العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 21-10-2007, 07:00 AM   #1
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي تعريف المثقف: صورة للمفهوم في الثقافة العربية الحديثة

تعريف المثقف: صورة للمفهوم في الثقافة العربية الحديثة

ماركس: ليس النقد هوي في الرأس بل هو رأس الهوي!



الشرائح الاجتماعية التي تمتلك قوة السلطة، او قوة المال، او قوة الافكار تسمي النخبة. وهي بهذه القوي تؤثر في حياة الناس علي كل المستويات. و المثقفون هم الشريحة التي تستمد مكانتها من قوة الافكار.
ما هو المثقف ؟ كيف تشكل دوره؟ ما هي وظيفته؟
هذه ليست اسئلة اكاديمية مفصولة عن الناس، او بعيدة عن مجريات حياتهم، بل هي ترتبط اوثق الارتباط بحياة البشر، مخاوفهم، همومهم، تطلعاتهم ـ ومصيرهم بالجملة.
و القدس العربي ، اذ تنشر هذه الدراسة المستلّة من كتاب (الانسان والفكرة) للزميل احمد المهنا، فانها تجدد التأكيد علي راهنية المسألة الثقافية، واهمية دور المثقف، كما تذكّر بأن احد الاسباب الرئيسية لـ انسداد الافق في العالم العربي، يرتبط بـ قوة الافكار التي هي ميدان عمل المثقف . وبعد نشر هذه الدراسة، نتلوها بنشر مثال تطبيقي ، لكاتب آخر، عن سيرة حياة احد اعلام الثقافة في الازمنة الحديثة. فتنتقل بذلك مقاربة الثقافة من النظرية الي التطبيق، او من التجريد الي التجسيد، او من الغابة الي احد اشجارها المتعينة، المحسوسة، الباسقة، كثيرة الثمار و... الأشواك.

احمد المهناہ
4 أنماط من المثقفين
لثلاثة فضاءات اجتماعية

في دراسته المعمقة للتناقضات البنيوية الملازمة للمجتمع الصناعي، توصل عالم الاجتماع الأمريكي دانيل بل الي التفريق بين ثلاثة فضاءات متمايزة أو ثلاث بني اجتماعية : فضاء تقني / اقتصادي، فضاء حكومي، وفضاء ثقافي . انها غير متطابقة مع بعضها البعض، وهي ذات وتائر وايقاعات تبدلية متباينة. انها خاضعة لمعاييرمختلفة، تسوغ مسالك مختلفة وحتي متعاكسة. ان الاختلافات بين هذه الفضاءات هي المسؤولة عن شتي تناقضات المجتمع (50).
هذه الفضاءات تملي توزيعا معينا لشغيلة الثقافة العالمة علي العموم. فالبني الاجتماعية الثلاث تستقطب أنماطا مختلفة من المثقفين . ويمكن تقسيم هذه الأنماط الي أربعة:
العالم. وهو المختص بالعلوم الطبيعية والدقيقة أو التطبيقية. وموقعه هو الفضاء التقني /الاقتصادي الذي يضم القطاع الأكثر أهمية في نظام المعارف المعاصرة. ان هذا الفضاء هو المقوم الرئيسي في صياغة التشكيلة الاقتصادية - الاجتماعية لعالمنا الحالي.ولذلك يوجد العالم في قلب المركب الصناعي - التجاري -العسكري الذي هو في حقيقة الأمر البيئة المحددة لفضاء السلطة بمعانيها الأوسع.
الخبير. وهو يختلف عن العالم في كونه أكثر اقترابا من دائرة الحكم، وأشد التصاقا بالرهانات الاجتماعية والانسانية. فهو المستشار السند للحاكم، يرسم له الرؤية الاستراتيجية المؤسسية، ويسهم في تجسيدها وتنفيذها عمليا. وموقعه بالطبع هو الفضاء الحكومي.
الصحافي. وهو الوجه الأكثر مشاركة في النشاط الثقافي، وهو القنطرة الواصلة بين ذوي القرار وعامة الشعب، وفي الآن نفسه الرقيب علي السلطة. ويمتاز بدوره الأساسي في صياغة الرأي العام وتوجيهه، خصوصا اذا أخذنا بنظر الاعتبار ما تتسم به وسائل الاعلام المعاصرة من نفوذ كثيف، ومن قدرة علي اختراق الفضاء التواصلي البشري برمته.
وليس للصحافي موقع بعينه في هذه البنية الاجتماعية او تلك. فهو تمثيل نسبي للبني الثلاث حسب نفوذ أوقوة كل منها. انه جزء من البنية التقنية / الاقتصادية منظورا اليه من زاوية ارتباطه بالقطاع الخاص أو اقتصاد السوق. وتبعا لكون البنية الحكومية تحكم بالرأي وليس بالقوة فقط يمكن اعتبار الصحافي ذراعا فكرية للبنية الحكومية كما انه في نفس الوقت رقيب نقدي علي مقدار تمسكها أو تفريطها بالمعايير الأخلاقية والسياسية المعتمدة. وأخيرا فان الفضاء الثقافي يعكس ذاته بشكل محدود، كما سنري بعد قليل ،علي الصحافي.ان تعددية انتماء الصحافي لمختلف الفضاءات راجعة لكون وسائل الاعلام مرايا عاكسة للمجتمع ككل.
النمط الاخير هو نموذج المثقف أو المفكر الموروث عن عصر الأنوار والأنساق الايديولوجية المندثرة. ولعل أبرز سماته هي النزعة العقلانية النقدية، والميل الي الاستقلالية الفكرية، وانتهاج الخط الشعبي الذي غالبا ما يتكرس في هيئات المجتمع المدني، من حيث هي التعبير عن فاعلية الحراك الاجتماعي وديناميته. وموقعه هو الفضاء الثقافي (51).
وفي الواقع فان مفهوم المثقف غالبا ما يعني في التداول هذا النوع الأخير، في حين غالبا ما يمكن ادراج بقية الأنماط في اطار مفهوم المثقف العضوي كما حددناه آنفا. كما ان المثقف النقدي أو المفكر هو، بالطبع، مركز اهتمام موضوعنا هذا.
ان المعايير المختلفة للفضاءات الاجتماعية الثلاثة تؤدي، كما سلف القول، الي مسالك مختلفة. فمعيار بنية الفضاء الحكومي هو التمثل والمشاركة، وهذا الفضاء محكوم بفكرة المساواة في مجتمع ديمقراطي : مساواة أمام القانون، مساواة في الحقوق المدنية، مساواة في الفرص. في الفضاء التقني / الاقتصادي الجدوي والانتاجية هما معيار الفعالية. أما معيار الفضاء الثقافي فهو التشديد علي تفتح الأنا، أو ازدهار الشخصية الفردية. ان التبدل خطي في المستوي التقني / الاقتصادي : علي الدوام ثمة وقائع تقنية واقتصادية جديدة تكيف الحياة الاجتماعية وتمدها بأسباب التقدم المادي. أما في مجال الثقافة فان هناك نكوصا، رجوعا الي مسائل الانسان الأساسية، الجوهرية والفلسفية.
استنادا الي تشديده علي تفتح الأنا يندد الفضاء الثقافي بالتخصص واللاشخصانية السائدين في الفضاءين الحكومي والتقني / الاقتصادي. ان اهداف التنظيمات السياسية، وضغوط العبودية الاقتصادية، والارهاق الناتج عن العمل المفرط، والاعلام الذي يلبي حاجات التسلية الخارجية علي حساب الحاجات الروحية، هذه كلها اسباب تغذي الوضع البشري بالاغتراب وتحول دون تفتح شخصيات الأفراد.
ان جوهر التفكير، وبالتالي السلوك، في الفضاء الحكومي أو السياسي لا يساعد علي تكوين النفوس الحرة المستقلة. فالتنظيمات السياسية تعمل علي أن تقتاد الفرد لا الي اقتناعاته بواسطة تفكيره هو، بل الي جعله يتخذ لنفسه الاقتناعات التي أعدتها من أجله . وكل انسان يفكر تفكيرا مستقلا ويكون في الوقت نفسه حرا من الناحية الروحية، هو في نظرها غير ملائم بل ومثير للارتياب، اذ ليس فيه الضمان الكافي للاندماج في المنظمة علي النحو الذي يريدونه. وكل الهيئات المنظمة تري أن قوتها ليست في قيمتها الروحية والأفكار التي تمثلها وقيمة الناس الذين ينتسبون اليها، بل في بلوغ أعلي درجة من الوحدة فيما بين أفرادها والاستبعاد للاخرين. ففي هذا تتوقع قيام مقدرتها علي الهجوم والدفاع (52).
