الماضي يعود

[نايف القحطاني]

"الماضي يعود"
أحس كأنه يختنق، أحس أن همومه تحولت حبلا سميكا يلتف حول عنقه، يمنعه من الكلام والتنفس وحتى التفكير .
أحس أن حياته لا بد أن تتغير ، لم يركب سيارته الفارهه كعادته ، حتى أنه لم يلمح السائق وهو يفتح باب السيارة يدعوه للركوب قائلا :
- خارج يا أفندم ؟
لم يرد بكثير أو قليل وخرج هائما على وجهة لا يعرف إلى أين وأين ستلقى به الأقدار .
وبينما هو سائر فى وسط الزحام ، يمتطى قدميه ، يفكر في همومه ومشاكله التي لا تنتهي ، في البيت وفى العمل ، مع زوجته ومع مرؤوسة كان يرى زحام السيارات في الشارع ويتخيل زحام المشاكل فى رأسه ، لكن الفرق هو أن همومه ومشاكله لا تقل ولا تنتهي إنما تزيد فى كل ساعة تمر ، حتى يخيل إليه أن الهموم أصبحت جزءا من شخصيته من شدة ما ارتبطت حياته بها .
بينما هو كذلك يصارع همومه فتصرعه ، إذا به يراها من بعيد ، لم يصدق نفسه ، تخيلها حلما .
- هل هي فعلا ؟
- يااااه !! إنها هي ، لم تتغير ملامحها منذ أن كانت صغير ه. حقا ، قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا ... لقد ظن أنه لن يقابلها ثانية منذ اللقاء الأخير بينهما .
أيقابلها بعدما أيقن أنه لن يلقاها ثانية ، وأن رؤيتها بالنسبة له أصبحت شيئا مستحيلا ، بل ربما اعتبرها أكثر المستحيلات استحالة ؟
يالها من صدفة جاءت في الوقت المناسب بعدما فقد كل أمل في رؤيتها، بعدما انطفأت كل الشموع في حياته ، وتحولت حياته إلى لحن حزين لا يتوقف، تذكر الحب الذي قتل تحت شجرة التوت التي اعتاد أن يلتقيا تحتها منذ عشرين عاما.
تذكر الحب الذي تخيلا أنه أقوى من كل شئ وأقوى حتى من الزمن والمجتمع كانا يحلمان حتى تخيلا أن الحياة لا تتسع لأحلامهما.
لكنهما كانا صغيرين لم يعرفا أن للدنيا وجه أخر غير الذي يريانه. لم يريا بعد الوجه الحقيقي للحياه ، فلم تكن الحياة في نظريهما وقتها إلا حب وسماء صافية ولون اخضر. لم يكشف الذئب آنذاك عن أنيابه القبيحة ، ولم يسمعا عن القطة التي التهمت صغارها .كان يرى الدنيا في عينيها الصافيتين ، وكانت ترى الحياة في ابتسامته . لم يتخيلا أن كل هذا سوف يضيع فى لحظة .
تذكر ذلك اليوم البعيد عندما ذهب هو ووالدته الفقيرة إلى والدها ( سعادة البيئة ) كما كان يناديه خدمة في قصره الكبير ، ليطلبها للزواج .
كان وقتها يحمل كل أحلامه فى عقلة وتخيل أن حبه سوف يشفع له لدى (سعادة البيه) .
لكن والدها خيب ظنه وظنها ،وقتل حبهما بيديه ، لم يرحم توسلاتهما ودموع ابنته ،لم يستجب لصراخ الحب بأن يتركه يعيش .
بعد ذلك لم يرها ، ودعها بالدموع وودعته بالبكاء .
انتظرها طويلا تحت شجرة التوت عساها تأتى ولكنها لم تأت.
تذكر كل هذا في لحظة عندما رآها ، وسقطت عبراته دون أن يشعر، نظر إليها وابتسم ........
ولكنها نظرت إليه دون أن تهتم ، وكأنها لم تعرفه، ومرت بجانبه دون أن تتكلم .ما هذا ألم تعرفه ، أم أنها نسيته ؟!
نظر خلفه وناداها باسمها فالتفتت إليه مبتسمة وقالت :
- حضرتك تعرف ماما ؟ !!
.............................................

[اوراق الثريا]

نايف القحطاني هكذا أنت دائما

مشاركتك لها مغزى مع هروب الايام الى حيث لارجعة فيها
وكلٌ منا يذكر ابو الطيب المتنبي حيث قال:
اين الذي الهرمان من بنيانه ماقومه مايومه ما المصرع ٌ
تختلف الاثار عن اصحابها حينا ويدركها البلاء فتصرعٌ
لك
سلام المحبة الجادة في سيرك الزمن المتقلب

[ريّا]

القحطاني .........قصة قصيرة لكني احسست أنها رواية طويلة جدا
والنهاية رائعة .........حضرتك تعرف ماما .........في الف شيء
وشىء يقتل الحب وينهيه ....وهنا سبب تقليدى ....الغني والفقير
أصبح بطلك غني فهل يقبل أن يزوج أبنته لحبيب فقير ؟؟؟!!!!!!
دمت وسلمت .........كن بخير ..........ريا