الجزائر تدعو الى ضمان حماية دولية للسكان الصحراويين بالاراضي المحتلة

[wald chahid_1]

دعت الجزائر الى ضمان الحماية اللازمة للشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية أمام أعمال القمع التي تقترفها قوات الإحتلال المغربية وكذا إلى نشر التقرير حول وضعية حقوق الإنسان في هذه الأراضي الذي أعده مكتب المحافظ السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وأكد الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة السيد يوسف يوسفي لدى إفتتاح أشغال لجنة المسائل السياسية الخاصة وتصفية الإستعمار لدى الأمم المتحدة أنه "في الوقت الذي يبعث فيه مسار المفاوضات المغربية-الصحراوية امل التوصل الى حل سلمي في الصحراء الغربية فإنه من العدل أن يستفيد السكان الصحراويون بالأراضي المحتلة من حماية دولية مناسبة أمام القمع المقترف في حقهم".

ومن جهة أخرى، دعا السيد يوسفي مكتب المحافظ السامي لدى الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الى "تحمل مسؤولياته في هذا الصدد من خلال نشر تقرير بعثته بالصحراء الغربية والسهر على تطبيق قراراته بالتعاون الوثيق مع المينورسو".

وفي هذا السياق، دعا السيد يوسفي الى رفع "العزلة المفروضة" على الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية من اجل السماح للصحفيين والبرلمانيين وأعضاء المنظمات الإنسانية ب "الدخول بكل حرية" والإتصال بالسكان "دون عراقيل".

وأضاف السيد يوسفي أنه "من الضروري أن لا يكون اللاجئون الصحراويون المتواجدون على التراب الجزائري والذي تمنح لهم الجزائر ضيافة أخوية وتبذل من أجلهم تضحيات كبيرة محل تلاعبات سياسوية للقوة المحتلة للصحراء الغربية"، مشيرا الى انه بالعكس فعلى هؤلاء اللاجئين أن "يستفيدوا من عناية فائقة" على الصعيد الانساني من طرف المجتمع الدولي بسبب "وضعيتهم الهشة".

ولدى تطرقه الى النزاع الصحراوي، ذكر السيد يوسفي أن الجزائر "على يقين" بأن التسوية "العادلة والنهائية" لهذا النزاع تعتبر "حتما" تلك التي تضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه في تقرير المصير من خلال تنظيم إستفتاء "حر ودون ضغوط" تتماشى ومذهب وممارسة الأمم المتحدة في مجال تصفية الإستعمار.

كما أبرز السيد يوسفي أن الجزائر لم تكف عن العمل من اجل إستكمال مسار تصفية الإستعمار بشكل سلمي من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير "حر وذي مصداقية"، مضيفا أنها قد ساهمت "في جميع الجهود" التي قادتها منظمة الوحدة الإفريقية والأمم المتحدة الهادفة الى "ترقية حل عادل و دائم " للنزاع الصحراوي و التي توجت بالمصادقة على مخطط التسوية.

وعند تطرقه للمفاوضات المباشرة التي انطلقت في جوان وأوت الفارطين بين طرفي النزاع -المغرب وجبهة البوليساريو- تحت اشراف الامم المتحدة والتي تشارك فيها الجزائر وموريتانيا بصفتهما بلدين مجاورين عبر السيد يوسفي من جديد عن أمل الجزائر في أن يحترم هذا المسار المبدأ الاساسي المتمثل في حق الشعوب في تقرير
المصير الذي "تعتبر هذه الهيئة الموقرة ضامنا حريصا له".

وقال أن الشعب الصحراوي الذي "يخوض كفاح التحرير الوطني بصفة مثالية" طالما كان يلجأ دوما الى "هذه الجمعية الموقرة" لمساعدته على ممارسة "حقه الشرعي والثابت في تقرير مصيره بحرية و ديمقراطية".

وفي هذا الصدد، قال السيد يوسفي أنه "لا توجد طريقة مثلى تعبر بها هذه الجمعية اليوم عن دعمها للقضية الصحراوية كما فعلت في الماضي ازاء كل الشعوب التي كانت ترزح تحت الهيمنة الاستعمارية سوى دعم جهود الامين العام لمنظمة الامم المتحدة ومبعوثه الخاص لتطبيق اللائحة 1754 ومن اجل ترقية حل عادل ودائم
لنزاع الصحراء الغربية".

واعتبر أن "الاستقامة السياسية والاخلاقية تقتضي مثل ما تتطلبه الحقيقة والنجاعة بأن تتم معالجة كل مسألة دولية باهتمام طبقا لخصوصياتها وبعيدا عن كل خلط مقلل لقيمتها وعن التحريفات التعسفية".

وخلص أنه في هذا المنظور بات استكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية "ضرورة تفرض على الامم المتحدة كاختبار للمصداقية وطريقا محتوما لتحقيق طموحات أكبر".