارقهم السريعة
ويهجمون على الرغم من النيران المنصبة عليهم . وكان لمهارتهم في الفنون الملاحية أثر كبير في التغلب على المراكب الضخمة التي كانوا يقتربون منها بسرعة ويصعدون لظهرها وينقلون المعركة البحرية إلى معركة برية تنتصر فيها الشجاعة الفردية ويختفي التفوق الناري ، ونظرا لمعرفتهم التامة بسواحل الخليج المؤلفة من شبكة كبيرة من الأخوار والجُزر والسبخات والسواحل الضخمة كانوا عند الحاجة يلتجئون إلى هذه الأماكن التي كانت تشبه المعاقل ويختفون فيها هم ومراكبهم الصغيرة ذات الغاطس القليل . يقول جان جاك بيربي : "من هذه المعاقل استطاع القواسم أن ينكدوا عيش البريطانيين طيلة قرن من الزمن وأرغموهم لكثرة ما كبدوهم من خسائر على توجيه الحملات الكبيرة ضدهم " .
فهم يطلبون الشهادة وكانوا يرقصون ويهزجون ويرددون هتافات الحرب أثناء الهجوم وكان صياحهم يبعث الخوف والهلع في قلوب أعدائهم ، ومن الإنصاف التاريخي أن لا يوصفوا بالقراصنة بل هم أبطال مجاهدون قاتلوا قتال الأبطال ولم يهابوا المدافع والمراكب الحديثة فهم بقية السيوف العربية المجاهدة وأول من قاتل الاستعمار في العصر الحديث وقد طبع عصرا كاملا بطابعهم الخاص

. موقف مسؤول بريطاني من الدعوة الوهابية :

ويبدو من قول السيد ( فرانسيس واردن) - عضو المجلس في بومباي ومساعد المقيم العام في تقريره الذي قدمه عن تاريخ الوهابيين من 1795_1818م كيف كان الحقد يأكل قلب الانكليز ضد الوهابيين- : " وهكذا قامت وسقطت تلك الفرقة الوهابية الشاذة(لا قامت ثانية) وبحمايتها وتشجيعها انتشرت الغارات البحرية في الخليج وفي البحار الهندية بدرجة من النجاح والجرأة والهمجية لم تفقها إلا وقاحة الجزائريين في أوربه "

المصدر :
كتاب صراع القوى في المحيط الهندي والخليج العربي : جذوره التاريخية وابعاده
للعميد ركن السفير في الخارجية السورية : محمد عدنان مراد
صادر عن دار دمشق .
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-10-2007, 11:09 AM   #4
سعود الناصر
أبو ناصر
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: السعودية
المشاركات: 748
إفتراضي

احسنت بارك الله بجهدك
__________________


توقيعي اني من ثرى تربتك نجد
والفخر كل الفخر مسلم سعودي
سعود الناصر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-10-2007, 12:21 AM   #5
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي

حياك الله يالغالي
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-10-2007, 12:49 AM   #6
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي

تصحيح
في المداخله الثالثه ذكرت في اول المداخله التالي:
من كتاب الصراع الوهابي البريطاني في الخليج العربي والمحيط الهندي
والصحيح ان هذا عنوان الموضوع الذي نقلته واما عنوان الكتاب ذكرته في آخر الرد وهو كتاب:
صراع القوى في المحيط الهندي والخليج العربي : جذوره التاريخية وابعاده
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .