العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-06-2012, 02:09 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي هل انتهى انتظار الديمقراطية على أبواب العرب؟

هل انتهى انتظار الديمقراطية على أبواب العرب؟

قد يكون العنوان غريباً بعض الشيء، وغرابته آتية من أن الديمقراطية ليس لها شخصية مُعرفة ومُحددة وواحدة، وأن العرب الذين تقف على أبوابهم الديمقراطية ليسوا عرباً متجانسين (نقصد البلدان العربية)، لا بطبائعهم الولائية (التي تخص الولاء) ولا بصفاء عرقهم، ولا بطبيعة أحلامهم.


ومن ينتظر على الباب، يتأمل ممن يقف على الباب حارساً، أن يفتح له، والحارس لا يفتح إلا إذا كان هذا المنتظر يحمل بطاقة دعوة، وإن كان ضيفاً لم يتم التنسيق على طبيعة استضافته وتهيئة مكان إقامته، فإن للحارس الحق بفتح الباب له أو إبلاغه بالاعتذار عن قبوله كضيفٍ غير مرغوبٍ فيه، أو حتى طرده وعدم السماح له بالدخول.

ولكن، إذا كان المُنتظر على الباب، لا يعتبر نفسه ضيفاً، بل من أصحاب الدار، فإنه لا بُدَّ أن يحدث بعض التنازع مع الحراس، أو الاصطدام، خصوصاً إذا كان هذا الوافد لا يملك مفتاحاً أو (شيفرة) فتح الباب.

إشكالية الفهم الديمقراطي عند العرب

لا ديمقراطية بلا ديمقراطيين، هذه مقولة باتت معروفة في كل أرجاء العالم. وقد ينكر الحكام العرب منهج الديمقراطية لغاية معروفة، وهي عدم رغبتهم في الإتيان بمن يُنَكِّد عليهم تفردهم بالسلطة، وما يرافقها من أُبهة وإطلاق يد الحاكم ومن يعاونه في التصرف بثروات البلاد وسن القوانين وصناعة التراتب السياسي والاجتماعي والعسكري بما يُكرِّس ثبات الحكم وصناعة شرعية (قِشرية) يطفو على سطحها مثقفو السلطان وصحافيو السلطان ووعاظ السلطان (الذين يبتهلون لله بإدامة عزه وسلطانه) حتى وجماهير السلطان الذين يعتقدون أن التقرب منه يكفيهم شره على الأقل أو ينالهم بعض فتات أعوانه.

ومن جانب آخر، فإن النُخب السياسية (الكلاسيكية) لم تُعلن في أدبياتها أنها مع الديمقراطية، وإن كانت تتطرق لها باقتضاب وتورية غير مفهومة، وهذا الجانب يشمل التيارات الثلاثة التي طفت على سطح الفضاء الذهني لمدة قرن من الزمان، فالتيار الإسلامي الذي مزج بين الدعوة الدينية والطموح السياسي والعمل الاجتماعي، لم يمتدح الديمقراطية المعروفة عالمياً (من الهند شرقاً الى الولايات المتحدة غرباً) بل كانت تظهر له مقولات تُسفه من تلك الديمقراطية (من يتذكر أقوال علي بلحاج وعباس مدني في الجزائر: أنهم إذا استلموا الحكم فإنهم لن يلجئوا الى تعاطي الديمقراطية كما هي معروفة).

وكذلك كان الشيوعيون والبعثيون والقوميون العرب، يؤمنون بما كان معروفاً بالديمقراطية المركزية، أي أن حرية الرأي والإبداء فيه تقتصر على كوادر الحزب وضمن تسلسل تنظيمي، في حين يُحرم منها من هم خارج الدائرة.

ومع ذلك كانت إدارة الأحزاب تسمح بدخول انتخابات برلمانية وتفرح إذا نجحت بها (ميشيل عفلق، كمال ناصر، عبد الله النعواسي، عبد الله الريماوي، خليل حدادين الخ عن البعثيين في بلاد الشام) ومجموعات من الأخوان المسلمين في الأردن ومصر، ومجموعات من الشيوعيين والناصريين في لبنان ومصر.. ومع ذلك يتم القدح (في أدبيات تلك الأحزاب) في التجربة البرلمانية على أنها (أسلوب ليبرالي!).

التأخر عن الانتقال الى الديمقراطية

هناك من دول العالم من اتسم الحكم فيها بالطريقة الديمقراطية، ومُنذ استقلالها، مثل الهند منذ أيام غاندي ونهرو وحتى اليوم، وجنوب إفريقيا، ومنها من ثار على حكم انفرادي ديكتاتوري كما حصل في البرتغال وإسبانيا في أوروبا الجنوبية، في سبعينات القرن الماضي ومنها ما تم بعد الحقبة الشيوعية في أوروبا الشرقية، (أوكرانيا، بلغاريا، رومانيا، الخ)

ولو أردنا أن نمر على تجارب أمريكا الجنوبية وإفريقيا وشرق آسيا، لطال بنا الحديث، ولكن استنباط الحكمة من تجارب تلك الدول والأمم ضروري الآن وقد طال انتظار الديمقراطية على أبواب الدول العربية، سيدفعنا الى تلخيص تلك التجارب بما يلي:

1ـ توافق القوى السياسية في كل بلد على التغيير السلمي لأنظمة الحكم بأسس ومبادئ وآليات ديمقراطية متعارف عليها.

2ـ إيمان تلك القوى بالديمقراطية قولاً وفعلاً، واعتدال خطابها السياسي وانفتاحه على كل القوى، وقد رأينا في تجربة انتخابات الرئاسة المصرية، كيف كان ممكن للثورة أن تنحرف، ويتمكن النظام من إعادة خلق نفسه، لولا أن آلت قوى على نفسها ودعمت مرشح الأخوان المسلمين ووقفت معه حتى لا يتأذى الجميع.

3ـ الضغط على النُخب الحاكمة بغرض خلخلة تماسكها ودفعها الى التنازل والقبول بالديمقراطية، ولعل غياب هذا التوافق بين القوى الوطنية العربية يكون من أبرز العقبات التي تحول دون إتمام الانتقال الى الديمقراطية.

4ـ الانتباه من جر المجتمعات العربية الى تبني أجندة مشبوهة تقوم بها قوى لم يكن حرصها على الديمقراطية، بل لتنفيذ أجندة أجنبية بمعاونة رساميل عربية أبعد ما تكون عن الديمقراطية، بحجة أن النظام غير ديمقراطي ومستبد، فإنه من الممكن توظيف الاحتقانات لسرقة الحراك الشعبي الطبيعي (حالة ليبيا وسوريا).

5ـ شرعية الشارع (الذي هو مزيج من الاحتقانات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية) تنجذب نحو الخطاب السياسي السلمي والأكثر اعتدالاً والأكثر إصراراً على المضي في تحقيق المطالب.

6ـ الثقافة الديمقراطية ترافق الحراك الشعبي وتدعوه للابتعاد عن الفوضى وعدم الاستعجال بالتخلص من النظام والتي قد يكون من نتائجها ما ينطبق عليه المثل (خرج من الدلف ليقف تحت المزراب) وهذه مهمة المثقفين من كافة أطياف الأمة
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .