أزمات تسلم عليكم وتقول وحشتوني
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قدر الله وما شاء فعل ان نعيش في وطن تميز عن بقية الأوطان تلك التي تتربع على قائمة دول العالم الأول أو تلك التي تقبع في ذيل قائمة الدول النامية والنائية والنائمة
فنحن يا سادة يا كرام نعيش في وطن الأزمات والتناقضات وأصبحنا ننافس الشعب الفلسطيني على لقب شعب الجبارين وان كدنا قاب قوسين على الفوز بالقب
فقد أبدع مسؤولينا الكرام في اختراع الأزمات وتنويعها ولكي لا يدخلوا الملل إلى قلوبنا تم تنويع تلك الأزمات في كل المجالات
فنحن والحمد لله أولاً وأخيراً نعاني الأزمات أكثر من غيرنا من بلاد الله الواسعة نحن بكل فخر استجلدت جلودنا وقست قلوبنا وانشغلنا بمعالجة أزماتنا فما أن تنتهي أزمة إلا وأقحمنا مسؤولينا في أزمة أخرى وهكذا دواليك
ابتداءً من موسم الحج وما يصاحبه من أزمة في الألبان والخضار وبقية المواد التموينية فنصبّر أنفسنا بأنها أيام معدودات وواجب علينا التضحية لأجل ضيوف الرحمن
فيأتي عيد الأضحى ونعيش أزمة الخرفان مثل كل عام فنجد الخروف الذي كان يباع بـ600 ريال اصبح سعره 1200 ريال ولم يكتفوا فاعلي الأزمة بذلك بل ارادوا النفع للقصابين فوصل سعر الذبح 150 ريال وقبل الأزمة كان القصاب يتقاضى 10 ريال مع خمس أو ست دعوات بطولة العمر
ولكي ننوع في أزماتنا استحدثوا أزمة أسواق المال والأسهم بعد أن وشى بنا الواشين أننا سنصبح أغنياء وسنركب السيارات كتلك التي يركبوها المسؤولين وغير مستبعد أن نتطاول عليهم بالبنيان
فتم دبغنا وضربنا وتشتيت شملنا بإيعاز من المسؤول للحــرامية الذين يعملون لديهم بســرقة أموال الشعب وقد أدوا واجبهم بكل أمانة واقتدار
فخسر المواطن في شهر ما جمعه في 20 عام لكي يكون عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه أن يغتني في وطن الأزمات
ثم تأتي أزمة الاتصالات ليلة العيدين فيصبح هاتفك الجوال خامداً بارداً كقلوب مسئولينا لأننا في أزمة اتصالات ولا أنسى التعليم وأزمات الأماكن في الجامعات والكليات وأزمة بنك التسليف العقاري الذي يجب أن تنتظر لأكثر من 25 عام لكي تحصل على فرصة إقراض بدون فائدة ولكنه إقراض تحت بند ( امصع اذني اذا بنيت )
وحينما أثبتنا للمسؤولين قوتنا وجبروتنا ودلاختنا اصبحوا يتفننون فينا بل يتعاظمون على اختراع الأزمات فمن الدواء وقلته في الأسواق وأسعاره المضاعفة عشرات المرات
إلى الدقيق وشحه مرورا بأزمة اللحوم وازمة الديزل وازمة الحديد ومن قبله الأسمنت حتى التتن لم يسلم منهم فهناك ازمة لبعض انواع التبغ حسب ما صرح به احد شباب الحارة ( حارة بقيلي الأبية )
وها نحن اليوم وقبل دخول الشهر الفضيل نخوض معركة جديدة بطلها هذه المرة أزمة المياة وشحها والدخول بقوة في التنافس مع سعر برميل البترول فقد بلغ الأستهتار بنا بأن يباع صهريج الماء بألف ريال في بعض مناطق الجنوب بل وصل فيهم الأحتقار بأن يكون دورك في الحصول على وايت الماء بعد عشرين يوما واكثر
فقد اقسم لي احد سكان منطقة في الجنوب ان دورة يوم 29 رمضان للحصول على وايت ماء
( شر البلية ما يضحك ) هههههههههههههههههه
ليجبروك للذهاب الى السوق السوداء لشراء الوايت بأسعار تتفاوت ما بين الـ 500 الى الــ1000 ريال ولا زال المؤشر مرشح للصعود فأقفلت الشقق المفروشة في الجنوب أبوابها تحت شعار السياحة الداخلية الجديد
(( ضف وجهك صيف في سوريا والا مصر حنا محنا وجه سياحة ))
فاصبح الفرد منا يركض فرادا وجماعت نركض ونلهث خلف وايت ماء ليروي عطشنا وابنائنا معطلين اعمالنا وشؤوننا الخاصة بل اصبح البعض إن لم يكن الكل يتبادل التهاني حين حصولة على وايت ماء والبعض فضل ان يلتقط صورة تذكارية بجوار الوايت ليضعها في برواز اطارة من القهر والذل
وبحنكتي السياسية ودهائي استطعت عبر أكثر من وسيلة أن أعقد صداقة مع صاحب وايت ماء لأقيم له حفلة في منزلي بمناسبة قبوله صداقتي لأتلقى التهاني من الأقارب والأصحاب والأحباب على هذه الصفقة المربحة بعد أن أصبحت من المدعومين بالواسطة لدى سعادة سواق الوايت
ومن هذا المنبر الحر أناشد واتوسل مسؤولينا ومهندسي الأزمات بسرعة إصدار جدول موضحين فيه الأزمات القادمة وموعدها وذلك عبر الإعلان في الجرائد والمجلات والدعايات في الشوارع العامة
لنهيئ أنفسنا ونتدرب عليها مع رجائي الحار بأن لا تتجاوز الأزمات 12 أزمة كل عام بواقع كل شهر أزمة على أن تزيد في الأعوام المقبلة حسب الحاجة إليها
حبايبي شعب الجبارين والمستجلدين
أرفع رأسك ويديك لمن رفع السماء بدون عمد
احسبك إن شاء الله في الجنة فخصومك كثر يوم الحساب
وكل أزمة وانتم بخير
المستجلد
عنترنيت
__________________
antrnet2009@hotmail.com
|