ولكن لماذا لجأ النظام الإيراني لهذه الخطوة بالذات؟، ولماذا ضد السعودية تحديدًا؟
والإجابة على هذا السؤال تتلخص في أن النظام الإيراني وجد نفسه أمام تحدٍ مصيري، خاصةً بعدما رفض زعيمي المعارضة مير حسين موسوي، ومهدي كروبي عرضًا من خامنئي بمنحهما وزارتين , فالأمر لا يتعلق إذن لا يتعلق بصراعٍ بين تيار إصلاحي وآخر محافظ، بل يتعلق ببقاء نظرية "ولاية الفقيه" التي تمثل أساس النظام الإيراني؛ فكان لابد لقادة النظام الإيراني من اتخاذ العديد من الخطوات على الصعيدين الداخلي والخارجي لإعادة الحيوية لنظرية "ولاية الفقيه".
فعلى الصعيد الداخي خرجت العديد من التصريحات التي تصب في هذا الاتجاه، حيث صرح قائد الحرس الثوري بأن "الحفاظ على النظام الإيراني أهم من فريضة الصلاة"، فيما قال مستشار خامنئي العسكري إن "خامنئي خليفة المهدي المنتظر"، وأن "النظام الإيراني يحظى بمدد إلهي".
ونظرًا لعدم فاعلية هذه التصريحات وعدم تأثيرها لصدورها عن شخصيات محسوبة على النظام الإيراني لجأ قادة النظام الإيراني إلى التصعيد الخارجي، ووجد هذا النظام غايته في السعودية نظرًا لما تتمتع به من مكانه بين الدول السنية ولاحتضانها للبقاع المقدسة، خاصةً وأن موسم الحج قد اقترب.
وهنا بدأت التصريحات الإيرانية تتوالى من حث خامنئي ونجاد للحجاج الإيرانيين على إثارة الشغب ثم الدفع بالحوثيين إلى الأراضي السعودية لإثارة مواجهات شيعية – سنية، لكي تتصدر هذه المواجهات الأحداث في إيران وتصرف الشعب الإيراني عن الساحة الداخلية، وتدفعه باتجاه صراعات طائفية مفتعلة .
|