كل ما سبق يدفعنا لبناء أفضل العلاقات مع دول الجوار التى تجمعنا بها روابط تاريخية ومصالح مشتركة بهدف تحقيق الاستقرار فى منطقتنا وايجاد الحلول للمشكلات القائمة ونوءكد على ضرورة حل أية مشكلات تنشأ بينها من خلال الحوار المباشر والتواصل المستمر الكفيلين بازالة أسباب الخلاف وتبديد القلق تجاه النوايا وفي خضم القضايا الكثيرة التي تشغلنا تأتي ظاهرة الارهاب كواحدة من التحديات الراهنة التى تواجهنا وفي الوقت الذى نعبر عن ادانتنا للممارسات الارهابية التي تستهدف الابرياء ووقوفنا الحاسم ضد الارهاب فاننا نؤكد على اعتبار مقاومة الاحتلال حقا مشروعا للشعوب تكفله المواثيق الدولية والاعراف الانسانية كما نوءكد على اعتبار ارهاب الدولة الاسرائيلى ضد أبناء شعبنا العربى يمثل أكثر أشكال الارهاب فظاعة فى العصر الحديث.
أيها الاخوة أصحاب السيادة والسمو:
لقد شهدت العلاقات البينية العربية تناميا ملحوظا في السنوات الاخيرة لا سيما على المستوى الاقتصادي مع تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى كما أن اتجاه الاستثمارات العربية نحو البلدان العربية يعد بمزيد من النمو أما فى الجانب الثقافي والتربوي فأمامنا الكثير من العمل فى ظل هجمة خارجية ثقافية خطيرة تؤثر على انتماء الاجيال الناشئة لثقافتهم القومية الام والمنطلق لاي انجاز فى هذا المجال هو العمل على تمتين اللغة العربية على المستوى القومى باعتبارها الحامل الرئيسي لثقافتنا وانتمائنا وذاكرتنا وفقدانها يعني فقدان التاريخ وبالتالي فقدان المستقبل وأمام القمة مشروع لربط اللغة العربية بمجتمع المعرفة كي تكون لغتنا لغة للثقافة والحياة تحفظ كياننا وتصون هويتنا الحضارية ويجب أن نمضي في عملية الاصلاح الداخلي الذي يلبي متطلباتنا الوطنية والتنموية وينسجم مع معطياتنا الثقافية والا نتهاون في رفض أي شكل من أشكال التدخل فى شؤوننا مهما اتخذ من عناوين ومهما توسل من أساليب واعتمد من أدوات فتجارب الامس واليوم دللت كم كان مكلفا فرض التغيير من الخارج وكم كان مكلفا فرض نماذج سياسية أو اقتصادية مسبقة على الدول النامية.
صحيح أن مدة القمة العربية تحسب بالايام والساعات القليلة ولكنها محطة هامة نضيف فيها لبنات الى البناء الذى ننشده وصحيح أن العبرة ليست فيما نقوله فى القمم بل فيما نفعله فيما بينها ولكن القمة أساسية في تحديد الاتجاه الصحيح والسرعة الضرورية لكل ما سنقوم به لاحقا وصحيح أيضا أننا في القول وفي الفعل منفتحون على التعاون مع الاخرين في هذا العالم ولكن الاكثر صحة أن هذا التعاون يثمر فقط عندما نعتمد على أنفسنا فالقواسم المشتركة التى تجمع بيننا كعرب كثيرة وأساسية أما نقاط الاختلاف فعندما يجمعها اطار الحرص على أمتنا فلا بد للبناء المتين في مشروعنا العربى الذي نسعى لتحقيقه أن يكتمل.