والصورة تبدو أمر من ذلك في الفضاء التقني / الاقتصادي، فهو يقوم علي العقلانية الوظيفية المكونة من البيروقراطية والهيكلية التراتبية (الهرمية). ان بنية هذا الفضاء لاشخصية لأن دور البيروقراطية يكمن في تمثيل وظيفة غير مرتبطة بأي انشغال شخصي. هنا يحصر البشر في الأدوار والوظائف، وتجرد شخصيتهم، بحيث لا تعود السلطة الي الفرد، بل الي الموقع الذي يشغله الانجاز العقلي للمهام (53).
والنتيجة المترتبة علي ذلك هي اغتراب الفرد عن العمل الذي يقوم به، او انعدام الصلة الروحية بينهما . لقد أصبحت القاعدة اليوم في كل دائرة من دوائر المجتمع هي القيام بقدر مفرط من العمل. والنتيجة لهذا هي ان العنصر الروحي في العامل لا يمكن أن يترعرع. ان عبودية العامل لساعات العمل المرهقة تشعره بالحاجة الي مرفهات خارجية، والبحث عن تسليات من النوع الذي لا يتطلب من قواه الروحية الا أقل مجهود. فارهاق العمل لا يترك له وقتا كافيا لتثقيف نفسه أو تبادل الآراء الجدية مع اخوانه او لصحبة كتاب (54).
ان عقلية التسلية التي تنبثق من الارهاق تنعكس علي المنشآت التي يفترض فيها خدمة الثقافة. فالمسرح في مركز ثانوي بالنسبة الي ملاعب اللهو ، والكتاب المفيد في مركز ثانوي بالنسبة الي الكتاب المسلي. ووسائل الاعلام تكيف نفسها لمطالب التسلية المتنامية . فاذا ما دخلت السطحية في المنشآت التي كان ينبغي لها أن تنهض بعبء الحياة الروحية، فان هذه المنشآت بدورها تؤثر في المجتمع.. وتفرض علي الجميع تلك الحال من الفراغ العقلي (55).
ولعل هذه الانتقادات الاخيرة تمثل ذروة الهجوم علي وسائل الاعلام الجماهيرية. وقد أصبح من المعتاد اتهام هذه الوسائل بأنها مضرة بالنمو الثقافي، اما من خلال تحويل الجمهور عن قراءة الكتب واما بخلق ثقافة كاذبة أو ثقافة جماهيرية .
لكن هناك من يري الي علاقة وسائل الاعلام الجماهيرية بالثقافة من زاوية نظر اخري. يقول عالم الاجتماع الاميركي فرنسيس بال ان الاعلام الجماهيري يضفي علي الثقافة، بل وعلي الحضارة بصورة عامة، اتجاها مختلفا جدا عن ذلك الذي كان يناسب المملكة الوحيدة، مملكة النشر بالكتاب. ومع ذلك فليس هناك شيء يتيح التنبؤ بأن المجتمع الحديث سيكف عن القراءة. بل علي العكس يبدو ان تلاؤما يحدث بين الاتجاهين.
ويضيف بال : فاذا كان التلفزيون يدخل تعديلا علي الثقافة، فان ذلك لا يتم باستبعاد الثقافة المرتبطة بالقراءة، وانما باضفاء بعد جديد عليها، وبدمجها في مجموع أوسع.ان الدراسات السوسيولوجية الأحدث عهدا لا تؤكد علي الاطلاق فرضية ان الثقافة الجماهيرية تطرد الثقافة الكلاسيكية أو ثقافة النخبة. والحقيقة، ولا ريب، ان وضع المعارف العلمية والادبية والفنية في متناول الجمهور خلال سياق من التسلية، حيث يجري عرضها باسلوب مفكك أو مشتت، ليس من طبيعة تدفع الي الأمام تكوين الجمهور الكبير تكوينا فكريا في أحسن الشروط. ولكن هذا النوع من المعلومات، علي الأغلب، يندرج في زمن حر لن يكون بدون ذلك مخصصا لفاعليات أكثر اغناء.
ويشير بال الي عدة استقصاءات بينت ان نسبة تستحق الذكر من مستمعي البث الاذاعي ومشاهدي الارسال التلفزيوني، الذين لهم خلفية ثقافية، كانت ميالة الي اكمال المعرفة الأولية التي تم تلقيها علي هذا المنوال بالرجوع الي كتب تعالج الموضوعات ذاتها.وربما كان جمهور وسائل الاعلام الجماهيرية يقضي من الوقت في القراءة أقل مما يستطيع ان يقضيه علي نحو آخر، ولكن قراءاته ذات فائدة كبري وسطيا.
الخطر، حسب بال، هو ان البحث عن المشهدي والمثير، اللذين تشجعهما الاذاعة والمجلات والصحف والتلفزيون بصورة طبيعية، يضفي أهمية علي قطاعات من الحياة الثقافية لا تستحقها. وهذه الظاهرة، من جهة اخري، مرتبطة بظاهرة اضفاء الشهرة التي تعزو الي الممثلين والمقدمين شهرة أكبر من شهرة المؤلفين والمخرجين، وبوسعها آخر الأمر أن تقلب مقاييس الانتاج الأدبي والفني علي نحو خطير(56).
التخصص، كما سبق القول، يتصدر نقد الفضاء الثقافي، لأنه يحد من صلات الناس ببعضهم البعض وبالطبيعة معا. لقد أدت الزيادة الهائلة في المعرفة والقوة الي نتيجة محتمة هي اقتصار ألوان النشاط الفردي علي فروع محددة محصورة. فالعمل الانساني نظم بحيث يعين التخصص الأفراد علي تقديم أعلي ما يستطيعون تقديمه وأبلغه أثرا. والنتائج التي تحققت مدهشة، لكن المعني الروحي للعمل بالنسبة الي العامل ضئيل . وفي هذا توضيح لذلك القانون المفجع الذي يقول ان كل مكسب تصحبه، علي نحو أو آخر، خسارة مقابلة (57).
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية

آخر تعديل بواسطة المصابر ، 21-10-2007 الساعة 07:20 AM.
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .