بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي إبراهيم :
أهلاً بك وبمشاركتك الأولى وأرجو لك التوفيق في مسيرتك الشعرية . بحر الخفيف أتقنت العزف عليه
والقصيدة فيها طول نفس وفيها استخدام جيد للغة وإن كان هناك تعبير غريب للغاية :
وحنـانـي للـحـب صــار سـمــادا
وهذا البيت الذي أشعر به معبرًا عن حالة غير رومانسية بل حسية :
جسمـك البـض سحـره قد سباني
كـنـت سـواحـا فـيـه أوسنـدبـادا
أقول لك يا عفريت ماذا تفعل ؟ ممنوع لأقل من سن العشرين
فيـقـايـاه فـــي خـيـاشــم أنفي
أضرمـت نيـرانـي لـظـى واتـقـادا
صورة كرتونية أو كاريكاتورية
أعجبتني للغاية هذه الأبيات:
ذكــريـــات حـاصــرتــه فــلـــولا
وشــــريــــط لأم كــلـــثـــوم زادا
يشعل السيجـار التـي قـدسلاها
فغـدت كـالأمـس السعـيـد رمادا
فيها حالة من الاستدعاء للماضي وحالة الرومانسية المفتقدة
وأرى أنك في كلمة السيجار والأمس السعيد أحسنت تطويع
استخدام المعاني الحقيقية والمرور بها إلى المعاني المجازية
غدت التاء تعود على الذكريات ..أحسنت
من هنا أحس أنك مررت مرورًا ذكيًا للغاية تقول فيه إن الحب
لم يعد فيه طعم جميل بسبب ظروف هذا الحصار في غزة من خلال
البيت :
حـــــزن أم يــقــطــع الأكبادا
أشرعـت نفسـي يأسهـا لمرافي
فــي مناراتـهـا رأيـــت السوادا
هنا أراك تحمّل حالة من الحزن والتي قطعت جمال الاحتفالات والجو
الرومانسي بسبب هذه القضية.
القصيدة كان فيها استخدام للرمزية مميز للغاية . فأنت بدأت تسرد
أشجانًا عاطفية ثم بدأت ببطء تتسلل بتقنية (اللمس) لواقع الأرض في غزة
لمرافي
فــي مناراتـهـا رأيـــت السوادا
تعميق شديد لحالة الحزن من خلال التعاكس بين المنارات
والسواد . مدى الظلمة يتسع من خلال هذه الأبيات .
و تصالـحـنـا لا نـطـيــق فــراقــانـتـحــدى ظـروفــنــا والـعــبــادا
شعرت فيها بتكلف للقافية . كلمة ظروفنا كانت تقريرية للغاية.
إن تمـنـي تــلا قـيـا لهفـتـي قـــد
أسرجـت لابـن الأربعيـن الجيـادا
نهاية جميلة للغاية . احتفال قلِق ٌ لمرور أربعين سنة
كأنك تتحدث عن عيد ميلاد كان غير سعيد ..
هذا الاحتفال عكّرته الأحزان أحزان وطن ، وأحزان المحبين
وحالة من الخصام والشجو أشعر بها ،وكأني بك تعقد موازاة
بين الأنثى والوطن .
القصيدة كان بها بعض الغموض والذي ينبع من حالة
داخلية يتقوقع فيها الشاعر على نفسه ساردًا خباياه.
الأبيات الأربعة الأخيرة والتي بدأت من خلال هذه الأبيات :
أنت مثلي في سجـن حبـي سبي
قــد عـرفـت الــدلال ثــم الـعـنـادا
مــا هـوانـا ولـيـد عــام حبـيـبـي
للهوى في الصبـا منحنـا القيـادا
و تصالـحـنـا لا نـطـيــق فــراقــا
نـتـحــدى ظـروفــنــا والـعــبــادا
إن تمـنـي تــلا قـيـا لهفتـي قـــد
أسرجـت لابـن الأربعيـن الجيـادا
يمكن إسقاطها على عل كل من الأرض والأنثى ولكن بشكل باهت.
القصيدة أشكرك عليها وفيها تتبدى أشكال متعددة من فنون الإبداع على
صعيد الرمز والتناول واستحضار الحالة . أحسنت وفقك الله ولكن لديك القدرة
على الأحسن بإذن الله. هذه القصيدة مرحلة تجووزت . بالتوفيق