أكرر ترحيبى بكم أيها الاخوة الاكارم وأرجو لكم أطيب الاوقات فى بلدكم وبين أهلكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر
http://www.arabsummitsyria.org
===================================
نص كلمة الأمين العام للجامعه العربية في مؤتمر القمة العربية العشرين
--------------------------------------------------------------------------------
السيد الرئيس
أصحاب الفخامة والسمو
السيدات والسادة
منذ أسابيع قليلة احتفلنا بدمشق عاصمة للثقافة العربية وهو تدشين مستحق لحاضرة الأمويين التي تبض أركانها بعبق العروبة وتاريخها وأعماق ثقافتها واليوم نجتمع في دمشق في قمة تؤكد رسوخ ما أبديتموه في قمة القاهرة عام 2000
بأن تعقد قمة سنوية مهما كانت الظروف يلتقي العرب على أعلى مستوياتهم للتفكر والتدبر في أمور الأمة والتحديات التي تواجهها والآمال التي تداعب نفوسنا نحن المواطنين العرب بغد أفضل على المستوى القومي ودور أرحب على المستوى الدولي و إذ أبدأ بتهنئة فخامة الرئيس بشار الأسد بمناسبة تبوأه مقعد رئاسة القمة العربية الدورية الثامنة والقمة العشرين منذ عقدت أولاها في آواخر الأربعينات في أنشاص بمصر لأهنئه وأهنىء سوريا و أتمنى بل و أثق أنها ستكون رئاسة تجمع وتوفق وقمة تصلح وتتصالح واجتماع يهدف إلى تضميد الجراح بالجسد العربي الدامي
والذي صدق فيه قول المتنبي " رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال "
" فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال "
وإذ أقدم التهنئة الخالصة إلى الرئيس الأسد واتمنى له التوفيق في قيادة عمل عربي جاد ومنتج يسرني أن أعبر عن التقدير الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الذي ترأس القمة الماضية بكل ماهو معروف عنه من غيرة على عروبته وإخلاص لدينه ولدعمه الكبير للجامعه العربية ودورها
السيد الرئيس
أصحاب الفخامة والسمو
السيدات والسادة
تنعقد هذه القمة والغيوم تملأ الجو العربي الذي أصبحت قتامته مضرب الأمثال وسلبياته تضرب في جذور النظام العربي وتخلق حالة من الأرتباك السياسي و الأرتباك في الأولويات والأضطراب في العلاقات العربية وتكبيل الحركة الجماعية نحو المستقبل والتي دعت إليها قمتكم في تونس عام2004 وقد صاحب ذلك اضطراب مواز في العلاقة العربية الجماعية مع الغرب الذي استغرقته أو جزء كبير منه نظرية صراع الحضارات التي ترجمت في موجات من العداء للعرب والمسلمين والشك في ثقافتهم ومقاصدهم والرغبة في استثارتهم واشغالهم وربما اهانتهم وتجاهل حقوقهم واستهداف هزيمتهم وقد أدى ذلك كله إلى حالة غير مسبوقة من الخلل في الوضع الإقليمي وهو خلل تعاني منه المنطقة العربية على وجه الخصوص واذا نحن راجعنا موقف المشاكل السياسية والأمنية التي تشغلنا أو وضع عملية التطوير والتحديث التي نشعر جميعا بضرورتها أو مدى التقدم الذي أحرزناه في مضمار التنمية الأقتصادية و الإجتماعية فإن النتيجة في عمومها غير مرضية رغم نبضات من الإنجاز هنا وهناك وهو ما أعرضة على مقامكم في إطار التقرير الذي قدمته بعنوان " تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك " منذ قمة الرياض في مارس/اذار من العام الماضي وحتى هذا اليوم في قمة دمشق وفصلت فيه الوضع المتعلق بالأمور السياسية وتطورات مشكلاتنا المعقدة من فلسطين إلى لبنان إلى العراق إلى السودان إلى الصومال وغيرها وتحدثت عن الأمن الإقليمي وعن مسيرة التطوير والتحديث والمنحنى الذي خلقته نظرية صدام الحضارات بالإضافة إلى علاقات العالم العربي ممثل في الجامعة العربية مع مختاف التجمعات الدولية والإقليمية وكذلك في مجال التواصل مع المغتربين العرب
واليوم وبمناسبة انعقاد قمة دمشق وتعلق عيون العرب وأذانهم بما يمكن أن يتم في اطار هذه القمة والحال في العالم العربي هو ما تعلمونه ، فاسمحوا لي أن أمضي في الحديث بكل صراحة لأقول أننا نعاني أزمة ثقة فينا وفيما بيننا .. نعم لقد وصل الأمر إلى درجة غير مقبولة من الأضطراب في العلاقات العربية كما وصل إلى درجة غير مسبوقة بتلاعب قوى دولية بقضايانا وعلى رأسها القضية الفلسطينية ربما استخفاف برد الفعل العربي أو توقعا له رداً مضطرباً متفاوتاً بين المعلن والخفي وبين الحازم والمتردد مما أوقعنا في لجة من التناقضات والمتناقضات
وفي هذ أطرح الموقف في اطار العناصر الآتية :-
-------------------- يتبع ------------------------------------------------