العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بـــوح الخــاطـــر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 14-07-2008, 06:19 PM   #1
eid-123
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 182
إفتراضي إلى من يسكنون السماء

كنت في أحد الأسواق التجارية المغلقة عندما رأيتها ...

كانت عيونها كسماء حزيران .. صافية جدا .. ومحرقة جدا ..



تتقدم نحوي ببطئ شديد .. تحدق بي بعيونها التي تشع نورا ورقة ..

قالت : هل لك يا سيدي أن تدلني على مكان يمكنني أن أرى فيه موطني ؟

قلت بدهشة : وأين يقع موطنك ؟

قالت : في السماء يا سيدي ... أرجوك أن تدلني على مكان للخروج من هنا ..

قلت : تفضلي سيدتي سأوصلك الى المكان فإنه قريب جدا ...

ذهبت معها وقد كانت محاولة مني لإشباع رغبتي القوية في النظر إلى عينيها ...

كانت خطواتها بطيئة وتحمل الكثير من الثقة .. والكثير من الحذر .. وقد كانت تملك ابتسامة بريئة جدا كإبتسامة الملائكة .. تنظر تارة إلي وتارة أخرى إلى السماء ...

سألتها : منذ متى وأنت تسكنين في السماء ؟

قالت : منذ عشرين عاما

قلت : إذا فالقمر والنجوم من أعز أصدقائك !



قالت : نعم .. إني أراهم دائما .. حتى في وضح النهار ...

حسنا سيدتي هاقد وصلنا .. هذا هو المكان .. أتريدين شيئا آخر ؟

نظرت إلى السماء بتنهيدة ناعمة وكأنها وجدت موطنها أخيرا ..

ثم نظرت إليّ وقالت : من أين أنت ؟

بعد قليل من الصمت قلت : أعذريني يا سيدتي .. فلقد نسيت عنواني !!!

ضحكت وقالت : إذا فلتصبح على وطن ...

ودعتها .. وقد كان قلبي يقول بصمت وحزن : ياليتني أصبح في محراب عينيك .

وأنا في طريق العودة ...

كانت هناك امرأة تمشي بسرعة .. مرتبكة .. خائفة .. تحدق بكل شئ من حولها .. وكأنها تبحث عن شئ ثمين قد فقدته ...

إصطدمت بي .. قالت بلهجة قلقة جدا : أعذرني يا سيدي .. ولكنني أبحث عن أختي .. فقد كانت معي منذ قليل .. ثم فجأة إختفت ...

قلت لها : صفيها لي ...

قالت : أختي تبلغ العشرين من العمر .. تملك عيونا بلون السماء .. وبشرتها بلون القمر .. وترتدي عباءة صنعت من دموع الكواكب

قلت : إهدأي يا سيدتي .. فلقد رأيت أختك منذ قليل .. وهي الآن هناك في ذلك المكان ...

نظرت السيدة الى المكان بلهفة .. وإذا بأختها واقفة هناك تراقب السماء .. وكأنها تنتظر قدوم نجمة ما ...

فقالت وقد إغرورقت عيناها بالدموع : الحمد لله أنني وجدتها .. لقد كنت خائفة عليها كثيرا .. شكرا لك ياسيدي ...

قلت : عفوا ياسيدتي .. ولكن أرجوك بأن تقولي لي .. ماسر قلقك .. ولما خوفك الشديد عليها ؟؟؟

قالت بنبرة مرتعشة لا تخلو من الحزن :

إن أختي ياسيدي .. فاقدة لبصرها ...

إن أختي ... فتاة عمياء .
eid-123 غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-07-2008, 08:17 PM   #2
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة eid-123
كنت في أحد الأسواق التجارية المغلقة عندما رأيتها ...

كانت عيونها كسماء حزيران .. صافية جدا .. ومحرقة جدا ..



تتقدم نحوي ببطئ شديد .. تحدق بي بعيونها التي تشع نورا ورقة ..

قالت : هل لك يا سيدي أن تدلني على مكان يمكنني أن أرى فيه موطني ؟

قلت بدهشة : وأين يقع موطنك ؟

قالت : في السماء يا سيدي ... أرجوك أن تدلني على مكان للخروج من هنا ..

قلت : تفضلي سيدتي سأوصلك الى المكان فإنه قريب جدا ...

ذهبت معها وقد كانت محاولة مني لإشباع رغبتي القوية في النظر إلى عينيها ...

كانت خطواتها بطيئة وتحمل الكثير من الثقة .. والكثير من الحذر .. وقد كانت تملك ابتسامة بريئة جدا كإبتسامة الملائكة .. تنظر تارة إلي وتارة أخرى إلى السماء ...

سألتها : منذ متى وأنت تسكنين في السماء ؟

قالت : منذ عشرين عاما

قلت : إذا فالقمر والنجوم من أعز أصدقائك !



قالت : نعم .. إني أراهم دائما .. حتى في وضح النهار ...

حسنا سيدتي هاقد وصلنا .. هذا هو المكان .. أتريدين شيئا آخر ؟

نظرت إلى السماء بتنهيدة ناعمة وكأنها وجدت موطنها أخيرا ..

ثم نظرت إليّ وقالت : من أين أنت ؟

بعد قليل من الصمت قلت : أعذريني يا سيدتي .. فلقد نسيت عنواني !!!

ضحكت وقالت : إذا فلتصبح على وطن ...

ودعتها .. وقد كان قلبي يقول بصمت وحزن : ياليتني أصبح في محراب عينيك .

وأنا في طريق العودة ...

كانت هناك امرأة تمشي بسرعة .. مرتبكة .. خائفة .. تحدق بكل شئ من حولها .. وكأنها تبحث عن شئ ثمين قد فقدته ...

إصطدمت بي .. قالت بلهجة قلقة جدا : أعذرني يا سيدي .. ولكنني أبحث عن أختي .. فقد كانت معي منذ قليل .. ثم فجأة إختفت ...

قلت لها : صفيها لي ...

قالت : أختي تبلغ العشرين من العمر .. تملك عيونا بلون السماء .. وبشرتها بلون القمر .. وترتدي عباءة صنعت من دموع الكواكب

قلت : إهدأي يا سيدتي .. فلقد رأيت أختك منذ قليل .. وهي الآن هناك في ذلك المكان ...

نظرت السيدة الى المكان بلهفة .. وإذا بأختها واقفة هناك تراقب السماء .. وكأنها تنتظر قدوم نجمة ما ...

فقالت وقد إغرورقت عيناها بالدموع : الحمد لله أنني وجدتها .. لقد كنت خائفة عليها كثيرا .. شكرا لك ياسيدي ...

قلت : عفوا ياسيدتي .. ولكن أرجوك بأن تقولي لي .. ماسر قلقك .. ولما خوفك الشديد عليها ؟؟؟

قالت بنبرة مرتعشة لا تخلو من الحزن :

إن أختي ياسيدي .. فاقدة لبصرها ...

إن أختي ... فتاة عمياء .

منذ فترة لم أقرأ ما يجذبنى هكذا
فكم تعجبنى هذه النوعية من الكتابات

أخى عيد بحق رااااااااااااااائعة
فقد استمتعت بها كثيرا



__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-07-2008, 08:22 PM   #3
هـــند
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
الإقامة: بلاد العرب
المشاركات: 4,260
إفتراضي

قرأت خاطرتك وانا اتمعن عباراتها وتلون كلماتها حتى وصلت الى آخر مقطع فيها فلم استطع وقف سيل دموعي
استمتعت وتأثرت بها فلتسلم أناملك
هـــند غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-07-2008, 12:41 AM   #4
كونزيت
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 3,955
إفتراضي

صورة خيالية حالمة وجذابة تلك التي رسمتها بحروفك أخي عيد
__________________
كونزيت غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-07-2008, 12:00 PM   #5
زهير الجزائري
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: من قلب الاعصار
المشاركات: 3,542
إفتراضي

تصبح على وطن
كلمة تذكرنى باشياء كثيرة
خاطرة رائعة تسلم اخى عيد
__________________
زهير الجزائري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-07-2008, 01:36 PM   #6
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة eid-123
إن أختي ... فتاة عمياء .


الأعمى شئ .. والكفيف شئ آخر
الأعمى هو ذلك الذي ترتد بصيرته لا بصره .. فيتجاهل ما حولها .. وترتطم بالأشياء ارتطاماً مروعاً رغم ابصارها له وتلمسها إياه ..

أما الكفيف فهو ذلك الذي يتحسس الأشياء ببصيرته .. يلامسها .. يراها .. يتحاشى الارتطام بها .. رغم انطفاء شعلة الرؤية في عينيه

شتان بين من يبصرون .. فما يتبصرون
وبين من يتبصرون وما يبصرون
فاحتجاب الرؤية في العين ليست كافية لاثبات عاهة العمى عند صاحبها
واتساع الرؤية ووضوحها في العينيين أيضاً ليست كافية كدلالة على صحة الرؤية ووضوحها
لكم وجد من بيننا كفيف استغرق كل مرئيات الحياة .. وصّورها بمشاعره اللاقطة .. فحدثنا عنها حديث المبصر البصير
ولكم وجد من بيننا من تتسع عيناه المفتوحتان لكل الصور الجميلة من حوله دون أن يحس بجمالها وجلالها

الأول هو المبصر " الكفيف "
والثاني هو الأعمى " المفتح"
" انها لا تعمي الأبصار .. ولكن تعمي القلوب التي في الصدور "
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .