أصل اللون الأخضر للعملة الأمريكية

[صفاء العشري]

في عام 1861، وكوسيلة لتمويل الحرب الأهلية الأمريكية، بدأت الحكومة الاتحادية إصدار النقود الورقية لأول مرة منذ إصدار الكونغرس القاري العملة المطبوعة بهدف تمويل الحرب الثورية ( كان الشكل السابق للدولار الورقي الذي أطلق عليه اسم كونتيننتال، قد أصدر بكمية كبيرة وسرعان ما فقد الكثير من قيمته). وفي العقود التي سبقت الحرب الأهلية، كانت البنوك الخاصة التي منحتها الدولة الامتياز تطبع النقود الورقية، مما أدى إلى تبادل مجموعة واسعة من التصاميم والأنواع . وبدءا من عام 1860 ظهرت العملة التي وزعتها الحكومة الأمريكية والتي عرفت بالدولارات الأمريكية مطبوعة بالحبر الأخضر على الجانبين. كان هذا الحبر إجراء لمكافحة التزييف استخدمت لمنع النسخ بالتصوير الفوتوغرافي، إذ كانت آلات التطوير آنذاك تأخذ الصور باللونين الأبيض والأسود فقط.
وفي عام 1929، قلصت الحكومة حجم كل النقود الورقية (من أجل خفض تكاليف التصنيع) وفرضت تصاميم موحدة لكل مجموعة، الأمر الذي جعل من السهل على الناس تمييز العملة الحقيقية من المزيفة. استمر استخدام الحبر الأخضر لأنه وفقا لمكتب الطباعة والنقش الأمريكي ، كان الحبر موجودا بكمية وفيرة ودائمة كما أن اللون الأخضر يقترن مع الاستقرار.

اليوم، هناك نحو 1.2 تريليون دولار في القطع النقدية والنقود الورقية المتداولة في أمريكا. ويكلف إنتاج كل دولار نحو 5 سنتات ونحو 13 سنتا لإنتاج ورقة 100 دولار، وهي أعلى فئة متداولة حاليا. العمر الافتراضي المقدر لورقة الدولار يقارب ست سنوات، في حين أن ورقة ال 100 دولار عادة ما تدوم 15 عاما، وورقة الحمسين وهي الأقصر حوالي ثلاث سنوات ونصف.
أما اسم الدولار فهو عبارة أقدم بكثير من العملة الأمريكية. الأصل هي عبارة "thaler" الاسم الذي كان يطلق على العملات الأولى المسكوكة محليا عام 1519 من الفضة في بوهيميا. وما لبث أن تحول بالإنجليزي إلى تالر ثم دولار، وانتشر في المستعمرات في الأمريكيتين.