قال الراوي يا سادة يا كرام
اصابتنا سنون عجاف،فجف الضرع و يبس الزرع و تكلست امخاخ نفر من مشايخنا .قال قائل منهم : لو استسقيتم ربكم ،،إنه كان غفارا ،عله يرسل عليكم السماء مدرارا.قلت متمتما : ويحكم يا ذئاب البلدة و اشرارها ،أالان و قد أكل بعضكم لحم بعض ، فلم تتركوا ثيبا أو بكرا إلا نلتم من عرضها .تريدون ان يرفع عنكم الله هذا الخطب ؟
و خرج بضعة عشر منهم يوم الخميس للصلاة وقت الضحى ،نظر اليهم الحاج أحمد ،إمام البلدة و اكبر اعيانها يرحمه الله و كان رجلا دمثا تنساب النكت من فيه فينفجر من حوله ضحكا ،نظر اليهم و قال :ما هذا يا جماعة ؟ اتريدونني ان اطلب من الله كوب ماء ؟ هيا افرنقعوا من حولي و اجمعوا لي مائة رجل أو اكثر منكم ،و موعدنا الخميس القادم بمشيئة الرب .
لبى زهاء المائتين من المصلين دعوة الامام و هرعوا للصلاة و التذرع الله ،طالبين منه الغيث .إنقضت الصلاة و انتشروا في الارض ليأكل بعضهم لحوم بعض و يلمز بعضهم البعض .مضت ايام قلائل و إذا بالطوفان يجرف احياء و يهدم بيوتا على رؤس ساكنيها .قال بعضهم : لو صلى الحاج احمد بالنفر الاول لكان الغيث اقل و الخسائر طفيفة .إنه سبب هذا البلاء .قوم عشعش في ادمغتهم الغباء .ظل يرحمه الله يقارعهم بالحجة تلو الحجة حتى قضى نحبه و ترك لهم الجمل بما حمل .
|
النمط المتطور